سياسة عربية

موقع أمريكي: محمد علي كاد أن يسقط السيسي بالصدفة

مجلة "فايس" وصفت الفنان محمد علي بـ "الثائر العرضي" الذي يريد الإطاحة بالسيسي في غضون شهرين- عربي21
مجلة "فايس" وصفت الفنان محمد علي بـ "الثائر العرضي" الذي يريد الإطاحة بالسيسي في غضون شهرين- عربي21

نشرت مجلة "فايس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن المتعاقد السابق مع وزارة الدفاع، محمد علي، الذي كاد أن يُطيح الحكومة المصرية بسبب نشره لمقاطع فيديو تُشير إلى وجود الفساد. وفي الوقت الراهن، يبدو أن لديه خطة لإنهاء المهمة.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن محمد علي كاد أن يسقط الحكومة المصرية عن طريق الصدفة في أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد نشره لمقاطع فيديو عن الفساد المستشري في قلب نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي أثار احتجاجات عامة ونادرة في شوارع القاهرة. ولكن، سرعان ما سيطر الجيش على تلك الانتفاضة بتنفيذ أكثر من 4000 عملية اعتقال.

وأضافت المجلة أنه يوم الأربعاء الماضي، خرج المواطن المصري البالغ من العمر 45 سنة من شهور من الاختباء في العاصمة البريطانية، لكشف النقاب عن خطته الجديدة للإطاحة بالسيسي من خلال توحيد زعماء المعارضة المنفيين، وتقديم استفتاء على المصريين حول كيفية حكم البلاد بعد السيسي، حيث يعتقد أنه يستطيع فعل كل ذلك في غضون شهرين.

من جهته، قال علي للصحفيين في لندن: "تتمثل خطتي في البدء بمبادرة سياسية في لندن خلال الشهر المقبل لمحاولة إعادة توحيد المعارضة السياسية داخل البلاد وخارجها. وأنا على اتصال بجميع الموجات السياسية والإخوان المسلمين والليبراليين وحركة 6 أبريل. وسأطلق خطة إصلاح مع بعض الخبراء من السياسة والقطاع الصحي والمالية والتعليم والإعلام، وسأدعو جميع الخبراء في مصر للانضمام إلى هذه الحملة".

وفسّرت المجلة أن علي ناشد الحكومات في جميع أنحاء العالم حتى يُولي اهتماما لما يحدث في مصر، مُحذرا القادة الأوروبيين من أن حكم السيسي المستمر سيؤدي إلى تدفق المهاجرين إلى القارة. كما أكّد علي أنه اتصل بالعديد من أعضاء الكونغرس في واشنطن بشأن الاجتماعات المحتملة، ولكنه لم يذكر المشرّعين.

وأفادت المجلة أن دونالد ترامب هو الشخص الوحيد الذي من غير المرجح أن يجتمع بعلي، ذلك لأنه يعد أحد أكبر مؤيدي السيسي. كما أنه أشار ذات مرة إلى الزعيم المصري باعتباره "ديكتاتوره المفضل". في المقابل، قال علي: "أشعر بالغضب والإحباط لأن الشخص الذي يمثل دولة ديمقراطية يظهر في وسائل الإعلام ويدعو السيسي ديكتاتوره المفضل. فكيف يمكنه فعل ذلك؟ وما القيم التي تروّج لها؟".

"الثائر العرضي"

بيّنت المجلة أن محمد علي لم يرد أن يكون ثوريا، وبصفته رجل أعمال، أمضى 15 سنة في العمل في مجال البناء والمقاولات في مصر، وفاز بعقود مربحة مع الحكومة والجيش، شملت بناء قصر رئاسي مزخرف للسيسي، ومقرا للمخابرات، والفنادق غير المفتوحة في وسط الصحراء.

في المقابل، تخاصم علي مع الأعضاء الرئيسيين في الجيش، موضّحا أنه خسر حوالي 200 مليون جنيه مصري في عقود حكومية غير مدفوعة. وبعد فراره من مصر إلى إسبانيا في كانون الثاني/ يناير، وضمان سلامة زوجته وأطفاله، قرر علي الانتقام. فنشر سلسلة من مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب، وهو يعرض الفساد في النظام، لكنه لم يتوقع أبدا أنه سيكون لها هذا الحجم من التأثير. وفي الواقع، جذب أسلوبه في التحدث بلغة واضحة الجمهور المصري. وفي غضون ساعات، انتقل من شخص غير معروف إلى شخص مشهور.

ونقلت المجلة ما جاء على لسان علي الذي أفاد أنه: "لم أتخيل أبدا أنني أستطيع قيادة مثل هذه الثورة. وفي الوقت الراهن، تقع مسؤولية كبيرة على عاتقي وآمل حقا أن أكون ناجحا في هذه المهمة". في الأثناء، نُشرت مقاطع الفيديو على نطاق واسع في مصر على الرغم من إزالتها في البداية من الفيسبوك. وتعدّ الاحتجاجات العامة نادرة في بلد اتُّهم فيه الجنرال العسكري مرارا وتكرارا بتنفيذ الاعتقالات الجماعية والتعذيب، كجزء من الجهود المبذولة على مستوى البلاد لقمع جميع أشكال المعارضة العامة.

وأوردت المجلة أن الآلاف من الناس احتشدوا في ميدان التحرير في القاهرة والعديد من المدن الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء البلاد بسبب مقاطع الفيديو الخاصة بعلي ودعوته للمقاومة، متحدّين الحكومة وراغبين في التغيير في بلد يعاني من الفقر المدقع.

 

اقرأ أيضا: "علي" لـ عربي21: هكذا علمت أن السيسي هو الرئيس القادم

"خوف على حياته"

مرتديا بذلة رمادية أنيقة، يمكن لعلي أن يتحوّل لرجل أعمال آخر في قلب مدينة لندن، بيد أن عينيه الحمراوين تخونان التأثير الذي خلفته الأشهر القليلة الماضية على حياته. وتجدر الإشارة إلى أن علي يعيش في خوف على حياته، قائلا إنه متأكد من أن الحكومة في القاهرة فكرت في اغتياله. ومن باب الاحتياط، كان محمد علي يغير عنوانه باستمرار في إسبانيا، البلد الذي يعيش منذ فراره من بلده الأصلي. في المقابل، أثارت قلق شهرته الحكومة المصرية حول كيفية التعامل معه.

من جهته، صرّح علي أن "قدرات المخابرات الحكومية محدودة، وأنا أعلم أنهم في وضع مشوش. فهل ينبغي عليهم قتلي وإخراسي والقلق بشأن انتفاضة الناس ضدهم، أم يجب أن يتركوني وشأني ويخاطرون بكل هذه المعلومات السلبية التي يجري إفشاؤها؟".

وأشارت المجلة إلى أنه استنادا إلى تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، نُشرت على إثره يوم الثلاثاء تفاصيل حول حقيقة أن عائلة علي المتبقية في مصر هي من بين المستهدفين من قبل نظام السيسي لفرض ضغوط على المصريين المنفيين المعارضين للحكومة. وفي هذا السياق، أورد جو ستورك، وهو نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، أن "السلطات المصرية، المصممة على تضييق الخناق على المعارضة، تعاقب عائلات المعارضين في الخارج. ويتعين على الحكومة أن تكف عن هذه الهجمات الانتقامية، التي ترقى إلى العقاب الجماعي".

"البلد في حالة انهيار"

ما زالت التفاصيل الدقيقة لخطة علي قيد الإعداد، إلا أنه يخطط لتوحيد مجموعات متباينة من زعماء المعارضة المنفيين المعارضين للسيسي، ودمجهم مع الخبراء والأكاديميين الذين سيرسمون خارطة طريق لكيفية المضي قدما بالحكم. ومن المقرر أن تُعرض هذه الخطة فيما بعد على 100 مليون مصري في شكل استفتاء، وسيجري التصويت عبر الإنترنت، الأمر الذي من شأنه أن يظهر حجم المعارضة لحكم السيسي.

في المقابل، رفض علي تسمية زعماء المعارضة الذي هو على اتصال بهم، ولكن مصدرا على علم بخطط علي صرّح لوكالة "فايس نيوز" أنه من المقرر أن يلتقي علي بأحد قادة جماعة الإخوان المسلمين ذوي النفوذ في اسطنبول، في وقت لاحق من هذا الأسبوع لضمّهم إلى الساحة.

لكن بشكل أساسي، لم يتلقّ علي دعم أي أحد من داخل الجيش، الذي يتمتع بسلطة هائلة على من يحكم مصر. وعندما سُئِل عما إذا كان من السذاجة محاولة الإطاحة بالسيسي دون بعض الدعم من قِبَل المؤسسة العسكرية، قال علي إن: "الرأي العام أكبر بكثير من الجيش. ويحتوي الجيش على 450 ألف نسمة، في حين يبلغ عدد سكان مصر 100 مليون. لذلك، تعد السلطة بالتأكيد في أيدي الشعب".

وأوردت المجلة أن علي يدّعي أن دعم الرأي العام للسيسي منخفض ولا يتجاوز الخمسة بالمئة. وعلى الرغم من اتفاق البعض على تأكيداته، إلا أن آخرين يشيرون إلى أن وضع خطته موضع التنفيذ لن يكون بهذه السهولة.

ومن جانبه، صرّح أحد الناشطين والكتاب المصريين لوكالة "فايس نيوز" قائلا: "كيف يمكن أن يحدث هذا الاستفتاء؟" لقد اعتقل النظام أكثر من أربعة آلاف شخص في أعقاب خروج بضع المئات إلى الشوارع في أيلول/ سبتمبر. لذلك، لا توجد آليات لإجراء هذا الاستفتاء".

عموما، قد يُلحق تحول علي من فضح الفساد السياسي الداخلي إلى زعيم حركة سياسية جديدة الضرر بقدرته على التحدث مباشرة إلى عامة الناس في مصر. ومن جهته، أضاف الكاتب: "فقد محمد علي تأثيره عندما توقف عن كونه من المخبرين الذين كشفوا عن الفساد السري، وبدأ كزعيم سياسي". وفي سياق متصل، صرّحت الصحفية ليليان داوود، التي رُحّلت من مصر سنة 2016، لوكالة "فايس نيوز" أنه "ليس لدى علي أي شيء جديد ليضيفه، وقد تلاشى التفاعل معه الذي رأيناه في البداية".

في المقابل، ما زال علي متفائلا، حيث اعتبر أن الاحتجاجات وحدها تُظهر أن نظام السيسي ليس قويا كما كان من قبل، وأنه من خلال توحيد المعارضة، هناك فرصة للتغيير. وفي هذا الصدد، قال علي: "نظرا لكسر حاجز الخوف، وانهيار كل من مصداقية السيسي والبلاد، أصبح الناس محبطين، ويريدون التغيير".

التعليقات (1)
امازيغي
الجمعة، 22-11-2019 03:26 م
كاد ان يسقطه ولم يسقطه هههههههههههه