شعبيته على المحك.. هذه أسباب شطب الصدر تغريدته ضد السهيل

أثار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، جدلا في الأوساط السياسية والشعبية بعدما شطب تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر" دعا فيها تحالف "البناء" ومرشحه لمنصب رئيس الحكومة قصي السهيل، إلى التراجع عن الترشيح حفاظا لكرامتهم وحقنا لدماء العراقيين.

شطب التغريدة التي عبرت عن موقف الصدر الرافض من ترشيح السهيل، أثارت  تساؤلات فيما إذا كان ذلك تراجعا عما أدلى به، أم أن ضغوطا تعرض لها الزعيم الشيعي المتواجد في إيران حاليا، دفعته إلى حذف ما كتبه؟

"حسابات سياسية"

النائب السابق في البرلمان عن التيار الصدري عواد العوادي لم يستبعد في حديث لـ"عربي21" تعرض زعيم التيار مقتدى الصدر إلى ضغوط كبيرة خلال هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق، "فلا شك بأن أي شخصية وطنية تتعرض لضغوط داخلية وإقليمية ودولية".

لكن العوادي قال إن "الصدر لا يمكن أن يغير موقفه تجاه قضية سياسية يرفضها الشعب العراقي، حتى وإن تعرض إلى ضغوط، لأنه سبق أن أكد في أكثر من مناسبة وقوفه إلى جانب مطالب الشعب العراقي، برفض أي شخصية لا يقبلها المتظاهرون".

وأشار إلى أن تغريدة الصدر عن قصي السهيل وتحالف "البناء" تأتي منسجمة مع مطالب المتظاهرين، والمرجعية الدينية في النجف، التي دعت الكتل السياسية لاختيار شخصية ليست جدلية لترشيحها إلى منصب رئيس الحكومة المقبلة.

ولفت النائب السابق إلى أن "الصدر لا يمكن أن يتنازل ويوافق على ترشيح قصي السهيل، الذي يرفضه القانون والشعب، لأنه جاء من كتلة لا تمتلك أكثر المقاعد في البرلمان، وكذلك عبر المتظاهرون عن موقفهم الرافض لترشيحه أمام الجميع، لكن الأحزاب هي من تصر على تقديمه".

أما بخصوص سبب شطب التغريدة قبل مرور 24 ساعة من إطلاقها، رأى العوادي أن "الصدر له تقديراته وحساباته الخاصة في التعبير عن مواقفه السياسية، فسابقا أطلق تغريدات أقوى منها حينما طالب الحكومة بالاستقالة ورحيل عبد المهدي ولم يشطبها".

 

اقرأ أيضا: الرئيس العراقي يلوح بالاستقالة بسبب ضغوط تشكيل الحكومة

"إيصال رسالة"

من جهته، قال الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز "التفكير السياسي" في حديث لـ"عربي21" إنه "على الرغم من أن الصدر حذف التغريدة، فإن ما نلمسه من كتلة سائرون البرلمانية التابعة للتيار الصدري، بأنه لا يمضي مع مرشح كتلة البناء سواء كان قصي السهيل أو غيره من الشخصيات".

ورأى الشمري، أن "الصدر أراد أن يوصل رسالة من خلال هذه التغريدة، ويبدو أنها كانت ذات تأثير كبير جدا على القوى السياسية الأخرى، الأمر الذي قد يكون عرّضه لحرج دفعه إلى حذفها فيما بعد".

وشدد المحلل السياسي العراقي على أن "مواقف مقتدى الصدر أو سائرون إذا تراجعت خطوة إلى الخلف فيما يرتبط بمطالب المتظاهرين، وتأييديهم (التيار الصدري) لأية شخصية غير مستقلة، فسينعكس ذلك سلبا على مستقبل سائرون السياسي وعلى مستوى تأييدها في الشارع العراقي".

وكان الصدر قد شطب، أمس الأحد، تغريدة بعد أقل من 24 ساعة على نشرها كشف هوية المرشح لرئاسة الحكومة الذي قدمه تحالف "البناء" الذي يضم أغلب القوى الممثلة للحشد الشعبي.

وقال الصدر في تغريدة بموقع "تويتر"، السبت، "أيها الأخوة في كتلة البناء، أيها الأخ قصي السهيل، احقنوا الدم العراقي، واحترموا أوامر المرجعية، واحترموا إرادة الشعب، واحفظوا كرامتكم، هو خير لنا ولكم وللعراق أجمع (..)، الشعب هو الكتلة الأكبر"، بحسب تعبيره.

وبعد تحذيرات الصدر، انطلقت احتجاجات في عدد من مدن وسط وجنوب العراق، قاموا بقطع الطريق الرابط مع العاصمة بغداد، ردا على ترشيح قصي السهيل لمنصب رئيس الحكومة.

يشار إلى أن قناة "العربية" السعودية، نشرت تقريرا، الجمعة الماضي، ذكرت فيه تعرض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تهديد من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بأن حياته غير آمنة في العراق، في حال لم يقف على الحياد من الأزمة الحالية بالبلد.

 

اقرأ أيضا: "تحالف البناء" يرشح قصي السهيل لتشكيل الحكومة العراقية