ملفات وتقارير

تقدير إسرائيلي: انتخابات الكنيست ستؤثر سلبا على التسوية مع حماس

بوخبوط: من المتوقع أن الحكومة الحالية قد تمتنع عن تقديم التسهيلات الإنسانية للقطاع خلال مرحلة الانتخابات- جيتي
بوخبوط: من المتوقع أن الحكومة الحالية قد تمتنع عن تقديم التسهيلات الإنسانية للقطاع خلال مرحلة الانتخابات- جيتي

قال تقدير عسكري إسرائيلي إن "إحباطا يسود أجهزة الأمن الإسرائيلية بسبب الدعوة لإجراء انتخابات ثالثة، لأنها سوف تضر بخطوات استراتيجية تتحضر لها، مع أن الحكومة الانتقالية الاسرائيلية التي ستعمل في مهمة تسيير الأعمال حتى آذار/ مارس القادم ستكون مطالبة بحسم جملة قرارات مصيرية ذات طابع أمني، تبدأ بحيازة الجيش لمنظومات تسلحية متطورة، وصولا للتصدي للجهود الايرانية لترسيخ تواجدها العسكري في سوريا".


وأضاف أمير بوخبوط الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية في تحليله بموقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21" أنه "في ظل احتمال التوصل إلى تسوية مع حماس في غزة، فمن المتوقع أن الحكومة الحالية قد تمتنع عن تقديم التسهيلات الإنسانية للقطاع خلال مرحلة الانتخابات، وبذلك تفشل هذه الجهود الجارية، كما أن استمرار إطلاق القذائف الصاروخية من غزة سيفرض نفسه على هذه الحكومة المؤقتة".


وأشار أن "هذه التطورات ستطرح أمام الحكومة الانتقالية السؤال الجدي بين الاستمرار في تقديم التسهيلات الإنسانية لغزة التي يقودها مجلس الأمن القومي برئاسة مائير بن شبات، ومنح المزيد من التحسينات المعيشية في غزة، رغم استمرار تنقيط الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة بين حين وآخر، أو زيادة وتيرة الهجمات على الاهداف الفلسطينية في غزة".


وأكد أنه "في كلا الحالتين، سوف يستغل السياسيون هذه الأوضاع لتوجيه المزيد من الاتهامات للحكومة الحالية، بأنها تمنح الجوائز للمنظمات الفلسطينية في غزة، والتسبب بتدهور الوضع الأمني على طول الحدود لأغراض انتخابية، وبذلك ستكون هناك حرب جدية للحصول على كل صوت انتخابي، مما يجعل الأجواء السائدة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية غاية في السلبية، وتسفر عن إحباط جدي".


وأوضح أن "سبب هذا الإحباط يعود لعدم قدرة الحكومة الحالية الانتقالية على اتخاذ قرارات بعيدة المدى فيما يتعلق بالوضع في غزة، وهو ما لم يكن يريده رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، خاصة في ظل حالة الاستقطاب الحزبي الساخنة في الحلبة السياسية الإسرائيلية التي تترك تأثيراتها السلبية على توجهات الجيش، خاصة ونحن نتحدث عن جبهة غزة التي قد تشتعل كل يوم جمعة مع اندلاع المسيرات الأسبوعية على حدودها".


وأضاف أن "جبهة غزة أشغلت المستويات السياسية والأمنية والعسكرية خلال العام المنصرم، مما دفع بالجيش وأجهزة الأمن للعمل الحثيث لإرجاء أي حرب قد تندلع في الجبهة الجنوبية، والعمل على إيجاد واقع أمني يسمح لإسرائيل بالتركيز على الجبهة الشمالية، وايران تحديدا".


وشرح بالقول أن "الجيش سعى حثيثا لوقف الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي أحرقت عشرات آلاف الدونمات الزراعية في النقب، وإنهاء ظاهرة وحدات الارباك الليلي التي عملت على الحدود الفلسطينية الإسرائيلية مع غزة، وأسهمت بتخريب الممتلكات العسكرية للجيش، واستهداف الجنود، وأزعجت حياة المستوطنين الذين لم يناموا الليل، فضلا عن المظاهرات الدورية البحرية قرب شاطئ زيكيم شمال قطاع غزة".


وختم بالقول إن "كل ذلك لم يتوقف ويتراجع فجأة بدون مقدمات، بل من خلال جهود كبيرة بذلها مجلس الأمن القومي ورؤساء أجهزة الأمن وقادة الجيش، الذين دفعوا المستوى السياسي للموافقة على اجراءات تسعى لتحسين الواقع المعيشي في غزة، وتقديم المساعدات للفلسطينيين، وتوسيع مساحة الصيد على شواطئ غزة".


وأكد أن "كل ذلك تم دون ان تدفع إسرائيل دولارا واحدا، وإنما من خلال التمويل القطري ودول أخرى، وعبر مراقبة أمنية إسرائيلية فعالة لمعرفة مآلات صرف هذه الأموال، لكن هذه الجهود معرضة للتوقف والانهيار بسبب الأجواء الانتخابية الإسرائيلية السائدة، وهنا مكمن القلق والإحباط لدى الجيش والأمن".

0
التعليقات (0)