اقتصاد دولي

من يتحمل ارتفاع تكاليف تأمين ناقلات النفط المارة بمضيق هرمز؟

تنقل الناقلات البحرية نحو 20 بالمئة من إمدادات النفط الخام العالمية وربع الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي- أ ف ب
تنقل الناقلات البحرية نحو 20 بالمئة من إمدادات النفط الخام العالمية وربع الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي- أ ف ب

تسببت التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري وزيادة الأعباء التأمينية لناقلات النفط والغاز، خاصة بعد تزايد علاوات مخاطر الحرب.


وعلى الرغم من أن إيران والولايات المتحدة يبدو أنهما تلمحان إلى الحرص على تجنب المزيد من الصراع، فإن ملاك سفن نقل النفط والغاز يستعدون لتحمل ثمن حرب كلامية تصاعدت إلى ضربات صاروخية في العراق على مدى الأسبوع الماضي وهو ما يعني ارتفاع تكاليف التأمين.

وأفادت مصادر في القطاع أن المدفوعات المعروفة بعلاوات مخاطر الحرب للناقلات المارة عبر مضيق هرمز قد ترتفع بشدة، مما يضيف مئات الآلاف من الدولارات لتكاليف الشحن البحري في بعض الحالات وهو ما سيتحمله في نهاية المطاف مشتري الوقود خاصة في آسيا.

وتُنقل نحو 20 بالمئة من إمدادات النفط الخام العالمية وربع الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال بناقلات عبر مضيق هرمز الذي يربط الخليج بالمحيط الهندي. والسعودية هي أكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بينما قطر أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال.

وقال العضو المنتدب لشركة دن نورسك كريجسفورسيكرينج فور سكيب للتأمين على السفن، سفين إيه. رينجباكن، "نشعر بقلق واضح فيما يتعلق بالتوتر في أنحاء منطقة (الخليج) الأوسع نطاقا، مرور السفن في تلك المناطق كان في بعض الأحيان بالفعل عرضة لعلاوات مخاطر حرب إضافية والتي قد تزيد في ضوء التطورات الأخيرة".

ويدفع ملاك السفن تغطية تأمين سنوية لمخاطر الحرب وكذلك علاوة تجاوز إضافية عند دخول مناطق ترتفع فيها المخاطر. ويجري حساب هذه العلاوات المنفصلة على حسب قيمة السفينة أو هيكلها لمدة سبعة أيام.

 

أقرأ أيضا: السعودية تعلق مرور النفط عبر مضيق هرمز.. وتبحث البدائل

 

وقال سمسار شحن بحري يعمل من لندن إن شركات تأمين على السفن تحدد معدل التجاوز لفترة سبعة أيام بنحو 0.35 بالمئة من تكاليف التأمين ارتفاعا من نحو 0.15 بالمئة في كانون الأول/ ديسمبر.

وبحسب تقدير سمسار شحن بحري للغاز الطبيعي المسال يعمل من سنغافورة، فإن التكاليف الإضافية كبيرة. وأضاف "استنادا إلى نوع السفينة، يضيف هذا ما بين 150 ألفا و200 ألف دولار (للتكاليف الإجمالية) لكل رحلة".

لكن آخرين في قطاع الشحن البحري يشعرون بقلق أقل بشأن الأعباء المالية الإضافية حيث قالوا إن التسعير الحالي للمخاطر في الخليج يضع بالفعل في الحسبان احتمال شن هجوم آخر على الملاحة التجارية ولذلك قد لا يتغير ما لم يتدهور الوضع.

وقال المحلل في كريدي سويس، سول كافونيك، "يعني تصاعد التوترات في الشرق الأوسط لأسواق الغاز الطبيعي المسال أن جميع الأنظار ستكون على أي مخاطر أثناء المرور عبر مضيق هرمز".

وتابع، "قد يؤدي الإغلاق المطول لمضيق هرمز إلى ارتفاع قوي في الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال وقد نشهد سيناريو ينطوي على انهيار الطلب مما قد يقلب أسواق الغاز الطبيعي المسال الهشة في الوقت الراهن رأسا على عقب".

وتسجل أسعار الغاز الطبيعي المسال في الوقت الراهن أدنى مستوياتها لهذا الوقت من العام.

التعليقات (0)