مقالات مختارة

حوار في إسطنبول محوره اليمن والخليج ومحمد بن زايد

محمد صالح المسفر
1300x600
1300x600

(1)
بدعوة كريمة من مؤسسة المناضلة اليمنية توكل كرمان للمشاركة في ندوة عن اليمن (نظرة استشرافية لما بعد الحرب)، شارك فيها نخبة مرموقة من أقطار عربية وأوروبية متعددة. وافتتحت السيدة كرمال حاملة جائزة نوبل تلك الندوة بكلمة جامعة شاملة يرتقي خطابها ذلك إلى أن يكون مشروع عمل وطني، مدعوون كل المهتمين بحال اليمن وشعبه إلى تبني ذلك الخطاب والعمل على تنفيذ ما جاء فيه. وفي نهابة كل جلسة يعقبها حوار مفتوح بين الجمهور الكبير والمتحدثين.


(2)
استطيع القول إن مجلس التعاون وما يفعل في اليمن كان حديث كل محور من محاور المنتدى وكان قدري أن أكون في الواجهة لشرح وتفنيد ما يقال؛ نقدا موضوعيا أو احتجاجا على سياسات بعض دول الخليج العربي تجاه اليمن وشعبه. لعلي أبدأ بدولة قطر وما يروج عنها بأنها تدعم الحوثيين وأنها مناصرة لهم ضد الحكومة الشرعية ذلك الموضوع أثير أكثر من مرة، وكان رد الكاتب أن دولة قطر لم ولن تكون ضد الشرعية في اليمن أو ضد إرادة الشعوب في أي قُطر عربي.

 

الأمر الثاني أن قطر لم تقف إلى جانب المنشقين عن السلطة الشرعية في صنعاء وأعني أنها لم تقف مؤيدة أو داعمة للحركة الحوثية أو غيرها. ومواقف دولة قطر مشهودة في الشأن اليمني فهي مع الوحدة اليمنية وليست مؤيدة للانفصال منذ 1994، ويشهد بذلك قادة اليمن السابقون عبدالله صالح، علي ناصر محمد، علي سالم البيض، ورئيس الوزراء السابق خالد بحاح، وباسندوة وغيرهم من القيادات اليمنية، وبكل تأكيد لن تكون مع أي قوة تخل بقواعد الوحدة اليمنية.

 

أما انحياز محطة الجزيرة كما تقولون لنشر انتصارات الحوثيين على الشرعية فإني أؤكد أولا بأني لست موظفا في الجزيرة لكن الحوثيين يحققون انتصارات على الأرض والجزيرة كمحطة إخبارية عليها بث تلك النتائج والمطلوب من الشرعية أن تحقق انتصارات وتسمح بوصول كمرات الجزيرة إلى مواقع الحدث وهي ستبث تلك الانتصارات.

 

كما تعلمون فان السلطة " عبد ربه منصور هادي " قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة وانضمت إلى الدول المحاصرة لدولة قطر ( الرياض، أبوظبي، المنامة، والقاهرة ). لكني أؤكد أن قطر ما برحت تقدم مساعدات للشعب اليمني عبر المنظمات الدولية، ومنظمة " صلتك " تعمل في اليمن، وهي مؤسسة تعليمية لكنها منعت من العمل في جنوب البلاد.


(3)
دور الإمارات دور تخريبي في اليمن كما قال أحد الحضور، وهذه الأقوال مسجلة بالصوت والصورة، كي لا يقال أن الكاتب يختلق حوارات، فماذا يريد منا الشيخ محمد بن زايد نحن اليمنيين ؟ نحن طلبنا مساعدة السعودية لنصرة الشرعية ولم نطلب الإمارات. كان ردي أن الرئيس اليمني عبد ربه طلب نصرة مجلس التعاون لاستعادة الشرعية ودعت السعودية قيادات المجلس لاتخاذ قرار في نصرة الشرعية وتقر ذلك، قطر خرجت من قوات التحالف بناء على رغبة القيادة السعودية وبقيت الإمارات.

 

قال آخر من الحضور إن الشيخ محمد بن زايد يعمل على تقسيم اليمن وتجزئته إلى كيانات متناحرة وهو استولى على موانئ اليمن وسواحله وجزر سقطرى وشكل مليشيات مسلحة تعمل لفرض هيمنة الإمارات على جنوب اليمن. ويتابع المتحدث، نحن لا نريد الإمارات ولا السعودية اتركونا في حالنا نحن قادرون على تحقيق أهدافنا، عملاء السعودية والإمارات في اليمن ليسوا أقوى من عملاء بريطانيا في ستينيات القرن الماضي وهزمناهم وهزمنا بريطانيا وأخرجناها من أرضنا مع عملائها الذين بعضهم يعيش في السعودية والإمارات.


تحدث أحد الإخوة وهو من عرب شمال أفريقيا وقال نحن نتفهم تدخل محمد بن زايد آل نهيان في اليمن والتجسس على عمان لكننا لا نفهم إطلاقا تدخلهم في ليبيا والجزائر وموريتانيا فنحن في قارة أفريقيا وهم في قارة آسيا وليس بيننا حدود مشتركة، هل يريد محمد بن زايد أن يشكل إمبراطورية الإمارات تمتد من القرن الأفريقي مرورا بقطر والعراق وسوريا وصولا إلى الجزائر ؟ إن الشعوب العربية لن تقبل بهيمنة بن زايد أو هيمنة بن سلمان، وان الغرب كله لن يسمح بقيام إمبراطورية كل رصيدها في التاريخ بير بترول وصندوق سيادي ولا قيمة تاريخية تذكر.


(4)
أثار أحد الإخوة العرب وهو قادم من دولة أوروبية، لماذا دولة الإمارات تلاحق الإسلاميين السنة على وجه التحديد من الصومال مرورا بدول الخليج والعراق وسورية ومصر وصولا إلى دول شمال أفريقيا العربية، وانهم أي الإمارات والسعودية أجهضوا دعوة مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا إلى عقد مؤتمر يضم بعض الدول الإسلامية الفاعلة؛ بهدف تكوين رأي عام للدفاع عن المسلمين وحقوقهم في أوطانهم مثل مسلمي الهند الذين يعانون اليوم من تمييز ضدهم في الهند وكذلك في ميانمار وفلسطين وبعض الدول الغربية والعربية أيضا، لماذا هذا الحقد على الإسلاميين من دولة ليس فيها أحزاب سياسية " أبوظبي والرياض " مناوية لنظامهم السياسي.


والحق أنني لم أستطع التصدي لكل تلك الحوارات والمناقشات فهي قضايا جوهرية ولا يستطيع الدفاع عن تلك الحكومات أي عاقل لأنه سيكون مدانا ومنافقا في ذات الوقت.


آخر الدعاء: اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، وارزق حكامنا البطانة الصالحة التي تدلهم على الحق، وردهم إلى الرشد، وأبعد عنهم المنافقين والكذابين والانتهازيين والعملاء والدخلاء، انك على كل شيء قدير.

عن صحيفة "الشرق" القطرية

0
التعليقات (0)