صحافة دولية

بلومبيرغ: انهيار وسقوط إمبراطورية النفط الخليجية بات وشيكا

حذرت من السقوط الحتمي للثروة الخليجية- جيتي
حذرت من السقوط الحتمي للثروة الخليجية- جيتي

تناولت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، في تقرير لها، الانهيار بأسعار النفط الذي يشهده العالم، ولفتت إلى أن ما يحدث حاليا يعد مؤشرات على بدء "سقوط إمبراطورية النفط الخليجية".
 
واعتبرت الوكالة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن "الانهيار المذكور بات وشيكا، وقد لا يكون لحرب الأسعار إلا القليل من الأثر على السقوط الحتمي للثروة الخليجية".
 
وكتب معد التقرير دافيد فليكلينغ، أن "ممالك الخليج امتطت موجات مذهلة من الثروة على مدى نصف القرن الماضي أو يزيد، ولكن ما من موجة إلا ومآلها إلى التكسر". 

 

اقرأ أيضا: أزمة النفط.. نهاية التحالف بين موسكو والرياض


وأشار إلى أنه "لن ترى الأجيال القادمة أبدا تلك الثروة التي يستمتع بها رعايا هذه الدول الآن. ولربما أثبتت الأيام أنه حتى دول الخليج لن تنجو من لعنة النفط. كل ما هنالك أنها كانت لحظة مؤجلة".

وتاليا التقرير الكامل للوكالة كما ترجمته "عربي21":

بالنسبة للجزء الأعظم من العالم تعتبر الثروة النفطية لعنة. خذ على سبيل المثال بلداناً مثل نيجيريا وأنغولا وكازخستان والمكسيك وفنزويلا، التي حبيت باحتياطيات كبيرة من الطاقة الكربونية ثم بددتها.
 
فقط في منطقة الخليج العربي تحول النفط إلى نعمة استغلت في بناء الدولة، فقد حولت اكتشافات النفط في منتصف القرن العشرين منطقة كانت غارقة في الفوضى والفقر إلى واحدة من أكثر الأماكن ثراء على سطح الكوكب. قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة جميعها أكبر ثراء من سويسرا، وحتى المملكة العربية السعودية والبحرين وعمان تجدها مكافئة من حيث الثروة لليابان أو لبريطانيا.
 
كانت عملية التحول تامة لدرجة أنه قد يسهل على المرء الاعتقاد بأن الثروة ناجمة عن قانون خالد من قوانين الطبيعة. ولكن ذلك غير صحيح. بل من شأن حرب الأسعار الحالية في أسواق النفط أن تعجل بقدوم اللحظة التي تواجه فيها الطبيعة غير المستدامة لاقتصاديات الخليج أهوال يوم الحساب.
 
في هذا الوقت، تنضم جميع الأنظمة الملكية الست إلى روسيا في فتح المحابس لإغلاق أسواق النفط الخام وإخراج المنتجين الذين يتكبدون تكلفة إنتاج أعلى منه. على الرغم من أن الزيادة التي تخطط لها المملكة العربية السعودية وقدرها 2.5 مليون برميل في اليوم هي بلا منازع الموجة الأكبر في هذا التسونامي إلا أن جيرانها لا يحجمون. فالإمارات العربية المتحدة تنوي زيادة إنتاجها اليومي بمعدل 200 ألف برميل أو أكثر، وذلك بحسب ما يقوله مكتب الاستشارات رايستاد إنيرجي، بينما سترفع الكويت إنتاجها بمعدل 110 آلاف برميل يومياً، وسترفع روسيا إنتاجها اليومي بمعدل 200 ألف برميل.
 
لم يأت هذا الإسراف في الإنتاج بسبب عوامل جيوسياسية وإنما هو حصيلة حسبة رياضية لها علاقة بتدني أسعار النفط. فمع تراجع عدد الدولارات التي ترد عليهم مقابل كل برميل نفط خام ينتجونه، تحتاج الأنظمة الملكية في الخليج إلى ضخ كمية أكبر بكثير للحفاظ على ما يشبه الإيرادات الحالية.
 
من حيث المبدأ تتوفر لهذه الدول ترسانة تكفي لخوض هذه الحرب، إذ إن تكلفة ضخ برميل واحد من النفط من حقول النفط الخليجية لا يتعدى ثمن زجاجة مياه شرب من النوع الفاخر. وحتى في أسوأ الاحتمالات عندما تهبط أسعار النفط الخام إلى أقل من 10 دولارات للبرميل وينجم عن ذلك تكبد قطاع النفط بأسره تقريباً خسارة مالية، فسيستمر منتجو الخليج في جني الأرباح. إنما تكمن المشكلة كما كتبنا في الأسبوع الماضي في اقتصادياتهم إذ إنها تتطلب سعراً أعلى حتى يتمكنوا من ضبط ميزانياتهم ودعم عملاتهم المرتبطة بالدولار.
 
استباقاً لمثل هذه الأزمة، ولكي يتسنى التعامل مع تداعياتها ومع احتمال أن يتراجع الطلب على النفط على المدى البعيد، فقد عملت البنوك المركزية لدول المنطقة وصناديقها السيادية على إيداع كميات ضخمة من المال. ولكن أمام تراجع الأسعار، قد تتآكل هذه الأموال بسرعة كبيرة.
 
خذ على سبيل المثال صافي الموجودات المالية بحوزة حكومة المملكة العربية السعودية – احتياطيات البنك المركزي زائد موجودات صناديق المال السيادية ناقص دين الحكومة. انخفضت هذه إلى 0.1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بعد أن كانت 50 بالمائة خلال السنوات الأربع المنتهية بعام 2018 عندما انهار سعر النفط الخام من مستوى 100 دولار للبرميل، وهو ما كان وصل إليه بنهاية عام 2014. والآن، حتى لو عادت الأسعار وارتفعت إلى ما يزيد على الـ80 دولاراً للبرميل، فإنه يتوقع أن تظل المملكة مدينة إلى أجل غير مسمى على المدى المنظور.
 
وعلى مدى نفس السنوات الأربع، هبطت الموجودات المالية بحوزة الممالك الخليجية الست بما يقرب من نصف تريليون دولار إلى تريليوني دولار، وذلك طبقاً لدراسة صدرت الشهر الماضي عن صندوق النقط الدولي. وحتى لو لم تتأثر ذروة الطلب على النفط حتى عام 2040 فإن المبالغ المتبقية يمكن أن تستنفد بحلول عام 2034، حسبما يقول الصندوق. بل إن النفط بسعر 20 دولارا للبرميل يمكن أن يسرع من معدل استنفادها، بحيث تصبح خزائن هذه الدول خاوية بحلول عام 2027.
 
حينما تتراوح أسعار النفط ما بين 50 و55 دولاراً للبرميل فإن الاحتياطيات الدولية للمملكة العربية السعودية ستهبط بحلول عام 2024 إلى خمسة شهور من تغطية الاستيراد، طبقاً لتقرير صدر عن صندوق النقد الدولي في العام الماضي. ينبغي أن يكون ذلك احتمالاً مقلقاً للغاية لأنه سيضع المملكة على بعد خمسة شهور من أزمة ميزان مدفوعات لا تخطر بالبال والتخلي عن الارتباط بالدولار، وهو ما كان يشكل الأساس الذي قامت عليه تجارة النفط العالمية على مدى أجيال. ومع ذلك، فإن الأسعار التي نراها حالياً تجعل ذلك يبدو أشبه بسيناريو متفائل.
 
ما زال ثمة وقت لتجنب هذا المستقبل، ولكن ذلك يتطلب تغييرات كبيرة في نظرتنا إلى الخليج ودوره في الاقتصاد العالمي.
 
عمدت الحكومات في المنطقة إلى إحداث تخفيضات شديدة في ميزانياتها بعد هبوط أسعار النفط في عام 2014، فألغت الدعم على السلع وأضافت ضرائب المبيعات بطريقة حرقت أصابع دولها الرعوية التي كانت تنفق بسخاء. فيما لو تراجعت أوضاعها الاقتصادية أكثر فقد تضطر إلى إضافة ضرائب أخرى وتقليص جهازها الحكومي المنتفخ. لن يكون أي من هذين الإجراءين مرغوباً فيه أو مرحباً به من قبل المواطنين الذين لم يسمح لهم في يوم من الأيام بممارسة حقهم الانتخابي. وقد يتطلب الأمر تقليص الإنفاق السخي على الدفاع والأمن، وهو الإنفاق الذي يشكل ما يقرب من ثلث ميزانية الدولة في المملكة العربية السعودية.
 
قد يكون دنا أجل الحقبة التي كانت فيها الدول الخليجية وصناديق المال السيادية التابعة لها عبارة عن آلات صرف سحرية على استعداد لدفع أعلى الأسعار مقابل عقارات تشتريها في كل واحدة من قارات المعمورة. وقد يجدون أنفسهم مضطرين لبيع كثير مما كانوا قد اشتروه في أيام الرخاء. وما من شك في أن ذلك سيؤثر على المؤسسات بدءاً بوزارة المالية الأمريكية، حيث تملك المملكة العربية السعودية ما قيمته حوالي 183 مليار دولار من السندات، إلى سوفت بانك غروب كورب، التي قد تجد في الرياض شريكاً أقل سخاءً لتمويل الرؤى الواسعة لماسايوشي وأبنائه.
 
لقد امتطت ممالك الخليج موجات مذهلة من الثروة على مدى نصف القرن الماضي أو يزيد، ولكن ما من موجة إلا ومآلها إلى التكسر. لن ترى الأجيال القادمة أبداً تلك الثروة التي يستمتع بها رعايا هذه الدول الآن. ولربما أثبتت الأيام أنه حتى دول الخليج لن تنجو من لعنة النفط. كل ما هنالك أنها كانت لحظة مؤجلة.

 
التعليقات (10)
ابراهيم اليماني
الإثنين، 23-03-2020 01:30 م
تذكر اخي المسلم تذكر اخي العربي نحن في اليمن ندعو عليكم ليل نهار والله سبحانه يمهل ولا يهمل، فهو حسبنا ونعم الوكيل. تذكر انه دعاء اليمنيين وننتظر سخط الله عليكم، فعجل عقابك على هؤلاء الفسقة المجرمين اللهم ازل نعمتهم وابدلهم عنها فقرا وجوعا وذلا في الدنيا وعذابا في الآخرة
صدام حسين
الإثنين، 23-03-2020 04:33 ص
ومن تكون يعني وكاله بلومبيرق يعني الخوميني مثلا او خامنيئي او السستاني عشان تفتي علينا الخليج متبارك على العالم كله واولهم انت لو لا الخليج وحكمة حكام الخليج لا راح العالم
محمد يعقوب
الأحد، 22-03-2020 08:11 م
ما طار طير وإرتفع، إلا كما طار وقع! هذا ما نتمناه لقاتل الخاشقجى والممثل بجثته، إبتداء بالخنق وبعدها التقطيع وبعدها التذويب وبعدها نشر البقايا في أماكن غير معروفه. من يقم بمثل هذه ألأعمال، لا يستحق الحياة، لأنه لا ينتمى للإنسانية بصلة. هبوط أسعار النفط ربما يكون أو عقاب للمجرم بن سلمان، وبعدها سيأتى عقاب الله جلت قدرته، ألعقاب الثانى وهو إعادة مملكة الشر إلى ما كانت عليه قبل إكتشاف النفط.
العسيري
الأحد، 22-03-2020 06:50 م
خاصة دولة ( المؤامرات العربية المتحدة ) التي اهدرت مئات المليارات من اموال الشعب الاماراتي لزرع الفتن بين ابناء الشعب الواحد في العديد من الدول العربية ...وعندما اقول مئات المليارات فهذه ليس من باب المبالغة وانما هذه ارقام حقيقية رصدتها احدى المؤسسات الاقتصادية الاوروبية المتابعة لميزانية دولة المؤامرات
Yasser ellahib
الأحد، 22-03-2020 05:32 م
بسم الله الرحمن الرحيم به ابدأ وبه أستعين ? والله ولي الصالحين Please translate this post to your language because there are things that people don't know... هذآ البوست براسم منظمة الصحة البيئة العالمية وكل منظمة حقوقية أن ألذي يتعاطى المخدرات يضر في نفسه ولكن مروجي المخدرات يضر المجتمع كله وهذا يعاقب عليه القانون وكذالك يجب أن يعاقب كل من ينتج ويشاجع على تسويق أي مادة تلوث البيئة والهواء ألذي لا غنى لأي كأن حي عنهما؟؟؟؟؟؟؟ وأن كان علينا الأخذ في الأسباب بخصوص فيروس كورونا إلا أنه يبادر العقل سوأل لعلى الأمر مفتعال من أجل إجبار العالم على التعامل والتسوق بوسطة البطاقة الألكترونية من أجل تسويق العملة الالكترونية ولكن علينا أن لا نتجاهل أن البطاقة الألكترونية لا تختلف عن العملات ألتي يتداولها ألناس وتنتقل بوسطتها الفيروسات لأنه لا بدا لكل أنسان يتعامل في البطاقة الألكترونية أن يضع يده وأصابعه على جهاز الصندوق لإدخال البطاقة والرقم السري وليس هذا فقط كما أن كثير من ألناس أثناء التسوق يمسكون اشياءُ كثيرا في الاسواق للأطلع على محتوها وتريخ صالحيتها وثما يعيدها لمكانها أن لم يقتنع في جودتها لتعود إلى غيره وبعد هذه المطالعة أحب أن أقول أنهُ ليس لنا ألا التضرع إلى الله سبحانه تبارك وتعالى والأخذ في الأسباب والعمل لرافع الوباء أو يهدينا إلى سُبل العلاج للقضاء عليه ومن غير بيئة نظيفة من كل مادة تلوث البيئة والهواء والأخذ على محمل الجد والأيمان في قول الله سبحانه تبارك وتعالى في الأية الكريمة من سورة الروم ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ? هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَ?لِكُم مِّن شَيْءٍ ? سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى? عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)  ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) صدق الله العلي العظيم ولكم من القرأن الكريم والأياتين الكريمتان أن كنتم توأمنون بالله سبحانه تبارك وتعالى واليوم الأخر وأن كنتم للحق والعدل واللصالح العام تعمالون يا أولي الألباب وأكثروا من قول حسبنى الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والله على كل شيء قدير فتبارك الله ألحي القيوم ألذي لا يموت فتبارك الله أحسن الخالقين وسيأتي يوم على التاريخ أن صدق أن يكتُب أتى شخص من أصول رعيان الغنم حراك الضمير العالمي بخرباشة قلم عبدالله وتلميذ صغير من تلاميذ خاتم الأنبياء والمرسلين والمبعوث رحمة للعالمين محمد الصادق الأمين ???? عليه الصلاة أاذك وأطيب وأتم ألسلام ياسر بن محمد بن خالد اللهيب وشكرن لمان يجيد لغة ثانية وتقدم بالترجمة وشكرن لمان أرسال البوست لغيره ولكل من شاركه على صفحات التواصل الأجتماعي وكل تعليق يماثل رأي كاتبه.