طب وصحة

إصابات الطواقم الطبية المتزايدة تعرقل مواجهة كورونا بمصر

إصابات كبيرة في صفوف الكوادر الطبية بمصر- جيتي
إصابات كبيرة في صفوف الكوادر الطبية بمصر- جيتي
بالتزامن مع زيادة عدد المصابين بفيروس كورونا في مصر، تسارعت وتيرة إصابة العشرات من الأطباء وطواقم التمريض والفنيين والعمال في المستشفيات، ما تسبب في إغلاقها بشكل متتال ومتسارع، وخروجها من الخدمة؛ خشية انتقال العدوى للمرضى أو الطواقم الطبية.

وجاء المعهد القومي للأورام بالقاهرة على رأس القائمة بعد تأكد إصابة بعض العاملين فيه بفيروس كورونا وارتفاع عدد المصابين إلى 33 من أعضاء الفريق الطبي، كما سجل مركز أورام دار السلام خمس إصابات، ومركز مجدي يعقوب للقلب في مدينة أسوان أربع حالات بالإضافة إلى مستشفيات مبرة مصر القديمة، والدمرداش الجامعي، ومعهد القلب، وسيد جلال التابعة لجامعة الأزهر.

كما أصيب 22 طبيباً وممرضاً بفيروس كورونا المستجد في مستشفى الزيتون التخصصي بمنطقة الأميرية في القاهرة، و21 آخرون في مستشفى صدر دكرنس بمحافظة الدقهلية، (دلتا مصر) خلال الساعات القليلة الماضية.

 

 


كانت آخر إحصائية لوزارة الصحة عن عدد الإصابات في صفوف الطواقم الطبية قبل أسبوع، حيث أفادت بإصابة 81 شخصا من أصل نحو 800 حالة تم تسجيلها في ذلك الوقت، وهي نسبة مرتفعة نسبيا مقارنة بالعديد من دول العالم؛ نتيجة ضعف إجراءات السلامة والحماية للأطباء، بحسب شهادات أعضاء بالطواقم الطبية.

إصابات الطواقم الطبية

ونشر طبيب مصري في مستشفى الصدر بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، شمال مصر، مقطعا مصورا يدعو فيه مرضاه وجميع من خالطوه بسرعة إجراء تحاليل للتأكد من انتقال العدوى لهم من عدمه بعد التأكد من إصابة نحو 17 طبيبا وممرضا بفيروس كورونا.

 

وبعد تزايد عدد المصابين في صفوف الطواقم الطبية، طالبت نقابة الأطباء بمساواة المصابين والمتوفين بـ"كورونا" من الأطقم الطبية، بشهداء ومصابي العمليات الحربية بعد إقرار قانون في 2018 يهدف إلى تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم، ودعمهم ورعايتهم في كل النواحي الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها.

واشتكى أطباء وممرضون من نقص المستلزمات الطبية اللازمة لحمايتهم عبر مقاطع مصورة لهم على منصات التواصل الاجتماعي، أثارت تعاطفا واسعا معهم.



وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع وسم #أنقذوا_أطباء_مصر لتأييد مطالبهم بتوفير سبل الحماية لهم وللمرضى باعتبارهم خطوط الدفاع الأولى التي يجب حمايتها.

دور الصحة كبير

يقول مدير مستشفى الحميات بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، محمد حسين، إن "مديرية الشؤون الصحة تقوم بدور عظيم، وزيادة عدد الحالات المصابة يدل على أنها تعمل بجد من خلال التقصي وترصد الناس المخالطين للحالة، لكن سلوكيات بعض الناس لا تتفق مع حجم الخطر".

وأكد لـ"عربي21": "أن غالبية الحالات المصابة تأتي من المستشفيات الخاصة وليس الحكومية، وفيما يتعلق بالمستلزمات الطبية فهي تنفذ بسبب زيادة الحالات المصابة، ونرسل في طلبها من المخازن وتأتينا على الفور، فالرصيد داخل المستشفى محدود، ولكنها متوفرة في مديرية الشؤون الصحية".

المستلزمات قبل الأطباء

أمين عام نقابة الأطباء، إيهاب طاهر، قال إن "توالي إغلاق المستشفيات بعد اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا، وإغلاقها بشكل مؤقت، لحين انتهاء أخذ المسحات من الطواقم الطبية وتطهيرها يؤثر سلبا على الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين بدون شك".

وأضاف لـ"عربي21": "ولذلك فنحن في نقابة الأطباء نؤكد على ضرورة وجود وسائل حماية متوفرة منذ البداية في جميع المنشآت الطبية، ويتم متابعة استخدامها فعليا؛ لإن بعض مديري المستشفيات يتعنتون مع الأطباء في استخدام وسائل الحماية رغبة منهم في توفيرها حتى لا تنفذ وهذا أمر غير مقبول".

وأوضح "لو فقدنا الفريق الطبي الخاص بالمستشفى سأحوله من فريق يساعد في مكافحة الفيروس إلى أشخاص ناقلين للعدوى، وبالتالي سوف نزيد المشكلة، كما يجب أخذ مسحات من جميع الأطباء الذين خالطوا حالات إيجابية دون انتظار ظهور الأعراض؛ لأن من خالط حالا إيجابية لو تركته وهو حامل الأعراض دون الكشف عليه فهو ينقل العدوى من جهة لأخرى".

وكشف طاهر "أنه وصل فاكس من مديرية الشؤون الصحية بكفرالشيخ يقول إنه اعتبارا من أول إبريل الماضي لا يتم أخذ مسحات من الفريق الطبي المخالط لحالات إيجابية إلا بعد ظهور أعراض طبقا لقرار الوزارة، وهذا كلام عكس كلام الوزارة السابق، ولا بد من التحقق منه".

غياب الشفافية

من جهته؛ وصف السياسي والبرلماني المصري، أسامة سليمان، الإجراءات بأنها تتسم "بالاستخفاف، قائلا: "التأخر في التعامل مع أزمة فيروس كوورنا، وحالة الاستخفاف والسخرية من الفيروس على برامج القنوات الفضائية من قبل الإعلاميين والضيوف من قبيل أنواع معينة من الطعام أو الشراب، ونقص المستلزمات وفق شهادات الأطباء في المستشفيات، تفاقم الأزمة".

وأضاف لـ"عربي21": "كان على الدولة مصارحة ومكاشفة الناس بحقيقة حجم الاستعدادات لمواجهة الوباء في القطاع الصحي، وليس خافيا على أحد من تردي مستوى المستشفيات الحكومية وفق شهادات نواب الحكومة، والحديث الدائم عن نقص أجهزة التنفس الصناعي وغرف العناية المركزة لا ينقطع، وهو كلامهم وليس كلامنا نحن".

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم