مقالات مختارة

هكذا استغلّ نتنياهو «كورونا» لصالحه!

هاني حبيب
1300x600
1300x600

في سياق تناول وسائل الإعلام العبرية لمسألة تشكيل حكومة الاحتلال إثر الانتخابات الأخيرة، أجمع العديد منها على استغلال رئيس الحكومة الانتقالية نتنياهو انتشار فيروس كورونا من أجل حل أزمته السياسية، من خلال الدعوة إلى تشكيل حكومة طوارئ، أو حكومة وحدة وطنية، للضغط على تكتل «وسط ـ يسار» بزعامة غانتس للتوجه إلى أحد هذين الخيارين، وكلاهما يهدف إلى إبقاء نتنياهو رئيسا للحكومة الجديدة، حتى ولو لفترة عام واحد، بدلا من العمل على تشكيل حكومة بزعامة غانتس، حكومة طوارئ، أو حكومة وحدة وطنية، أي منهما هي بمنزلة حكومة إنقاذ لنتنياهو بالدرجة الأولى، واستغلال نتنياهو لهذا الوباء، سمح له بالمبالغة باتخاذ الإجراءات لتأكيد مساعيه، ولكي يصبح هذا الفيروس أداته للبقاء بمنأى عن محاكمات الفساد التي يتوجب أن يخضع لها.


والحديث عن مبالغة نتنياهو حول هذا الفيروس، تناولته، أيضا، عدة آراء من قبل مختصين وخبراء في مجال الطب والأوبئة، أشاروا وأبدوا ملاحظات على أن نتنياهو تعمّد المبالغة في مخاطر الوباء رغم اعتراف هؤلاء بتلك المخاطر، إلا أنهم أكدوا أن نتنياهو يحاول أن يبالغ كثيرا لأهداف سياسية بالدرجة الأولى.


البروفيسور مايكل ليفيت، الحائز على جائزة نوبل للكيمياء العام 2013، ولديه ثلاث جنسيات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية، قال، إنه لفت انتباه نتنياهو إلى عدة ملاحظات، أولاها أنه سيتفاجأ جدا لو مات في إسرائيل أكثر من عشرة أشخاص جراء الإصابة بفيروس كورونا، إذ إن عدد الحالات الصعبة في إسرائيل محدود جدا، والأرقام غير دقيقة وهناك الكثير من الضغط، مشيرا إلى أنه لم يمت في إسرائيل أحد (كان ذلك قبل أيام من إعلان إسرائيل عن موت أحد المرضى بالفيروس) في العام 2017 توفي أكثر من 25,000 شخص بسبب الأنفلونزا، وهناك عشرة بالمئة من الوفيات بإسرائيل من الأنفلونزا الحادة. لقد تحدثت بكل هذه الأمور مع نتنياهو وأشرت إلى أن هناك استخداما سياسيا للوباء!
(«مكان» ــ الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية 18/3/2020).
أحد أكثر المقربين من نتنياهو، الدكتور تسفي ماروم، مدير عام شركة BATM التي تشارك في أدوات تشخيص فيروس كورونا المستجد، حيث سبق أن عمل نتنياهو مستشارا للتسويق العالمي في الشركة، بعد أن أنهى ولايته الأولى في رئاسة الحكومة العام 1999، قال، إن ما ينشر من معطيات وسيناريوهات حول فيروس كورونا في إسرائيل، غير دقيق ومرعب أكثر مما هو في الحقيقة، وأضاف في حديثه لصحيفة «ذي ماركر» إلى أن ما تنشره وزارة الصحة «كذبة مطلقة» ويعارضه علماء كثيرون، كما أن الوزارة تمارس عملية تخويف للتغطية على قصورها، وأن الثمن الذي سيدفعه مواطنو الدولة مبالغ فيه. إن أداء وزارة الصحة يعتمد على سيناريو مرعب، وإن أعدادا كبيرة من الجثث ستتراكم في الشوارع، وفي هذه الحالة لا يمكن اتخاذ قرارات سليمة، وليس مهما من الذي يجلس في مقعد رئيس الحكومة («ذي ماركر» ـ نقلاً عن «عرب 48» ـ 18/3/2020).


صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» نشرت تقريرا لمراسلتها في إسرائيل نوغاتارنوبلسكي، نقلت عن خبراء قانونيين في إسرائيل قولهم، إن الإجراءات التي اتخذها نتنياهو في ظاهرها لحماية الصحة العامة، إلا أنها استيلاء على السلطة غير مسبوق في إسرائيل، بما في ذلك في أوقات الحرب، والمستفيد من تعطيل القضاء هو نتنياهو نفسه، واستغربت المراسلة كيفية اتخاذ مرسوم بتخويل «الشين بيت» بالتجسس سرا على هواتف الأفراد، قبل الفجر وعبر الهاتف لموافقة أعضاء الحكومة على المرسوم، حتى دون أن يرى هؤلاء المرسوم بشكل دقيق، كما نقلت تصريحا لألون بنكاس الذي كان مساعدا لرئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، قال فيه، إن الأمر يقترب من حالة انقلاب، في حين تحدث الياكيم روبنشتاين قاضي المحكمة العليا السابق، قائلا، إن ما يجري يمثل خطرا واضحا على الديمقراطية الإسرائيلية، فيما نقلت عن المؤرخ الإسرائيلي غيرشوم غوريمبرغ مؤلف كتاب «تفكيك إسرائيل»، أن الوفاة الوحيدة في إسرائيل جراء وباء كورونا، هي الديمقراطية الإسرائيلية المسنّة والضعيفة («لوس أنجلوس تايمز» ـ ترجمة عدة مواقع عربية ـ 18/3/2020).

 

عن صحيفة "الأيام" الفلسطينية

0
التعليقات (0)