صحافة دولية

WP: كتاب لمجهول يصف ترامب بأنه قاس وأحمق وخطر على أمريكا

واشنطن بوست: يصف الكتاب كيف يتنقل ترامب من أزمة تسبب بها لنفسه إلى أخرى- جيتي
واشنطن بوست: يصف الكتاب كيف يتنقل ترامب من أزمة تسبب بها لنفسه إلى أخرى- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمدير مكتبها في البيت الأبيض، فيليب روكر، يقول فيه إن الصحيفة حصلت على كتاب "A Warning" من تأليف مجهول قبل نزوله للأسواق، ويوصف الكاتب بأنه "مسؤول كبير في إدارة ترامب"، ويرسم فيه المؤلف صورة مخيفة لرئيس قاس وأحمق وخطر على الأمة التي انتخب ليقودها.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مسؤولين بارزين في إدارة ترامب فكروا في الاستقالة الجماعية في عملية "انتحار جماعي منتصف الليل"، وذلك لدق نواقيس الخطر بشأن تصرفات الرئيس ترامب، لكنهم تراجعوا عن ذلك؛ لأنهم اعتقدوا بأن ذلك قد يزيد من زعزعة الاستقرار في حكومة تترنح أصلا، بحسب كتاب لمؤلف مجهول الهوية.

 

ويفيد روكر بأن المؤلف، الذي لفت الانتباه ابتداء عام 2018 عندما نشر مقالا في صحيفة "نيويورك تايمز"، يصف ترامب بأنه يتنقل بين أزمة تسبب بها لنفسه إلى أخرى، "مثل طفل عمرة 12 عاما في برج مراقبة طائرات يضغط على مفاتيح الحكومة بشكل عشوائي، غير آبه بالطائرات التي تنزلق عن المدرج والرحلات التي تحاول جاهدة التحول عن المطار".

 

وتقول الصحيفة إن الكتاب يعد دراسة قاسية لشخصية ترامب، من أخلاقياته إلى عمقه الفكري، الذي يقول المؤلف إنه بناء على ملاحظاته وتجاربه، مشيرة إلى قول المؤلف إن الكثير من المسؤولين الحاليين والسابقين في الادارة يتفقون معه في الرأي.

 

ويلفت التقرير إلى أن المؤلف في الكتاب، الذي يبلغ عدد صفحاته 259 صفحة، ونشرته شركة "تويلف" التابعة لمجموعة "غراند سنترل ببلشنغ/ هاتشيت"، وسينزل الى السوق في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، لا يقوم بإعادة تصوير بعض الأحداث بتفاصيل واضحة، وهو ما قال المؤلف إنه كان متعمدا فيه لحماية هويته.

 

ويبين الكاتب أنه في وقت يقوم فيه سيل من المعينين في مناصب سياسية والموظفين الحكوميين بالشهادة أمام الكونغرس بخصوص تصرفات ترامب، كجزء من تحقيق مجلس النواب، فإن مؤلف الكتاب يدافع عن قراره البقاء مجهولا. 

 

وتنقل الصحيفة عن مؤلف الكتاب، قوله: "قررت أن أنشر هذا (الكتاب) تحت اسم مجهول؛ لأن النقاش ليس حول شخصي.. ولكن حولنا، وحول كيف نريد أن تعكس الرئاسة بلدنا، وحيث يجب أن يركز النقاش، وقد يدعو البعض هذا (جبنا) وهذه التهمة لا تجرح مشاعري، ولا أني غير مستعد لوضع اسمي على نقد الرئيس ترامب وقد أفعل ذلك في الوقت المناسب".

 

وينوه التقرير إلى أن مسؤولة البيت الأبيض الإعلامية، ستيفاني غريشام، سخرت من الكتاب، ووصفته بأنه "كتاب من الخيال"، وأن مؤلفه المجهول "جبان".

 

ويورد روكر نقلا عن غريشام، قولها في رسالة بريد إلكتروني: "الجبان الذي وضع هذا الكتاب لم يضع عليه اسمه لأنه لا يزيد على كونه كذبا.. المؤلفون الحقيقيون يتصلون بالشخص موضوع كتبهم للتأكد من الحقائق، لكن هذا الشخص مختبئ، ما يجعل هذا الجزء المهم من كون الشخص كاتبا حقيقيا مستحيلا، وعلى المراسلين الذين يختارون الكتابة عن هذا الهزل أن يتمتعوا بالنزاهة الصحافية لتغطية الكتاب على حقيقته، إنه عمل من وحي الخيال".

 

وتشير الصحيفة إلى أن وزارة العدل حذرت في وقت سابق من هذا الأسبوع شركة "هاتشيت" ووكلاء المؤلف، مات لاتيمر وكيث إيربان أوف جافلين، بأن المسؤول المجهول قد يكون خرق اتفاق عدم نشر، فيما اتهم الوكلاء الإدارة بأنها تحاول كشف اللثام عن المؤلف.

 

ويلفت التقرير إلى أن مقال المؤلف الذي نشر في "نيويورك تايمز" في 5 أيلول/ سبتمبر 2018، كان تحت عنوان: "أنا واحد من المقاومة داخل إدارة ترامب"، وصور فيه بعض المسؤولين الكبار بأنهم الحصن الذي يحمي البلد من تصرفات الرئيس المتهورة، وشجب ترامب هذا المقال في وقته واصفا إياه بأنه خيانة. 

 

ويفيد روكر بأن الكاتب المجهول يرفض في الكتاب الأطروحة الرئيسية لمقاله، فيقول: "كنت مخطئا حول (المقاومة الصامتة) داخل إدارة ترامب، فلم يكن بإمكان بيراقراطيين غير منتخبين ومعينين لمناصب حكومية أن يوجهوا دونالد ترامب في الاتجاه الصحيح على المدى الطويل، أو أن يحسنوا من أسلوب إدارته".

 

وتنوه الصحيفة إلى أن المؤلف يصف كيف يصحو المسؤولون الكبار في الصباح "في حالة ذعر تام"؛ بسبب التصريحات الغريبة للرئيس على "تويتر".

 

وينقل التقرير عن الكاتب، قوله: "إن الأمر يشبه الذهاب إلى بيت العجزة في بداية اليوم لتجد عمك المسن يجري دون ملابس داخلية حول الفناء، ويلعن بصوت عال طعام الكافتيريا، في الوقت الذي يحاول فيه الموظفون القلقون الإمساك به.. تصيبك الصدمة والضحك والحرج في آن واحد، والفرق هو أن عمك لن يفعل ذلك كل يوم، وكلماته لا تذاع للعامة، وليس عليه أن يقود الحكومة الأمريكية بعد أن يلبس ثيابه".

 

ويشير الكاتب إلى أن الكتاب يصور ترامب على أنه يقوم بالتلفظ بتعليقات معادية للنساء وعنصرية بعيدا عن الأنظار، وقال المؤلف: "جلست واستمعت بصمت غير مريح عندما كان يتحدث عن مظهر النساء أو أدائهن.. يعلق على المكياج وينكت حول الوزن وينتقد الملابس، ويشكك في صلابة النساء في محيطه، ويستخدم كلمات مثل (حبيبتي) و(يا حلوة) لمخاطبة نساء محترفات وذوات إنجازات، وهذه هي الطريقة التي يجب على المدير ألا يتصرف بها في أجواء العمل".

 

وتذكر الصحيفة أن المؤلف يتهم ترامب بأنه حاول تقليد لهجة ذوي الأصول الإسبانية خلال اجتماع في المكتب البيضاوي حول المهاجرين الذين يعبرون الحدود من المكسيك، وقال ترامب: "تأتي نساء إلى أمريكا معهن حوالي 7 أطفال.. ويقلن (رجاء ساعدوني.. تركني زوجي)، إنهن دون فائدة، لا تقدمن شيئا لبلدنا، لو جئن على الأقل بالزوج لكان بإمكاننا وضعه في الحقول لقطف الذرة أو شيء ما".

 

ويلفت التقرير إلى أن المؤلف يحتج بأن ترامب غير قادر على قيادة أمريكا خلال أزمة دولية كبيرة، واصفا كيف يتجاهل إيجازات المخابرات والأمن، وأن خصومه الأجانب يرونه "خصما ضعيفا"، قابلا للتلاعب فيه من خلال المديح.

 

ويورد روكر نقلا عن المؤلف، قوله إنه بعد مقتل صحافي "واشنطن بوست"، جمال خاشقجي، عام 2018، فإن ترامب قال لمستشاريه إنه سيكون غبيا إن هو وقف في وجه ولي الأمر محمد بن سلمان، مشيرا إلى أنه بحسب الكتاب، فإن ترامب قال: "هل تعلمون كم غبي أن أختار هذه الحرب؟.. سعر النفط سيصل إلى 150 دولارا للبرميل.. فكم سأكون (شتيمة) غبيا سأكون؟".

 

وتنوه الصحيفة إلى أن الكتاب يحتوي على عدد من الادعاءات غير المدعومة بالأدلة، مثل الادعاء بأنه لو كانت غالبية الحكومة مستعدة لعزل ترامب بموجب التعديل 25 في الدستور فإن نائب الرئيس بنس كان سيدعم ذلك التوجه، مشيرة إلى أن بنس أنكر ذلك يوم الخميس، وقال إن الكتاب "مروع"، وقال للمراسلين: "لم أسمع شيئا خلال فترتي نائبا للرئيس عن التعديل 25.. ولماذا أفعل ذلك؟". 

 

ويفيد التقرير بأن أحد المواضيع التي تتكرر خلال الكتاب هو لامبالاة ترامب بحدود القانون، مشيرا إلى قول الكاتب إن ترامب يعد العفو الرئاسي على أنه بطاقة تسمح بإخراج شخص من السجن دون حدود، وكأنها على لوحة لعبة مونوبولي، في إشارة إلى الأخبار حول عروضه على مستشاريه أن يمنحهم العفو.

 

ويبين الكاتب أنه في الوقت الذي كان يشكو فيه من حكم المحاكم الفيدرالية ضد بعض سياساته، بما فيها حظر السفر لعام 2017، فإن المؤلف يقول إن ترامب طلب ذات مرة من المحامين في البيت الأبيض لصياغة مقترح قانون يقلل من عدد القضاة الفيدراليين، وقال الرئيس، بحسب ما ورد في الكتاب: "هل يمكننا التخلص من القضاة؟ دعونا نتخلص من القضاة (شتيمة).. يجب ألا يكون هناك أي (قضاة) في الواقع".

 

وتذكر الصحيفة أن المؤلف يصور ترامب على أنه يخشى الانقلاب ضده، وأنه يتشكك في الموظفين الذين يسجلون ملاحظات، لافتة إلى أنه بحسب الكتاب فإن الرئيس صرخ على أحد مساعديه لأنه كان يكتب في دفتر خلال الاجتماع، وقال له: "ماذا تظن أنك تفعل (شتيمة)؟.. هل تقوم (شتيمة) بتسجيل الملاحظات؟"، فاعتذر المساعد وأغلق الدفتر.

 

ويلفت التقرير إلى أن المؤلف يشكك بشكل متكرر في صلاحية ترامب للرئاسة، واصفا إياه بالمتهور الذي لا يسيطر على قدراته.

 

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول المؤلف: "لست مؤهلا لتشخيص صحة الرئيس العقلية.. وكل ما أستطيع أن أقوله لكم هو أن الأشخاص العاديين الذين يقضون وقتا مع دونالد ترامب لا يرتاحون لما يشاهدونه، فهو يتعثر ويتلعثم ويحتار وينزعج بسهولة، ولديه مشكلة في توليف المعلومات، ليس أحيانا بل دائما، وأي شخص يدعي غير ذلك فإنه إما يكذب على نفسه أو على البلد".  

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)