كتاب عربي 21

لعنة التمديد أصابت "عاشور".. فهل ينجو منها "السيسي"؟!

سليم عزوز
1300x600
1300x600
إذا لم يتم العبث في إرادة المحامين، فإن إعلان سقوط النقيب الحالي سامح عاشور، هو قرار كاشف؛ ذلك بأن المتابعة الدقيقة منذ بدء عملية الفرز في الليلة الماضية، تؤكد فوز منافسه رجائي عطية بنسبة كبيرة، تحتاج إلى تدخل رأس السلطة لتغيير النتيجة، لكن الفارق كبير في كل الصناديق وعلى مستوى جميع النقابات الفرعية في طول القطر المصري وعرضه!

وهناك من يبدون تخوفهم من تدخل السلطة لتغيير النتيجة لصالح سامح عاشور. وقبل كتابة هذه السطور كتب المحامي منتصر الزيات عن تحركات وصفها بـ"المريبة"؛ تحدث. وظني أنه حتى لو تم التدخل بتزوير الانتخابات، فيسهل للأسباب سالفة الذكر الطعن في النتيجة أمام القضاء فيصبح سقوط عاشور هو مسألة وقت لا أكثر.

فسامح عاشور قد سقط ولم يبق سوى إعلان النتيجة، سواء من اللجنة المشرف على الانتخابات، أو من القضاء إذا تم العبث بأصوات الناخبين، ليكشف هذا عن أن اللعنة التي يعرفها المصريون جيداً قد حلت به، وهي الخاصة بلعنة القوانين وتعديلها بغرض البقاء في السلطة، وفي كل مرة تحل اللعنة بمن يستحقها، فهل من مدكر؟!

في عهد المخلوع:

إن قانون نقابة المحامين ينص على أنه لا يجوز الترشح لموقع النقيب لمن بقي لدورتين متصلتين في الموقع. وفي عهد الرئيس المخلوع تم النظر لسامح عاشور على أنه "فرخة بكشك"، رغم أن منافسه في الانتخابات لدورتين هو "رجائي عطية" المقرب من مبارك، ومحامي نجليه في القضية المرفوعة منهما ضد مجلة "المجلة" السعودية. فقد كان مطلوبا استمراره في الموقع من قبل من بيدهم ملف النقابة في السلطة، فتم تعديل القانون بما يسمح له بالترشح للمرة الثالثة في سنة 2009، لكن لعنة التمديد أصابته، فسقط، وكانت المفاجأة أن من أسقطه ليس هو المنافس التقليدي له. فلو كان هذا لهان الأمر، فرجائي عطية محام كبير ومعروف، وهو فقيه في مجاله، ومن رموز المهنة الآن، لكنهما سقطا معاً، ليفوز نقيب النقابة الفرعية بمحافظة الجيزة، كنوع من التصويت العقابي ضده، وهو تصويت ينصرف دائما لمن لم يكن متوقعاً له النجاح ولمن هو أقل شأنا من بين المرشحين، وشاهدناه كثيراً في الانتخابات البرلمانية والنقابية!

ولم يكن التعديل الجديد على القانون قد ألغى شرط الدورتين المتصلتين، لكنه بدأ حساب الدورتين من تاريخ التعديل، وهو ما يعني أن دورته الأولى كأن لم تكن، وهي التجربة التي استلهما السيسي بعد ذلك، كما أنه نفسه استفاد من تجربة السيسي في التعديل لقانون المحاماة الذي تم في سنة 2008!

المدة المفتوحة:

لقد ألغى التعديل الأخير شرط عدم جواز الترشح لمنصب نقيب المحامين بعد الدورتين المتصلين، فصارت المدة مفتوحة، وعليه خاض عاشور الانتخابات الحالية. وقد تمثلت الاستفادة من تجربة السيسي في أنه تم المد له في الولاية الثانية، حتى يتمكن من تنقية الجداول وإعداد الكشوف. فالسيسي وإن كان لم يفتح المدة إلى مدد، فإنه قد أسقط ولايته الأولى من الحسبان، ليبدأ الحساب من تاريخ تعديل الدستور، على أن يتم المد في دورته الحالية من أربع إلى ست سنوات!

وإذ حلت اللعنة على سامح عاشور، فقد حلت من قبل على السادات الذي قام بتعديل الدستور، بأن فتح مدة ولايته من مدتين إلى مدد، فلم يستفد من ذلك، حيث تم اغتياله قبل انتهاء دورته الثانية، ليستفيد مبارك من تعديل هذه المادة، ويظل في الحكم لثلاثين سنة، فلما قام بتعديل الدستور، وصنع أطول مادة في تاريخ الدساتير، حتى اشتملت على النص الدستوري، والنص القانوني، والنص اللائحة، ليحدد منافسه ومنافس ذريته من بعده، سقط حكمه، ولم يستفد من هذه المادة!

وهي تجارب ماثلة في أذهان المصريين، لكن الدنيا حلوة خضرة، وكل من يقدم على تجربة تعديل النصوص القانونية أو الدستورية، ليبقى في مركزه يظن أنه ناج من اللعنة، لكنها حلت بالجميع!

وإذ تلقيت الآن اتصالا من محام صديق يتابع انتخابات المحامين عن كثب، فقد أكد لي أنه من الصعب التلاعب في نتيجة النقيب، الأمر الذي يؤكد أن اللعنة قد نزلت بعاشور فعلا، كما شملت من قبل السادات ومبارك!

ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
التعليقات (1)
عبد الله المصري
الإثنين، 16-03-2020 06:42 م
كل من خان و امتلك سلطة مغتصبة يعلم علم اليقين انه سيشرب من نفس الكاس فيضع حوله الجيوش لحراسته و هو يعلم انه باع نفسه فيقتل و ينهب و يخون بدون اي الم كان و هذا ما لاحظته على السيس فهو الوحيد على حق و محاولا جمع اكبر قدر من المال تعويضا لثلاجة المياه و بناء القصور محاولا تعزيز الثمن و تمهيد الطريق لابنه ليحميه لانه من غير ذلك سيحاكم سيحاكم اعتقد ان السيسي جاسوس مدرب على اعلى مستوى من الانسجام في اي بيئة بحيث خدع معظم المصريين و مدرب على طبقة صوت معينه تخاطب العقل الباطن و اعتقد ان عليه كنترول اعتقد ان المخابرات الحربية قد تم السيطرة و بواسطتها قد تم السيطرة على مصر و جيشها مع انها جهة معلوماتية و لكن لها عصابات اجرامية وقد راينا ذلك في مخابرات صلاح نصر الذي قالت عنه اعتماد خورشيد انه يفتخر بالسيطرة على جمال عبدالناصر و افتخر ايضا السيس بالسيطرة على مبارك و تحركاته امام ياسر رزق و الملاحظ ايضا انها تحاول ان تدمر اي مصري خارج سيطرتهم يقترب من منصب الرياسة و قد راينا ذلك حدث لايمن نور و نعمان جمعة رئيس حزب الوفد السابق و الرئيس مرسي رحمة الله عليه و على ابنه و على كل الشهداء و الاخوان و ابو اسماعيل و عنان و احمد شفيق و قنصوه فما اسهل من السلل للمخابرات فتعلم عن الجميع ثم تتحكم فيهم باخطاء ارتكبوها ام عن الشرفاء فبعصابة صغيرة يتم قتلهم او رميهم في السجون بقضاة تم التحكم فيهم هكذا تحكم مصر منذ زمن طويل ولكن الاختلاف الان تلك العصابة الخاينة الاجرامية هي التي تحكم الان و ليس من خلال ناس من خارجها مسيطر عليهم يعني نحن امام اجرام نقي خالص مثل الكلب المسعور الذي انشب انيابه في ابن جارنا فكان يجذب ابنه فتزداد الجروح و لا يتركه الكلب و كانت الام تصرخ باعلى صوتها فلم يكن هناك حل الا الاستمرار في ضرب الكلب على راسه حتى مات الغريب ان البعض كان حزين لان الكلب كان غالي الثمن