صحافة دولية

الغارديان: خبراء علميون يشككون بأرقام حكومة مصر عن كورونا

الغارديان: يقدم خبراء الأمراض المعدية صورة قاتمة عن الانتشار المحتمل في مصر- جيتي
الغارديان: يقدم خبراء الأمراض المعدية صورة قاتمة عن الانتشار المحتمل في مصر- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها في القاهرة، روث مايكلسون، تقول فيه إن معدلات الإصابة في مصر ربما كانت أعلى من الأرقام التي نشرتها الحكومة. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن خبراء الأمراض المعدية في جامعة تورنتو ربما كانت لديهم الصورة الحقيقية حول انتشار المرض، لافتا إلى أن دراسة كندية تظهر أن مصر ربما كانت تعاني من أزمة فيروس كورونا المستجد أكثر مما تفصح عنه الأرقام الحكومية.

وتلفت مايكلسون إلى أن أعراض المرض ظهرت على 97 أجنبيا زاروا مصر في منتصف شباط/ فبراير، وكشفت الفحوصات الطبية أنهم أصيبوا بمرض كوفيد-19 بعد عودتهم إلى بلادهم، مشيرة إلى أن معظم هؤلاء قضوا وقتا في السفن السياحية التي تنقل السياح عبر النيل إلى مدينة الأقصر في جنوب مصر، لزيارة الآثار الفرعونية هناك. 

وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤولين المصريين، قولهم إن هناك 126 شخصا آخرين من الأجانب والمصريين أثبتت الفحوصات أنهم مصابون بمرض كوفيد-19، ومن بين هؤلاء امرأة بالغة من العمر 60 عاما أعلن عن وفاتها يوم الخميس في مدينة المنصورة، التي تبعد عن الأقصر 465 ميلا، مشيرة إلى أن هذه أول وفاة مصرية منذ بداية الوباء، وجاءت بعد أسبوع من نقل المسؤولين المصريين 45 شخصا من سفينة "أسارى" السياحية، الذين تم الحجر عليهم لاحقا في الأقصر. 

ويفيد التقرير بأنه تم السماح لـ82 سائحا كانوا في الحجز وسافروا على متن السفينة في رحلات سياحية في الجنوب بالعودة إلى أوطانهم، وبعد ذلك سافر المسؤولون الصحيون إلى الأقصر، وفحصوا 558 شخصا، جاءت فحوصاتهم كلهم سلبية، وقالوا إن 27 شخصا كانت نتائجهم إيجابية تم التأكد من عدم إصابتهم بالفيروس. 

وتنوه الكاتبة إلى أن السياحة تعد الحجر الأساسي للاقتصاد المصري، وأكد المسؤولون أن الوضع لم يتغير، وأن الأماكن السياحية لا تزال مفتوحة، رغم منع الحكومة التجمعات وإغلاق المدارس، مشيرة إلى أن الجيش المصري أعلن عن إجراءات جديدة، بما في ذلك استخدم دائرة الأسلحة الكيماوية للمساعدة في الفحوصات. 

وتستدرك الصحيفة بأن المراقبين يخشون من أن الإجراءات المصرية قد تكون متأخرة، وبعد فحوصات محدودة، وتحكم حكومي في الإعلان عن الأرقام، وتهديد بتقديم أي جهة للمحكمة في حال نشرها "معلومات مضللة أو زائفة" عن انتشار المرض.

 

ويشير التقرير إلى قول رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي: "نعلن عن كل شيء بشفافية تامة"، إلا أن المركز التايواني للسيطرة على الأمراض لم يرض عن بيان وزيرة الصحة، التي قالت إن امرأة تايوانية كانت على ظهر سفينة "أسارى" هي مصدر الحالات التي في الأقصر كلها، التي سجلت نهاية شباط/ فبراير، وأظهر فحصها أن طبيعة الفيروس الذي أصيبت فيه جاء أثناء إقامتها في مصر. 

وتذكر مايكلسون أن خبراء الأمراض المعدية في جامعة تورنتو، الذين يدرسون التباين في تصريحات المسؤولين الحكوميين والمعدلات الحقيقية لانتشار المرض في أماكن مثل إيران، يقدمون صورة ممكنة عن انتشار الفيروس في مصر، ويقولون إن طريقة التقدير تقوم على "استبعاد التقدير المتواضع لانتشار كوفيد-19 والحالات الغامضة، فنحن نقدر حجم انتشار وباء كوفيد-19 في مصر". 

وتلفت الصحيفة إلى أن هؤلاء الخبراء استخدموا لرسم هذه الصورة البيانات المتعلقة بالمسافرين، ومعدل انتشار الفيروس، وتوصلوا إلى أن "مصر ربما تحملت عبئا من حالات كوفيد-19، التي لم يتم الإبلاغ عنها، وأكبر من القدرات الصحية السريرية للتأكد من الحالات وإدارتها". 

وبحسب التقرير، فإن الباحثين استخدموا بيانات من بداية آذار/ مارس، عندما قال المسؤولون المصريون إن عدد الحالات المسجلة هي 3 حالات فقط، لكن الرقم قد يكون أعلى اليوم، مشيرا إلى أن المتحدث باسم الحكومة المصرية، خالد مجاهد، لم يجب على أسئلة الصحيفة للتعليق. 

وتنوه الكاتبة إلى أن الشباب يمثلون غالبية الشعب المصري، ما يعني أن نسبة قليلة منهم ستظهر عليه أعراض كوفيد-19، وقال الكثيرون إنهم سيقومون بعزل أنفسهم لو ظهرت عليهم الأعراض، خشية عزلهم كما فعلت الحكومة مع الناس في المناطق البعيدة والقريبة من الحدود مع ليبيا، وقامت باعتقال الأطباء في السابق. 

وتورد الصحيفة نقلا عن طبيب في مستشفى في منطقة المطرية، قوله: "حتى الآن فإن الفحص هو أساسي ويقوم على فرضية أن أي شخص مريض فإنه قد يذهب إلى أماكن معينة"، مشيرة إلى أن طبيبين في الأقصر رفضا فكرة أنه تم تجاهل حالات رغم عودة أشخاص إلى بلادهم وظهور الأعراض عليهم هناك، وقال أحدهما: "لا توجد دولة في العالم تقوم بفحص السكان كلهم". 

ويشير التقرير إلى أن الطبيب قدم نفسه باسم بكري، وهو واحد من الأطباء الذين فحصوا ركاب سفينة "أسارى"، إلا أن الأمثلة حول العالم تظهر أن الفحص الواسع ضروري لفهم طبيعة ومكافحة المرض المعدي.

وتنقل مايكلسون عن الطبيب، قوله: "هناك أعراض واضحة وإرشادات حول من يجب فحصهم"، وأضاف أن تسعة من ركاب السفينة خضعوا للفحص في 6 آذار/ مارس، فيما تم نقل سائح مصري على سفينة "هابي5" السياحية من الأقصر الى الغردقة، حيث توفي بعد يومين.

 

وتقول الصحيفة إن سفنا أخرى تم فيها حجز السياح الذين كانت فحوصاتهم سلبية وواصلوا رحلتهم، وقال الجراح أسامة عسيري، الذي يعمل في مستشفى الأقصر الدولي: "لا نشاهد أشخاصا يأتون إلى المستشفى وهم يحملون أعراض المرض، وهذا لا يعني أن الناس في الصين يقعون في الشوارع"، وأكد أنه يرى أن أرقام الحكومة صحيحة، وأن الصدق هو علامة على الوطنية. وقال إن "المشاركة في المعلومات قد تكون أحيانا سياسية؛ لأنها تتعلق بالدخل القادم من السياحة، ولهذا نقوم والحكومة بالتعامل مع هذا الأمر بحذر".

ويورد التقرير نقلا عن عامل الفندق في الأقصر، شربيني، قوله إن الطواقم الطبية جاءت في الساعة السادسة صباحا من 9 آذار/ مارس، وقامت بالفحوصات اللازمة، حيث كان الطاقم يرتدي الواقيات الضرورية، لكن أفراد الشرطة كانوا بالزي العادي، ما يعني أنهم لم يكونوا محميين. 

وتلفت الكاتبة إلى أن عدد سكان مصر يبلغ 100 مليون نسمة، وممارسة العزل الاجتماعي أمر صعب، لكن الحكومة قامت بإجراءات عدة، مثل تقصير الصلاة، وأعلنت عن حزمة بـ5.2 مليار جنيه إسترليني لمواجهة المرض، مستدركة بأنها حاولت السيطرة على ما ينشر حتى في الوقت الذي منعت فيه دول الجوار دخول المصريين إلى أراضيها.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن معظم الأطباء والصيادلة شككوا في قدرة النظام المصري الصحي على التعامل مع آثار كوفيد-19.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)