صحافة إسرائيلية

"هآرتس": تحديات المنطقة تختبر قوة "إسرائيل".. تفاصيل

الأخطار التي تهدد إسرائيل تزداد إزاء شرق أوسط هش- الإعلام الإسرائيلي
الأخطار التي تهدد إسرائيل تزداد إزاء شرق أوسط هش- الإعلام الإسرائيلي

سلطت صحيفة عبرية، الضوء على التحديات الداخلية والخارجية التي من الممكن أن تؤثر على أمن الاحتلال الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، وهو ما يضع "قوة إسرائيل" في اختبار.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير موسع أعده أودي ديكل نشر ضمن " قسم الملحق الاستراتيجي"، أن "المؤتمر الدولي الـ 13 لمعهد بحوث الأمن القومي"، والذي شارك فيه عدد من الخبراء وأصحاب القرار على المستوى السياسي والعسكري في "إسرائيل" والعالم، ركز على 4 مواضيع رئيسية هي: العلاقات الدولية، والمحيط الإقليمي، والتحديات الخارجية، ونظرة على "إسرائيل" من الداخل.

وقالت إن "الأخطار التي تهدد إسرائيل تزداد، إزاء شرق أوسط هش، تزداد فيه مناطق القتال، كما أن هناك صعوبة في تقدير تداعيات غير مقصودة لعملية عسكرية وسياسية".

 

ومع هذا الواقع، نوهت إلى أن هناك "تعلما وتحسنا متواصلا لدى أعداء إسرائيل الذين يستغلون التكنولوجيا المتقدمة، في حين توجد صعوبة متزايدة في التحقق من عالم الروايات المتناقضة، التي تضر بطبيعة اتخاذ القرارات"، مشيرة إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان "، ألوف تمير هايمن، عرض ثلاثة تغييرات.

 

اقرأ أيضا: الجيش الإسرائيلي يستنفر بالضفة تحسبا لسيناريوهات مفاجئة

والمتغير الأول، بحسب هايمن، هو "جمع قدرة نووية من قبل إيران"، والثاني: "ثقوب في المحور الشيعي بعد تصفية الجنرال قاسم سليماني"، والذي حول "المحور الشيعي من نظام تنظيمات لنظم جيوش، وأما الثالث فهو يتعلق بـ"صفقة القرن" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي يمكن أن "تزعزع التوازن الحالي في النظام الإسرائيلي - الفلسطيني، وعلاقات إسرائيل مع الأردن ومصر".

علاقات القوى
وتناول التقرير الإسرائيلي عدة محاور، الأول: "العلاقات بين الدول العظمى"، وأكد أن هناك "منافسة على السيطرة العالمية"، وقدر مستشار الأمن القومي السابق في الولايات المتحدة، الجنرال أتش.آر ماكس ماستر، أن "الصين ستواصل دمج العدوان الاقتصادي مع التجسس الدولي، للسيطرة على الاقتصاد العالمي، ومن أجل ذلك ستحاول السيطرة على مواقع إستراتيجية مثل الموانئ في إسرائيل".

ورأى أنه "في ظل غياب منافسة مضادة من جانب أمريكا وأوروبا ، فستتحول الصين لتكون أكثر عدوانية"، لافتا أنه في إطار مواجهة الصين "يجب تحويل ما تعتبره الصين نقطة الضعف الأكبر لدينا إلى مصدر للقوة؛ الديمقراطية وسلطة القانون والإعلام الحر وحرية التعبير، وإذا لم تتصادم واشنطن مع الصين في عدة قضايا فلا يوجد أي شيء يقيدها كي تقوم بتوسيع نشاطاتها وتأثيرها العالمي".

وأشار إلى أن "مقاربة ترامب، "أمريكا أولا"، تبعد أمريكا عن تحالفات وتعاون دوليين"، في حين أكد "محافظ بنك إسرائيل" السابق، ستانلي فيشر، أن "هذه المقاربة تضعف أيضا شبكة التجارة العالمية، وستؤدي لمخاطرة بركود عالمي في العقد القادم، كما أن تنازل واشنطن عن مكانة السيد، سيؤدي لفقدان أجهزة الرقابة على انتشار السلاح النووي".

ونبه الجنرال جوزيف ووتل، قائد قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية الأسبق، إلى أن "مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتغير، وهي تعتمد بشكل أقل على موارد المنطقة مقارنة بالسابق، ومع ذلك، مطلوب من الولايات المتحدة التدخل في الشرق الأوسط بسبب المنافسة مع روسيا والصين على النفوذ الإقليمي".

وأقرت "هآرتس"، أنه "توجد صعوبة في تشكيل تحالف في الشرق الأوسط ضد المحور الشيعي، واشنطن تلاحظ وجود شراكة ضئيلة في المنطقة يمكنها الاعتماد عليها، في حين بقيت إسرائيل الحليف الوحيد التي يمكن الاعتماد عليها، وهذا يلقي عليها مسؤوليات كبيرة، عندما ستقرر إدارة ترامب سحب قواتها من سوريا والعراق".

خطة ترامب
وحول المحور الثاني المتعلق بـ"صفقة القرن"، بينت الصحيفة أنه بعد نشر الخطة الأمريكية، تم تحليل ثلاثة سيناريوهات رئيسية، الأول، "فحص وتأجيل، حيث ستقرر "إسرائيل"، عدم اتخاذ أي خطوات دراماتيكية إلى حين موعد الانتخابات المقبلة في آذار/مارس المقبل، إضافة لدعوة السلطة الفلسطينية لمناقشة تطبيق الخطوات المفصلة بعد الانتخابات".

والثاني: "بداية تطبيق تدريجي، مع إبقاء مجال للمفاوضات وإظهار اهتمام بالتعاون، تحاول استغلاله في عملية تسوية"، وفي حال رفضت السلطة، إسرائيل لن تنتظر وستبدأ بتنفيذ خطوات لتطبيق الخطة".

أما السيناريو الثالث، فهو "ضم أحادي الجانب؛ إسرائيل تستغل رفض السلطة كفرصة لتشكيل المنطقة حسب شروطها، وحينها يفرض القانون الإسرائيلي مرة واحدة على غور الأردن والمستوطنات، مع استعداد لمواجهة تأثيراته السلبية على العلاقات مع الفلسطينيين، وعلى شبكة العلاقات الإقليمية الدولية".

الساحة الشمالية
وركز المحور الثالث على "الساحة الشمالية"، وبينت الصحيفة، أنه "خلال المؤتمر جرت لعبة حرب في الساحة الشمالية، وتبين أن جميع اللاعبين غير معنيين بشن حرب"، موضحة أن "السيناريو تطور من رد، إلى عملية لإسرائيل في إطار "المعركة بين حربين" ضد تمركز إيران في سوريا، وضد مشروع تحسين دقة الصواريخ، وفي نفس الوقت المس بالقوات الأمريكية الموجودة في العراق من قبل المليشيات المحلية التابعة لإيران".

وثبت بحسب المشاركين في المؤتمر، أن "الوجود المؤثر لروسيا والولايات المتحدة في الفضاء، يشكل فرصة لحدوث "معركة بين حربين" بهدف صد بناء آلة الحرب الإيرانية ومنعه"، مقدرين أن "إيران وأتباعها، يخشون من تدخل الولايات المتحدة في القتال إلى جانب إسرائيل".

وخلصت الصحيفة إلى أن "إسرائيل ستواصل جهودها لتعويق وتشويش بناء آلة الحرب الإيرانية المتطورة في الساحة الشمالية، ومع ذلك يجب أن تأخذ في الحسبان نقاط الضعف لدى أعدائها والامتناع عن استغلال الفرص العملية دون فحص التداعيات الاستراتيجية".

وأشار المؤتمر إلى أن "إيران التي تسعى إلى إبعاد خطر الحرب عن حدودها، ساحة التصعيد المفضلة مع إسرائيل هي الفضاء السوري"، مؤكدا أن "إيران ستفعل كل ما في استطاعتها كي لا تتورط في حرب مع الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت ستقوم بتشغيل مبعوثيها في العراق لضرب القوات الأمريكية، من أجل تسريع تطبيق نية ترامب سحب قواته من العراق وسوريا".

وفي ظل هذا الواقع، فإن "إسرائيل تعتبر سوريا هي الحلقة الأكثر ضعفا في المحور الشيعي، في حين، أن التهديد الرئيسي على إسرائيل يأتي من لبنان، ومن جانب القدرات العسكرية لحزب الله، وبناء على ذلك، ستستغل إسرائيل التصعيد للمس بصورة شديدة بحزب الله وقدراته العسكرية وبنيته التحتية القتالية الداعمة".

وقدر أن "المس بسوريا يمكن أن يشكل انتهاء للمعركة في الشمال، لأن روسيا ستضع كل ثقلها لإنهاء سريع للقتال من أجل الحفاظ على نظام الأسد وتقليص الأضرار لسوريا".

ويتوقع أن "توقد إيران سيناريو التصعيد المراقب، الذي في نهايته ستتحقق صورة رادعة قوية لحزب الله، والنظر إلى حسن نصر الله كوريث لسليماني، وحزب الله سيختار العملية التي تستطيع إسرائيل استيعابها - مهاجمة أهداف عسكرية فقط في إسرائيل - التي في إطارها سيسعى إلى قول كلمته الأخيرة؛ بأن كل عملية إسرائيلية سيكون مقابلها رد".

 

اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي من مواجهة بحرية مع تركيا بسبب الغاز

وزعم المؤتمر، أن "الولايات المتحدة لا تريد حرب، لكنها لا تهرب منها، لذلك، يتوقع أن ترد بقوة على المليشيات العراقية بسبب المس بجنودها، وأن تقيد الجيش الإسرائيلي من العمل في العراق، كما يتوقع أن تحرض واشنطن على إبقاء طهران خارج الحرب، لأنها غير معنية بمواجهة عسكرية مباشرة معها، أيضا بسبب التخوف من تداعيات المواجهة على حلفائها في الخليج".

وأما روسيا، فهي "ستخسر الكثير في حرب ستحدث في سوريا، وبالأساس بعد التهديد الفعلي الذي سينشأ على نظام بشار الأسد".

الوضع بسوريا
وتناول المحور الرابع في تقرير "هآرتس"، الوضع في سوريا، وأكدت أن "الحرب في سوريا لم تنته، ويستمر إضعاف أجهزة الدولة في سوريا، ولا يوجد مصدر قوة رئيسي يمكنه فرض القانون والنظام والأمن الداخلي والاستقرار؛ ونظام الأسد أعاد كما يبدو سيطرته على 70 في المئة من سوريا".

وبينت الصحيفة أن "الاقتصاد السوري منهار، ولا يوجد من يعيد تأهيله؛ وروسيا تسعى لتأسيس نموذج سيطرة مركزي، وإيران في المقابل، تبني وتشغل مليشيات إقليمية ومحلية أقوى من الجيش السوري"، موضحة أن "إيران ستواصل اتباع سياسة عدائية للحفاظ على نفوذها الإقليمي الذي حققته في السنوات الخمس الأخيرة".

ونبهت أن "تصفية سليماني أبقت لإيران حساب مفتوح مع أمريكا، والرد المتوقع لها؛ هو التركيز على جهودها لتنغيص حياة القوات الأمريكية في العراق وبالتالي انسحابها، وهذا السلوك يؤدي في هذه المرحلة بترامب لتأجيل انسحابها".

التعليقات (0)