سياسة عربية

"البرلماني العربي" يرفض ببيانه الختامي "صفقة القرن" والتطبيع

وصفت كلمة الافتتاح "صفقة القرن" الأمريكية بأنها نسفت جميع الأسس التي استندت إليها قرارات الشرعية الدولية- تويتر
وصفت كلمة الافتتاح "صفقة القرن" الأمريكية بأنها نسفت جميع الأسس التي استندت إليها قرارات الشرعية الدولية- تويتر

أكد البيان الختامي للاجتماع الثلاثين للاتحاد البرلماني العربي على رفض كافة أشكال التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي، مشددا على التمسك بمبادرة السلام العربية 2000.

 

واستضافت العاصمة الأردنية عمان، السبت، فعاليات مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بنسخته الـ30، الذي يعقد بشكل طارئ لمناقشة تداعيات "صفقة القرن".


وقال البيان الختامي: "يتمسك المجتمعون بموقف المتخذ في أعمال الـ29 المجتمع في عمان 2019، رفض أشكال التطبيع".


وأضاف: "يتمسك المجتمعون بمرجعيات القرارات الأممية والمبادرة العربية للسلام في 2002 التي مثلت توافقا عربيا".


وأكد البيان أن "أولى الخطوات لمواجهة المؤامرات التي تحيط بفلسطين، هو التأكيد على المصالحة الفلسطينية لتشكل جبهة ضد من يحاول النيل بفلسطين".


وشدد أيضا على أن "المساس بالقدس والاعتراف بها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال تصعيد خطير يهدد أمن المنطقة ويتركها رهينة للمطامع، ويهدد بافتعال حرب دينية تكون إسرائيل طرفا أساسيا فيها".


وتابع: "الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس حق تاريخي ضمنه اعتراف العالم به وإن العبث بالوضع القانوني بالقدس هو قرار مدان بموجب القرارات الشرعية الدولية، ودعم السلطة الفلسطينية لتظل في مقدمة الجهود التي تحمي الحقوق الفلسطينية".

 

اقرأ أيضا: مهاتير يهاجم "صفقة القرن".. تمنح القدس على طبق من ذهب
 
وأكد البيان: "البحث عن إجراءات قانونية تضع حدا للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية وغير الشرعية. وندعو الشعوب حول العالم لتنظيم وقفات احتجاجية أمام المؤسسات الدولية لتعرية وجه الاحتلال".

 

الاجتماع الاستثنائي تم بدعوة من رئيس الدورة الحالية للاتحاد، رئيس البرلمان الأردني، عاطف الطراونة، بمشاركة رؤساء وممثلي 20 برلمانا، تحت شعار "دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة، قضية العرب والمسلمين".

ووصف الطراونة في كلمة الافتتاح "صفقة القرن" الأمريكية بأنها نسفت جميع الأسس التي استندت إليها قرارات الشرعية الدولية، وصادرت حقوق الفلسطينيين.


وأضاف أن هذه الصفقة "خاسرة" لمن كتبها وتبناها أو وجد فيها بعض الحق وبعض الكرامة.

وتابع: "تمر القضية الفلسطينية في أصعب مراحلها... وذهب الاحتلال محتميا بالانحياز الأمريكي ليعلن تسوية ظالمة لقضية عادلة، ما يتطلب منا أن نبحث في اتخاذ مواقف أبعد من تلك التي تكتفي بالخطابات والشعارات".

 

وحث الطراونة جبهة الرفض العربي لخطة السلام الأمريكية "على النهوض من واقع الفرقة لفضاء الإجماع"، معتبرا أن هذا الاجتماع هو خطوة نحو تكامل الجهود العربية في بناء موقف مشترك.

 

فلسطين تطلب الدعم العربي

 

بدوره، طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، الدول العربية بمضاعفة دعمها المادي والسياسي والبرلماني للشعب الفلسطيني لإفشال "صفقة القرن" الأمريكية المزعومة.

ودعا الزعنون البرلمانات العربية إلى "اتخاذ القرارات الكفيلة بحماية حقوق الشعب الفلسطيني".

وشدد على ضرورة أن تعمل البرلمانات العربية مع حكوماتها لتوفير الدعم المادي لتثبيت صمود الفلسطينيين في مدينة القدس تنفيذا للقرارات السابقة للقمم العربية والاتحاد البرلماني العربي.

كما طالب بإيصال رسالة قوية للإدارة الأمريكية وإسرائيل بـ"الرفض العربي المطلق لصفقة القرن، ومواجهة أية خطط أو مشاريع للمس بالحقوق الفلسطينية".

وقال إن "خطر ما اقترحته الصفقة المرفوضة جملة وتفصيلا، لا يقتصر على فلسطين فحسب، بل يطال مصالح الأمة العربية جمعاء".

وناشد الزعنون البرلمانيين العرب بالعمل على "شدّ أزر الشعب الفلسطيني، الذي يمثل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية، في وجه مشاريع إقامة إسرائيل الكبرى".

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني وقيادته تعرضوا وسيتعرضوا في الأيام المقبلة، للمزيد من الهجمات الشرسة، والابتزاز والضغوط والحصار المالي كوسيلة لفرض ما ورد في هذه الصفقة المشؤومة".

 

حضور سوري

 

وكان من اللافت الحضور السوري للاجتماع، بمشاركة رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ، والذي أكد خلال كلمته على أن "صفقة القرن" الزعومة، أثبتت "التحالف العضوي بين واشنطن وكيان الاحتلال الإسرائيلي وعداءها المستحكم للأمة العربية".

وقال إن ذلك "يفرض على هذه الأمة تعزيز المقاومة لإفشال المخططات التي تستهدف قضاياها المركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".

وشدد صباغ على "وجوب إيجاد موقف عربي فاعل للتصدي للتمادي الأمريكي الإسرائيلي السافر على الحقوق العربية والذي يشكل خطراً على حاضر الأمة ومستقبلها".

ودعا البرلمانيين العرب لـ"التصدي للازدراء الأمريكي للشرعية الدولية والتأكيد على قراراتها ويأتي في المقدمة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا سيما حق العودة وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف".

وأوضح صباغ أنه "على امتداد تاريخ القضية الفلسطينية كان خيار المقاومة هو الأنجع للشعب الفلسطيني".

وأكد صباغ على أن "القضية الفلسطينية تأتي في جوهر الحروب الكبرى على سوريا ولو أن سوريا تخلت عن هذه القضية وعن العروبة لما حشدوا كل هذه القوى ضدها"، مشيرا إلى أن "سوريا أكدت على الدوام أن فلسطين هي القضية القومية التي نشأ الشعب السوري وتربى على الالتزام بها والإخلاص لها وهي بوصلتها وقضيتها المركزية".

 

موقف العراق

 

أما رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، فأكد خلال كلمته بالمؤتمر على أن "بلاده ترفض كافة أشكال التطبيع مع "الكيان الإسرائيلي".

وشدد الحلبوسي على "وقوف العراق مع الشعب الفلسطيني في حقه بإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه، ورفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وكل محاولات فرض المشاريع المنحازة، ومحاولات تمريرها عبر سياسة فرض الأمر الواقع".


ودعا الحلبوسي الى "عقد جلسة طارئة للبرلمان العربي في فلسطين".

 

وفي 28 كانون الثاني/يناير الماضي، أعلن ترامب "صفقة القرن" المزعومة، في خطة تضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، ما جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل.

والاتحاد البرلماني العربي هو منظمة برلمانية عربية تتألف من شُعب تمثل برلمانات ومجالس جميع الدول العربية. تأسس في حزيران/يونيو عام 1974، ومقره في العاصمة اللبنانية بيروت.

التعليقات (1)
محمد يعقوب
السبت، 08-02-2020 06:06 م
جميل جدا ما صدر عن ألإجتماع الثلاثين للاتحاد البرللمانى العربى. ولكن هناك فقرة لم تعجبنى البته وهى ألإشادة والدعم بجهود السلطة الفلسطينية في حماية الحقوق الفلسطينية. البرلمان العربى وكل العرب يعرفون أن السلطة الفلسطينية التي إختطت طريق المفاوضات سبيلا لإسترجاع الحقوق وأحدثت ألإنقسام بين شطرى الوطن بعد انتخابات نزيهه جرت في 2006 وفازت بها حماس، هذه السلطة هي التي دمرت القضية بإحداثها ألإنقسام وخدمتها أللامتناهية للعدو من خلال ما أطلق عليه التنسيق ألأمنى الذى يقدسه رئيس السلطة الكهل عباس. كان على البرلمان العربى توجيه كلمة تأنيب لسلطة عباس عما جرى خلال السنوات الماضية من تدمير للقضية الفلسطينية.