ملفات وتقارير

"عبدالجليل" يؤيد "حفتر" ويهاجم "إخوان ليبيا".. ما مصلحته؟

عبد الجليل يقيم في دولة الإمارات ويعمل مستشارا في حكومتها- أرشيفية
عبد الجليل يقيم في دولة الإمارات ويعمل مستشارا في حكومتها- أرشيفية

يظهر رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، مصطفى عبد الجليل، من فترة لأخرى ليهاجم بعض الكيانات المتواجدة على الساحة السياسية، وخاصة التيار الإسلامي الذي اعتبره أحد أسباب "خراب" البلاد، خاصة جماعة الإخوان، ليترك تساؤلات كل مرة حول أهدافه ومصالحه ودلالة توقيت ظهوره المتباعد.


وهاجم "عبد الجليل" خلال ظهوره على قناة موالية للواء الليبي خليفة حفتر، جماعة الإخوان في ليبيا ومن يؤيدها داخليا وخارجيا، ووصفهم بـ"المخادعين" واتهمهم بأنهم مسؤولون عن "خراب" البلاد، و"أنهم انقلبوا على نتائج انتخابات المؤتمر الوطني العام عندما خسروا الأغلبية، وأنهم تحالفوا مع القاعدة وداعش والجماعة الليبية المقاتلة"، بحسب زعمه.


تأييد "حفتر" وعدوانه

 
ولم يكتف رئيس "الانتقالي الليبي" (مؤسسة تشكلت أثناء الثورة على القذافي) بمهاجمة الإخوان والتيار الإسلامي كله، بل أعلن تأييده لـ"حفتر" وعمليته العسكرية على العاصمة "طرابلس"، مؤكدا أن "الأخير استطاع طرد من وصفهم بـ"الإرهابيين" في بنغازي ودرنة، وأنه شخصيا اصطف وراء العملية الأخيرة لحفتر بهدف اجتثاث بقية المجموعات المسلحة التي بدأت تسيطر على طرابلس"، وفق كلامه.


وطالب "عبد الجليل"، وهو وزير عدل سابق في نظام "القذافي"، مؤتمر برلين بإلزام ما أسماها الدول الداعمة لهذه المجموعات المسلحة بالمال والسلاح من خلال دولة "تركيا" التي تصنع ذلك عسكرياً ودولة "قطر" التي تدفع ثمن تلك العمليات العسكرية والمواد والأدوات، وفق تصوره.

 

اقرأ أيضا: "عبدالجليل" يهاجم الإسلاميين ومسلحي طرابلس.. ماذا عن حفتر؟

وأثار هذا الظهور الذي لم يكن الأول لـ"عبدالجليل" لتكرار نفس التصريحات ليطرح بعض التساؤلات عن مصالحه وأهدافه، وهل تحمل اتهاماته رسالة "إماراتية"، الدولة التي يقيم فيها حاليا؟


دور "إماراتي" مرسوم

 
من جهته، قال القيادي في جماعة "الإخوان المسلمين" الليبية عمر الوحيشي إن "هجوم مصطفي عبدالجليل على تيار الإسلام السياسي وبخاصة الإخوان يأتي ضمن الدور المطلوب منه، والذي رسمته له، وطلبت منه دولة الإمارات العربية أداءه في هذا التوقيت".


وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "تصريحات عبدالجليل متناقضة، وأن مواقفه أيضا كذلك خاصة بعد افتضاح دوره في مناصرة الثورة المضادة التي يقودها الجنرال المتقاعد حفتر"، وفق تعبيره.


تصريحات "مخيبة للآمال"

 
ووصف عضو مجلس الدولة الليبي، إبراهيم صهد "تصريحات رئيس "الانتقالي الليبي" بأنها "مخيبة للآمال لدرجة مخيفة، وأنها تؤكد أن كل ما ارتكبه عبدالجليل من قبل في حق الثورة والثوار هي أخطاء ممنهجة وليست مجرد سذاجة، أو قلة خبرة سياسية كما كنا نعتقد خلال تقلده المنصب".


وأضاف لـ"عربي21" أنه "لا يمكن أيضا إغفال تأثير الإمارات على عبدالجليل كونه يقيم فيها ويتقلد منصبا استشاريا في حكومتها، ومعروف طبعا أن هذه الدولة متورطة في دعم العدوان على ليبيا بالمشاركة الفعلية وبإمداد حفتر بالأسلحة والعتاد، لذا فهو يسير على نفس المسار"، بحسب كلامه.


تحت ضغط

 
وقال عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، أكرم الفزاني إن "المستشار عبد الجليل محسوب أصلا على التيار الإسلامي وربما تكون تصريحاته جاءت تحت ضغوط منصبه الحالي أو مكان سكنه، أو أنه اختار أن يكون مع طرف (حفتر) ليحمي نفسه اجتماعيا وسياسيا ووظيفيا".

 

اقرأ أيضا: مصطفى عبدالجليل يروي تفاصيل اغتيال وزير داخلية القذافي

وتابع لـ"عربي21": "والحقيقة أننا تعودنا عليه في تغيير أقواله وشهاداته، فهو من كان على علاقة جيدة بالإخوان ونصحهم مرارا بألا يتركوا الساحة السياسية، والآن يعتبرهم سبب الخراب، فأي تناقض هذا؟ وكنا نتمنى أن يكون له دور في رأب الصدع وإنهاء الصراع وليس تأجيجه"، بحسب رأيه.


عودة "الصوفية"

 
وبدورها قالت الناشطة الليبية، سمية محمود لـ"عربي21" إن "خروج "المستشار" ودعمه لحفتر وهجومه على "الإخوان" لم يكن عشوائيا بل جاء في توقيت مقصود، كما أن استغلاله لمكانه "الملك إدريس السنوسي" وإقحامه في حب مدن وكره أخرى، هو تلميحات لإمكانية تقسيم البلاد وهذا ما سعى له "عبدالجليل" منذ البداية".


وتابعت: "ومعروف أن رئيس "الانتقالي الليبي" السابق له ميول صوفية، ويبدو أن وقت الجماعة الصوفية قد حان لتأخذ مكان كل الجماعات الأخرى أو على الأقل هذا ما يصبو إليه "عبدالجليل" ومؤيدو هذه المجموعة، لكن مواقف وتصريحات الأخير تؤكد أنه يعمل رهن أجندات خارجية"، كما زعمت.


وأكد المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار أن "البعد الصوفي عند "عبد الجليل" جعله في عداء مع تيار الإسلام السياسي، خاصة أن "الصوفية" مدعومة بقوة من "الإمارات" ودول كبرى لتخدير الشعوب، والملفت للنظر في تصريحاته هذه المرة هو استعمال مصطلح "سيدي" إدريس وعدم رضاه (السنوسي) عن مناطق معينة، وهذه إشارة صوفية منه وتؤكد دعمه لـ"حفتر"، وفق تصريحه لـ"عربي21".

التعليقات (7)
الداودي يوسف
الخميس، 07-11-2019 11:17 م
السيد عبدالجليل بداء في السقوط من بداية رئاسته للمجلس الانتقالي ،لكن خوفا من الانقسام وفي مواجهة القذافي تغاضى اعضائه عن سقطاته في ذلك الوقت ، ولكن وتيرة سقوطه استمرت الى الان وبوتيرة متسارعة ، حتى تشعر ان لسقوطه ليس له قرار. من اكبر اخطاء المجلس الانتقالي اختيار عبد الجليل رئيس له لاسباب عديدة ، ربما يعددها الذين كانوا معه في ذلك الوقت. عمرنا ماسمعنا ان ( قائد ثورة) بعد مدة يخدم تحت ماينوون لبلاده شرا ، ولكن عبدالجليل عملها ، .عجبي
ناقد لا حاقد
الخميس، 07-11-2019 11:58 ص
البعض لا يستطيع العيش حرا بل فقط عبيد و هذا الكائن من تلك الفصيلة
من سدني
الخميس، 07-11-2019 11:33 ص
كان صرحاً من خيال فهوى ثم نكس على عقبيه.
جزائري
الخميس، 07-11-2019 11:03 ص
لعنة الله على كل من يعمل على زيادة الصراع .ويبيع نفسه لشيطان العرب .اتق الله ياطماع واعمل على تقريب المتخاصمين وساهم في انقاذ بلدك .تبا لك ايها التيس المستعار .
مراقب من بعيد
الخميس، 07-11-2019 09:02 ص
هدا النكرة كان وزيرا مع القذافي وتحول الى مسلم والان تحول الى عبد اجير لدى ابناء ناقص شخص لا كرامة له ولا عهد ولا ملة هؤلاء من احرق ليبيا واغرقها في الدماء