تناقض بالروايات الإسرائيلية حول سبب إحباط حرب ضد غزة

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "الحرب في غزة كانت على بعد لمسة حجر بصورة أقرب مما توقع الكثيرون، فقط ما حال بين الجيش الإسرائيلي واندلاع هذه الحرب لم يكن سوى اعتبارات عملياتية في الوقت المطلوب التي كانت تريد ضرب أهداف حيوية في غزة، وهو ما كان من شأنه وفق معظم التقديرات أن تؤدي إلى تصعيد عسكري كبير قد يصل حد الحرب الشاملة". 

وأضاف يوآف ليمور في تحليله العسكري بصحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21" أن "سرد تسلسل الأحداث مساء الثلاثاء الذي سبق الانتخابات، وتحديدا يوم العاشر من أيلول/ سبتمبر، يظهر أنه حين ألقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطابا في تجمع حزبي بمدينة اسدود جنوب إسرائيل، أعلن عن مكان وزمان الاحتفال على الفيسبوك على غير العادة". 

وأوضح أنه "بينما خطب نتنياهو أطلق صاروخان من غزة نحو أسدود، مما دفع بحراسه لإنزاله من المنصة، ورغم أنه عاد بعد دقائق، لكن الصور التي تم التقاطها لم تتوقف عن التداول حول العالم، وظهر كما لو أن إسرائيل تدير جدول أعمالها وفق تصور المنظمات الفلسطينية في غزة، حتى أن نتنياهو بدا خاضعا لأجندة هذه المنظمات، مما دفع بمستشاريه للإعراب عن قلقهم بأن الحدث سيمس سلبا بحملته الانتخابية". 

وأشار إلى أنه "مع انتهاء هذا الحدث، سارع نتنياهو لإجراء مباحثات أمنية وعسكرية عالية المستوى في مقر هيئة أركان الجيش "الكرياه" بحضور جميع قادة الجيش والمخابرات: رئيس هيئة الأركان، قائدي الشاباك والموساد، مستشار الأمن القومي، وكبار جنرالات الجيش، وطلب منهم رئيس الحكومة توجيه رد قاسي، وحصل منهم على ما أراد".

 

اقرأ أيضا: آيزنكوت: إسقاط حماس في غزة هدف استراتيجي غير متاح حاليا

وأكد أنه "بعكس التقارير الصحفية السابقة، فقد أقرت القيادة العسكرية والأمنية والسياسية في إسرائيل تنفيذ سلسلة ضربات مركزة ضد أهداف عسكرية نوعية في غزة، وبناء عليه فتح الجيش والشاباك بنك أهدافهما في القطاع، واتخذ سلاح الجو حالة الجاهزية بانتظار تلقي الأوامر، فيما بدأ الجيش على الأرض يستعد لسيناريو تدحرج الوضع الميداني عقب هذه الضربات المتوقعة". 

وأضاف أن "التقدير العسكري ذهب باتجاه أن الضربات الإسرائيلية ستأتي برد فعل واسع من غزة، بما فيها إطلاق الصواريخ على تل أبيب، مما سيؤدي لاستمرار أعمال القتال عدة أيام على أقل تقدير، وبناء على ذلك وصل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات لرئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي حنان ميلتسر لإبلاغه أن إسرائيل بصدد الدخول في حملة تصعيد عسكرية مع غزة قد تتطلب إرجاء عقد الانتخابات". 

وأشار إلى أنه "في اليوم التالي الأربعاء، لم تتوفر الظروف العملياتية المناسبة في غزة لمباشرة تنفيذ الضربات المتفق عليها قبل ساعات، في حين هاجم كبار ضباط الجيش في مباحثات داخلية القرار المتخذ لأنه يتناقض مع السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، وسيظهر أي رد فعل بهذا الحجم استجابة لمطالب حزبية انتخابية ستؤثر على نتائج الانتخابات". 

وأكد أن "هذا الاستدراك من كبار الضباط حدا بالمدعي العسكري بمكتب المستشار القضائي للحكومة بطلب عقد اجتماع طارئ للكابينت، باعتباره الجسم المؤهل لاتخاذ قرارات عسكرية قد تؤدي إلى حرب، وبالتالي جاء تدخل الطرفين، وطلبهما عقد اجتماع للكابينت للاستماع لمواقف قادة الأمن لإرجاء العملية المقررة، وفي يوم الخميس التقى نتنياهو بالرئيس الروسي بوتين، وحين عاد غاب الرد الاسرائيلي على غزة عن جدول الأعمال".