ملفات وتقارير

إعلام السيسي يهاجم قمة كوالالمبور.. لماذا؟

أثارت القمة حفيظة السعودية ومصر والإمارات- جيتي
أثارت القمة حفيظة السعودية ومصر والإمارات- جيتي

شن الإعلام المصري المؤيد لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي هجوما شرسا على القمة الإسلامية المصغرة التي استضافتها العاصمة الماليزية كوالالمبور الخميس.

ووصفت صحف مصرية القمة بأنها اجتماع لزعماء التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي، وأكد أنها تسعى لإنشاء منصة بديلة لمنظمة التعاون الإسلامي التي تقودها السعودية.

"زعماء الإرهاب"!

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "اليوم السابع" تقريرا يوم الخميس بعنوان "قمة كوالالمبور.. زعماء التطرف والإرهاب يبحثون شؤون 1.6 مليار مسلم".

وأضافت الصحيفة أن هذه القمة بمنزلة لقاء هدفه خلق منصة بديلة لمنظمة التعاون الإسلامى القائمة منذ نصف قرن، مشيرة إلى أن زعيمي أكبر دولتين إسلامييتن وهما باكستان وأندونيسيا قاطعا القمة، فيما حضرها رئيسا تركيا وإيران، اللذان يسعيان منذ فترة لبسط نفوذهما خارج الحدود استنادا إلى دوافع مذهبية وعرقية.

وأكدت أن قائمة المدعوين الرئيسيين للقمة شملت رموز تيار الإخوان والتطرف في عدة بلدان، ومنهم محمد الحسن ولد الددو زعيم إخوان موريتانيا، المتهم بالتطرف والتكفير وتحريض الشباب على العنف في سوريا وليبيا ومصر.


وعبد الرازق مقري زعيم تيار إخوان الجزائر، وعبد الحي يوسف الداعية السوداني المتطرف، وبراءت البيرق صهر أردوغان المعروف بأدوار مرتبطة بتيار الإخوان العالمي.

وفي مقال نشرته "اليوم السابع" أيضا تحت عنوان "قمة كوالالمبور.. قبلة حياة للإخوان ومخطط لضرب التعاون الإسلامي"، قال أحمد جمعة، إن "كوالالمبور تحتضن اجتماعا للدول الداعمة للإرهاب في العالم تتقدمهم تركيا وقطر، بذريعة بحث التحديات التي تواجهها المنطقة".

 



وأضاف أن "جدول أعمال اجتماعات كوالامبور، يشير إلى أن الدول المشاركة ومئات العناصر الإسلامية المتشددة تجاهلت ملف الإرهاب الذي يضرب العالمين العربي والإسلامي بدعم وتمويل من دول مشاركة في قمة ماليزيا"، مؤكدا أن "الهدف الرئيسي من عقد قمة كهذه، هو منح قبلة الحياة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان وتوفير غطاء لها من عدة بلدان، ومشاركة رموز جماعة الإخوان من الدول العربية والإسلامية يوضح القاعدة التي يرتكز عليها منظمو قمة كوالالمبور".

كما نقلت "اليوم السابع" عن صحيفة "الرياض" السعودية تقريرا حول القمة بعنوان "قمة كوالالمبور تفتت الوحدة وتزرع الفتنة"، نقل عن سياسيين سعوديين قولهم إن القمة تدعو لتفكيك وحدة العالم الإسلامي وزرع الفتنة بين دوله، مؤكدين أن الأمة الإسلامية لا يمكن اختزالها في ثلاث دول، وأن نتائج هذه القمة لا تمثل رأي العالم الإسلامي".

وشددوا على أن "المملكة تمثل بوصلة العالم الإسلامي وقلعة العرب والمسلمين، وأن أي عمل مشترك ينبغي أن تقوده المملكة"، معتبرين أن "مشاركة تركيا وقطر في القمة تؤكد حقدهما الدفين ضد المملكة وضد وحدة العمل الإسلامي المشترك".

 



أما صحيفة "المصري اليوم" فنقلت تصريحات الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين التي قال فيها، إن "القمة الإسلامية التي تعقد في ماليزيا ليست في مصلحة المسلمين"، مشيرا إلى أن "اللقاءات التي تعقد خارج إطار المنظمة، خصوصا في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعات متعددة، تمثل إضعافا للإسلام والمسلمين".

 



"قمة الضرر"

من جانبها نشرت صحيفة "فيتو" تقريرا لها بعنوان "قمة كوالالمبور.. منصة لمهاجمة السعودية ومصر من خلف ستار المسلمين"، قالت فيه إن القمة الإسلامية المصغرة التي استضافتها ماليزيا هي "قمة الضرر"، لافتة إلى أنها "عقدت دون حضور السعودية، واعتذار باكستان وإندونيسيا"، وأنها "انتظمت خصيصا لكل من تركيا وإيران وقطر".


وأضافت أن هذه "القمة المصطنعة تحولت من مناقشة قضايا الأمة الإسلامية، إلى تجمع سياسي بحت حيث غابت عن كلمات الزعماء أمور الشعوب، وسيطر عليها توجيه الانتقادات لخصومهم السياسيين"، مشيرة إلى أن "أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لم يفوت الفرصة في كلمته الافتتاحية لتوجيه الانتقادات إلى دول المقاطعة العربية، فيما هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني السعودية واتهمها، ضمنا، بنشر الفوضى في بلاده".

وفي تقرير آخر لها بعنوان "قمة شق الصف الإسلامي.. أوهام الزعامة تطارد قطر وتركيا في كوالالمبور"، قالت "فيتو"، إنه "في ظل محاولات تركيا وقطر لخلق دور قيادي مزعوم للدول الإسلامية، نسقت كل من الدولتين مع ماليزيا وباكستان وإيران لعقد قمة إسلامية مصغرة في كوالالمبور، بما يشبه صناعة تكتل إسلامي جديد، بعيدا عن منظمة التعاون الإسلامية التي تضم الدول الإسلامية الكبرى مثل مصر والسعودية والإمارات".

 


 

من جهتها تساءلت صحيفة "التحرير": "هل تسعى قمة كوالالمبور لإنشاء تكتل إسلامي جديد؟".

وأضافت الصحيفة أن القمة الإسلامية المصغرة التي استضافها ماليزيا، "فشلت قبل أن تبدأ نتيجة غياب العديد من الدول الإسلامية عن تلك القمة أبرزها السعودية، فضلا عن غياب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي يعد أحد أكبر المؤيدين لفكرة المؤتمر المصغر"، مشيرة إلى غياب أي آلية واضحة لاختيار الدول المشاركة، أو الهدف الذي تسعى لتحقيقه بعيدا عن منظمة التعاون الإسلامي.

وتعليقا على هذا الموضوع قال السفير كمال الفيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه من حيث المبدأ فإن "مصر لا تمانع في عقد أي مؤتمرات إقليمية أو تجمعات سياسية لعدد من الدول، بهدف تعميق العلاقات الاقتصادية أو تنسيق المواقف السياسية فيما بينهم"، مشيرا إلى أن مصر "سبق أن ساهمت في تأسيس مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية بمشاركة تركيا وباكستان والسعودية".

وأضاف الفيومي، في تصريحات لـ "عربي21"، أن قمة "كوالالمبور" تختلف تماما، لأنها "عقدت من الأساس لاستهداف دول إسلامية أخرى والإضرار بسياساتها ومصالحها، وفي مقدمتها السعودية ومصر والإمارات"، لافتا إلى أن هذا الأمر "اتضح من قائمة الدول المشاركة والشخصيات المدعوة لحضور القمة".

 

وتنعقد قمة كوالالمبور تحت عنوان "دور التنمية في تحقيق السيادة الوطنية"، وتبحث وفق منظميها عن "أفضل الحلول الفعالة والقابلة للتطبيق على أرض الواقع للمشكلات التي تواجهها الأمة الإسلامية، في إطار فهم معاصر وشامل لتحقيق أعلى قيم الإسلام وسيادة الأمة".


وتسعى القمة إلى تحقيق عدة أهداف أبرزها: "استعادة أمجاد الحضارة الإسلامية، والتباحث للوصول إلى حلول قابلة للتنفيذ لمشاكل العالم الإسلامي، والمساهمة في تحسين العلاقات بين المسلمين والدول الإسلامية فيما بينها، وتشكيل شبكة تواصل فعالة بين القادة والعلماء والمفكرين في العالم الإسلامي".

 

وتركز القمة في محاورها الرئيسية على قضايا "التنمية والسيادة" و"السلام والأمن والدفاع" و"الاستقامة والحكم الرشيد" و"العدالة والحرية" و"الثقافة والهوية" و"التكنولوجيا وحاكمية الإنترنت" و"التجارة والاستثمار"  لدى الدول الإسلامية.

 

اقرأ أيضا: "قمة كوالالمبور" تكتل إسلامي جديد.. هذا ما تهدف إليه

التعليقات (3)
ابوعمر
السبت، 21-12-2019 02:41 م
الشعب العربي المسلم من طنجة المغربية الى جاكرتا الاندونيسية أدرى بمصالحه ومستقبله يا كلاب العسكر...السيسي الكلب العسكري أحد أخطر الارهابيين على مستقبل ومصير الشعب العربي المسلم..أخطر من أسياده الصهاينة ...
عزالدين الامازيغي
السبت، 21-12-2019 10:12 ص
السعودية تقود العالم الاسلامي ههههه شيء مضحك ,تقوده الى ماذا ؟ الى الملاهي و الانبطاح امام دول الاستكبار ؟ام الى الجرائم في اليمن و تقسيم الدول كما حدث للسودان و سوريا وليبيا ام الى التخلي عن قضايا المسلمين في بورما و فلسطين و الصين و الهند و عيرها كثير ,لن تقود مملكة ال سلول العالم الاسلامي بعد اليوم
محمد يعقوب
الجمعة، 20-12-2019 10:16 م
أكثر ما أضحكنى في الخبر، مقولة أن السعودية تمثل بوصلة العالم ألإسلامى وقلعة العرب والمسلمين، وأى عمل إسلامى يجب أن تقوده المملكة!!! ألله أكبر، مملكة الشر، ألسعودية، هي مملكة الظلم والقهر والتآمر على ألإسلام والمسلمين. أضحكنى أكثر وصف ألإمارات بأنها من الدول ألإسلامية الكبرى، وهى التي تحوى كل الموبقات. كل شباب الخليج يقضون الويك أند في دبى وأبوظبى للوناسة. ألذى لا يعرف معنى الوناسة في الخليجى، هي إرتكاب المعصيات ألمباحة هناك في كافة الفنادق.. ألكل يعرف أن مصر التي كانت القائده أصبحت مقودة من قبل المحمدين بن سلمان وبن زايد بسبب فلوسهما التي يقدقانها على السيسى وعصابته الحاكمة لمصر. سؤال أخير، مااذا أنتجت منظمة التعاون ألإسلامى منذ قيامها؟ ألجواب: صفر كبير وكبير جدا...