سياسة عربية

مراقبون: روسيا مستفيدة من تغييب سليماني عن المشهد السوري

سليماني في صورة بعد انتهاء معارك حلب- تويتر
سليماني في صورة بعد انتهاء معارك حلب- تويتر

في خضم التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية مقتل قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، تبدو روسيا المستفيدة الأكبر، وتحديداً في الملف السوري، حيث تقاسمها إيران النفوذ.

وحسب خبراء في الشأن الروسي، تحدثت إليهم "عربي21"، فإن موقف موسكو "الباهت" واكتفاء خارجيتها بوصف استهداف واشنطن لسليماني بـ"المغامرة الأمريكية"، لا يرقى إلى مستوى التحالفات الاستراتيجية التي تجمعها بطهران.

وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت، أن مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، بضربة صاروخية أمريكية، "مغامرة من شأنها أن تزيد التوتر في المنطقة".

وبحسب البيان الصادر عن الخارجية الروسية، قدمت موسكو تعازيها للشعب الإيراني بمقتل سليماني.

ووصف البيان سليماني بأنه شخص "رهن نفسه لخدمة المصالح الإيرانية"، وأن مقتله بصواريخ أمريكية "نراه خطوة مغامرة ستزيد من التوتر في المنطقة".

وتثار تساؤلات حول ما إن كانت روسيا مستفيدة فعلا من مقتل سليماني في الملف السوري تحديدا.

 

اقرأ أيضا: أردوغان: آمل أن أنجح مع بوتين بوقف إطلاق النار بإدلب


وفي هذا السياق، ميّز الكاتب الصحفي، الخبير في الشأن الروسي، الدكتور نصر اليوسف، بين الموقف الروسي المعلن، الذي حذرت فيه من أن يؤدي مقتل سليماني إلى زيادة التوتر في المنطقة، والذي أبدت فيه "حرصها" على الاستقرار في الشرق الأوسط، وبين موقفها غير المعلن.

وفي حديثه لـ"عربي21"، قال اليوسف، لم تتأخر إيران يوما في تقديم الطاعة لروسيا في الملف السوري، وخصوصا أن هناك حالة من التطابق في الرؤى والأهداف لكليهما.

وتابع بأن "إيران وروسيا تدعمان إعادة سيطرة نظام الأسد على كامل الجغرافيا السورية"، وذلك في إشارة إلى رغبة روسية باستثمار القدرات العسكرية الإيرانية في معارك قادمة مع المعارضة.

بدوره رأى المحلل السياسي، المختص بالشأن الروسي، بسام البني، في حديثه لـ"عربي21" أن "إضعاف أي طرف فاعل في سوريا، سواء كان حليفا لروسيا أو لا، يصب في مصلحة الأخيرة".

ولم تختلف قراءة الباحث بالشأن الروسي، الدكتور محمود الحمزة، عن سابقاتها لحقيقة الموقف الروسي من التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وذهب خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى القول بأن "روسيا في حالة ارتياح تام من تغييب سليماني عن واجهة الأحداث في سوريا والمنطقة، لأنه كان يشكل عقبة كبيرة في الملف السوري أمامها".

وأضاف الحمزة، أن سليماني كان رأس حربة إيران في المنطقة، وكان له تأثير كبير على النظام السوري وعلى بشار الأسد وعلى المليشيات التي حدث وأن اصطدمت مع روسيا في مناطق عدة من سوريا، وإن كان الصدام على نطاق ضيق.

 وأنهى الباحث، بالإشارة إلى ما يمكن وصفه بالأعمال المشاكسة لروسيا، الصادرة عن النظام السوري، وقال: "روسيا تدرك أن هذه الأعمال ليست صادرة من النظام، وإنما هي نتيجة أوامر إيرانية".

التعليقات (0)