ملفات وتقارير

جدل بالعراق حول رسالة منسوبة للسفير الأمريكي.. ما حقيقتها؟

يأتي ترويج الرسالة قبل يوم من موعد جلسة البرلمان لمنح الثقة لحكومة الكاظمي- وكالة الأنباء العراقية
يأتي ترويج الرسالة قبل يوم من موعد جلسة البرلمان لمنح الثقة لحكومة الكاظمي- وكالة الأنباء العراقية

روجت قيادات سياسية عراقية لرسالة منسوبة إلى السفير الأمريكي في العراق ماثيو تولر، مدعية أنها تتوعد القوى والكتل السياسية التي لا تصوت لصالح حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي في جلسة البرلمان اليوم الأربعاء.


على رأس تلك القيادات التي تناقلت الرسالة كان زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، الذي رفض فيها تدخل الولايات المتحدة في شؤون العراق، تبعه زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي بمطالبته واشنطن بتكذيبها.

 

"توقت حرج"
اللافت في الأمر أن الطرفين اللذين تحدثا عن وجود رسالة منسوبة للسفير الأمريكي لدى بغداد، كانا قد أعلنا في وقت سابق عن سحب تأييدهما لرئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، وأكدا أنهما لن يصوتا لصالح حكومته بالبرلمان.


من جهتها، قالت النائبة انتصار الجبوري عن تحالف "القوى العراقية" (أكبر ممثل للسنة بالبرلمان)، في حديث لـ"عربي21"، إن "أي رسالة من السفير الأمريكي لم تصلنا. صحيح أننا لم نجتمع منذ فترة في تحالف القوى، لكن التواصل مستمر بيننا على مجموعات وسائل الاتصال".


وشددت الجبوري على أن "الوقت حرج للغاية في ظل تشكيل الحكومة، ولا نعرف ما الغرض من الحديث عن هذا موضوع"، متوقعة أن "تمرر التشكيلة الوزارية لرئيس الحكومة المكلف مصطفى الكاظمي في جلسة البرلمان يوم الأربعاء".


"تهييج الشارع"
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي نجم القصاب لـ"عربي21" إن "كل المؤشرات لم تثبت حقيقة هذه الرسالة التي يقال إنها صدرت من الجانب الأمريكي، خصوصا في هذه اللحظات الحرجة والمحرجة".


وأضاف القصاب: "بل هناك معطيات بأن هذه الرسالة غير واقعية وليست موجودة أصلا، وفيها الكثير من الأخطاء والمغالطات، ولا أعتقد أن الجانب الدبلوماسي الأمريكي يقع في مثل هذه الأخطاء".

 

ورأى القصاب أن "الذين تحدثوا عن وجود رسالة للسفير الأمريكي، أرادوا إثارة القوى العراقية الرافضة للأمريكان، للوقوف ضد الكاظمي، ولا سيما التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وتيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم".

ولفت إلى أن "الكثير من القوى السياسية تريد التصويت على حكومة الكاظمي، ولذلك أرادوا أن تقف هذه القوى السياسية ضد الكاظمي. لكن لم تثبت حتى اللحظة أنها رسالة حقيقية بعثتها الدبلوماسية الأمريكية".


"نتيجة عكسية"
وبخصوص تأثير الرسالة على القوى السياسية، أعرب القصاب عن اعتقاده بأن "جميع القوى السياسية التي قرأت هذه الرسالة لم تقتنع بها بنسبة واحد بالمئة، وبالتالي أصبحت النتيجة عكسية على من روجوا لها، لأنه حتى من كان مترددا بعدم التصويت للكاظمي ربما يصوت لحكومة المكلف بعد قراءتها".


وحول صمت السفارة الأمريكية حيال الرسالة، قال القصاب: "طالما مرت مدة 24 ساعة على ترويج هذه الرسالة، ولم تنف أو تؤكد من جانب واشنطن، أعتقد أنه سيبقى الموقف الأمريكي هكذا دون نفي أو تأكيد".


وتناقلت وسائل إعلام عراقية، أمس الاثنين، رسالة منسوبة إلى السفير الأمريكي تولر جاء فيها: "تولي الولايات المتحدة حاجة ملحة للغاية وكبيرة لتشكيل حكومة السيد مصطفى الكاظمي. يجب أن يتم تجاهل أي نقاط ضعف أو تنازلات في اختيار الوزراء عند موازنتها مع التوقعات الرهيبة للبلاد".


وتابعت: "إن حكومة تصريف الأعمال للسيد عادل عبد المهدي مشلولة وغير قادرة على التعامل مع العديد من المشاكل التي تواجه العراق. كأصدقائكم وشركائكم في السنوات الـ17 الماضية، نشعر بقلق بالغ من أن العواقب على العراق كدولة وعلى الشعب العراقي ستكون مدمرة إذا لم تتم الموافقة على حكومة السيد مصطفى الكاظمي. إذا تم تشكيل الحكومة فسوف نبذل قصارى جهدنا لمساعدة العراق على مواجهة المشاكل المقبلة".

 

وكان رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، قد دعا أمس الاثنين أعضاء البرلمان إلى الحضور لجلسة المجلس؛ للتصويت على تشكيل الحكومة الجديدة يوم الأربعاء الساعة 9 مساء.


يأتي ذلك بعد لقاء جمع الحلبوسي برئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، الذي شدد فيه رئيس البرلمان على ضرورة تشكيل حكومة قوية تلبي مطالب العراقيين، وتحمي المصالح العليا للوطن.


ويحظى الكاظمي بتأييد معظم القوى السياسية في البرلمان من مختلف المكونات، وسط توقعات بأن تنال حكومته الثقة، بعد خمسة أشهر على استقالة رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي نتيجة لغط الحراك الشعبي الذي انطلق في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

 

اقرأ أيضا: قوى عراقية تسحب تأييدها من الكاظمي.. هل تراجعت حظوظه؟


التعليقات (1)
عامر
الأربعاء، 06-05-2020 01:20 ص
الرساله صحيحه لسببين الاول لانه لم يصدر تكذيب من الامريكان و الثاني لان الكاظمي فعلا مرشح امريكا و رفضه يعني رفض لامريكا التي جلبت كل السياسيين الحاليين للسلطه و اخيرا ليخرج الشجاع في الساسه المحسوبين على العراق و يقول بشجاعه انه يرفض الكاظمي لكن ليتذكر سليماني