صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: التحسن الاقتصادي لن يحقق الهدوء بغزة

الكاتب قال إن التسهيلات في غزة يمكن استخدامها كأداة محدودة- جيتي
الكاتب قال إن التسهيلات في غزة يمكن استخدامها كأداة محدودة- جيتي

أكد كاتب إسرائيلي، أن التوجه نحو تحسين وضع قطاع غزة الاقتصادي، عبر العديد من المشاريع الاقتصادية المقترح إقامتها هناك، سيفشل في تحقيق هدوء بعيد المدى.


ورأى رئيس البرنامج الدولي للأمن القومي في جامعة حيفا، البروفيسور دان شيفتان، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" بعنوان: "التحسن الاقتصادي ليس رافعة استراتيجية"، أن "التحسن الاقتصادي يساعد أحيانا كإحدى الأدوات على تهدئة الوضع وتلطيف حدة المواجهة".


وقال: "من السهل أن يتشوش المرء بين المنفعة المركزة لهذه الأداة، وبين الافتراض بأنه يمكن جعله رافعة لتغيير السلوك"، معتبرا أن "من يخطئ في هذا التمييز بين الأمرين في العلاقات الإسرائيلية - العربية، لم يتعلم كثيرا من التاريخ".


وقدر أنه "في ظروف القمع الشديد والمتواصل للسكان (الفلسطينيين) الذين تعد قدرتهم على الاحتمال محدودة، يكون للتحسن الاقتصادي مساهمة إيجابية وهامة، أما في غزة فلا تتوفر هذه الظروف؛ فلا سيطرة كاملة على الأرض، ولا صيانة دائمة، وتعاقب على الفور وبقبضة حديدية كل ضربة لإسرائيل، هناك في غزة مجتمع آخر".

 

اقرأ أيضا: "هآرتس": سياسة وزير الحرب تعيق إعادة جنودنا من غزة

وزعم شيفتان، أن "ضبط النفس الإسرائيلي عن رد فعل واسع في غزة، جراء الحاجة للتركيز على التهديد الخطير بلا قياس من إيران في الساحة الشمالية، أدركت غزة (فصائل المقاومة) أنه يمكن الضرب الشديد جدا لسير الحياة الإسرائيلية دون دفع ثمن لا يطاق وفقا لمقاييسهم".


وأضاف: "تبين لهم من تجربتهم، أن إسرائيل والأسرة الدولية، هم على استعداد لتوفير الغذاء لهم، الدواء، العلاج الطبي وحتى ملايين الدولارات، الوقود والمواد (مزدوجة الاستخدام) التي يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية"، لافتا أنهم في غزة "تعلموا أن المساعدة الاقتصادية ستبقى رغم العنف المتواصل".


ومع هذا التقدير، إلا أن الكاتب الإسرائيلي، قال: "جدير أن تستخدم التسهيلات في غزة كأداة محدودة، في محاولة موضعية لتبريد المواجهة، ولكن المحاولة للتعويل على تحسن اقتصادي دراماتيكي تشمل؛ ميناء، جزيرة صناعية، مطار، فتح حدود وتصاريح عمل في إسرائيل، كرافعة استراتيجية لتحقيق هدوء بعيد المدى، نهايتها الفشل مثل كل المحاولات السابقة خلال المئة سنة الماضية".


ونوه إلى أن "أوائل الصهاينة في العشرينيات، اعتقدوا أن تحسين مستوى المعيشة و جودة الحياة للعرب ستقلل من معارضتهم للمشروع الصهيوني، بعد حرب 1967، توقع موشيه دايان ومؤيدوه بأن دفيئات التوت والجسور المفتوحة على نهر الأردن ستسمح بتعايش دائم من الهدوء في الضفة الغربية".

 

اقرأ أيضا: MEE: غزة 2020.. هل وصل القطاع إلى نقطة اللاعودة؟

وتابع: "لقد اندلعت الانتفاضة الأولى بعد عقد نما فيه الاقتصاد الفلسطيني، ونشبت الانتفاضة الثانية عندما كان الوضع الاقتصادي أفضل من أي وقت مضى (بحسب زعمه)، وسعت هذيان شمعون بيرس عن الشرق الأوسط الجديد".


وأشار رئيس البرنامج الدولي للأمن القومي الإسرائيلي، إلى أن "غزة ستحصل على التحسن الاقتصادي، وستواصل الإبقاء على الخاوة التي كانت في السنوات الأخيرة، والعنف سرعان ما سيعود كوسيلة مساومة عندما لا يلبى هذا المطلب أو ذاك، أو عندما ستتضرر استعداداتهم لمواجهة واسعة".


وفي كل الأحوال، "ستكون حاجة للعمل في غزة على نطاق واسع وبحجم كبير وأليم جدا، وهذا أيضا سيخفض مستوى العنف لفترة قصيرة فقط"، بحسب الكاتب الذي خلص إلى أنه "ليس لغزة حل".

التعليقات (0)