صحافة دولية

بوليتيكو: لهذا سيفشل ترامب بتشكيل تحالف دولي ضد إيران

بوليتيكو:  الولايات المتحدة والسعودية تقفان وحدهما ضد إيران- جيتي
بوليتيكو: الولايات المتحدة والسعودية تقفان وحدهما ضد إيران- جيتي

نشر موقع مجلة "بوليتيكو" مقالا للكاتب ويزلي مورغان، يقول فيه إنه لم يعد للولايات المتحدة والسعودية حلفاء يساعدون للرد على الهجوم الذي استهدف منشآت شركة "أرامكو" في بقيق وخريص في نهاية الأسبوع الماضي. 

 

ويشير مورغان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الأمر يثير الشكوك حول قدرة إدارة الرئيس دونالد ترامب على بناء تحالف للقيام بعمل عسكري في المنطقة، لافتا إلى أن الهجمات شلت إنتاج النفط، ما أدى إلى إرباك للسوق العالمية لم يشهد مثله منذ عقود.

ويلفت الكاتب إلى أنه في الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن واشنطن تقوم بالعمل مع حلفائها لتنسيق رد على العمليات، فإن أفعال الرئيس دونالد ترامب أدت إلى تنفير حلفاء أمريكا، خاصة عندما أعلن عن خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، ولم تستطع الإدارة الأمريكية تحشيد الحلفاء للعمل على حماية حركة الملاحة في الخليج.

وينقل الموقع عن المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما، إيلان غولدينبرغ، قوله: "في الظروف العادية كان بإمكاننا تجنيد ما بين 40 – 50 دولة لدعم أمر كهذا، لكن لا أحد يثق في إدارة ترامب، ويعتقدون أنها ستقودهم إلى الحرب".

ويورد مورغان نقلا عن مايكل نايتس من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قوله: "لا يوجد تحالف هجومي ضد إيران، لا هناك ولا في أي مكان في العالم". 

ويقول الكاتب إنه حتى النواب البارزين في الحزب الجمهوري في الكونغرس طلبوا من ترامب التحرك ضد إيران بمساعدة من الحلفاء، وقال السيناتور عن أوكلاهوما جيم إنهوف: "الطريقة الوحيدة لمواجهة إيران هي من خلال العمل مع الشركاء الإقليميين، والتأكد من امتلاكهم القدرات للدفاع عن أنفسهم ومصالحنا المشتركة".  

وينقل الموقع عن مسؤول الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، قوله: "آمل أن ينضم الشركاء الدوليون لنا لمعاقبة إيران على هذا الفعل المتهور المزعزع للاستقرار".  

وينوه مورغان إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة عادة ما كانت تستخدم التحالفات الواسعة وسيلة لتعزيز شرعية التحركات العسكرية، والتخفيف من عبء القوات العسكرية، من حرب الخليج في عام 1991، إلى العمل العسكري في عهد بيل كلينتون في البلقان، وتحالف الدولة المستعدة في عهد جورج دبليو بوش لغزو العراق في عام 2003.  

ويفيد الكاتب بأنه منذ دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، فإنه عبر عن إحباطه من حلفائه بشأن المشاركة في تحمل العبء، وضغط على الحلفاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط لتحمل الأعباء المالية في المجالات التي تتولى أمريكا فيها العبء الأكبر.

ويشير مورغان إلى أن هذا كان هو المنطق وراء إعلان البنتاغون في تموز/ يوليو عن التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية، وذلك بعد سيطرة إيران على ناقلة نفط بريطانية قرب ميناء هرمز، فمن خلال تجنيد الشركاء الدوليين كانت أمريكا تأمل في تخفيف العبء عنها لتوفير أسطول من البوارح وسفن الرقابة لحماية خطوط الملاحة التي تتعرض للتحرش من السفن الإيرانية. 

ويقول الكاتب إن هذا كان هو الشاغل الرئيسي في وقت يحاول فيه الجيش نقل القوات والمقاتلات الحربية والبوارج بعيدا عن الشرق الأوسط، والتحضير لمواجهة محتملة مع الصين وروسيا. 

ويستدرك مورغان بأن دولا تعد مهمة لأمريكا، مثل فرنسا وألمانيا، نأت بنفسها بعيدا، خشية جرها إلى مواجهة مع إيران، مشيرا إلى أن فرنسا وألمانيا شجبتا هجمات نهاية الأسبوع التي استهدفت السعودية، إلا أن فرنسا ملتزمة بالدبلوماسية، وعرض الرئيس إيمانويل ماكرون المساعدة في ترتيب قمة بين الرئيس ترامب والإيراني حسن روحاني، فيما حذر المسؤولون الألمان الشهر الماضي من التورط في حرب طويلة لو انضموا إلى قوة الملاحة البحرية الدولية. 

ويذكر الكاتب أنه لم ينضم إلى القوة البحرية حتى الآن سوى بريطانيا وأستراليا والبحرين، لافتا إلى أن مركز القوة هو البحرين التي تستقبل الأسطول الأمريكي الخامس، وتعتمد على قوات غير محددة من البحرية البحرينية، وهي قوة صغيرة، بالإضافة إلى فرقة بريطانية مكونة من فرقاطتين ومدمرة وقوارب ملاحقة الألغام. 

ويلفت مورغان إلى أن أستراليا تعهدت بنشر طائرة تجسس في نهاية العام وبارجة بحلول العام المقبل، فيما تعهدت الولايات المتحدة بمدمرة وما قالت عنها "أرصدة ثمينة لجمع المعلومات"، قائلا إن قوة صغيرة كهذه لا يمكن مشاركتها في عمليات واسعة ضد إيران. 

وينقل الكاتب عن غولدينبرغ، قوله: "فكرة قدرة هذا التحالف على الرد بشكل جدي أو محدد على إيران هي فكرة خيالية". 

ويورد مورغان نقلا عن المسؤول السابق في إدارة جورج دبليو بوش، إريك إلدمان، قوله إن هذه القوة قد تكون عائقا وليست رصيدا في هجمات انتقامية جوية أو برية بحرية ضد إيران، وأضاف: "لو قرر الرئيس القيام برد عسكري فأنت بحاجة لرد سريع، ولا تريد قضاء الكثير من الوقت للتنسيق مع غير السعودية". 

وينوه الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تحتاج لبناء إجماع دولي قبل اتخاذ عمل عسكري لإحباط جهود إيران الدبلوماسية في عزل الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الجنرال المتقاعد والمقرب من إدارة ترامب، جاك كين، نصح بجمع الأدلة والدعوة إلى جلسة في مجلس الأمن الدولي.

ويقول مورغان إن إدارة ترامب لو حاولت البحث عن طرق لتحالف واسع فإنها لن تنجح للأسباب ذاتها التي أفشلت قوة الملاحة الدولية، مشيرا إلى قول كيلي ماغسمين، التي عملت في إدارة أوباما: "لا يعرف الحلفاء الدوليون ماذا سيقوم به ترامب.. سينظرون إليه مرة وهو يغرد داعيا لقوة ملاحة دولية، وثانية وهو يتحدث عن رغبته بلقاء روحاني.. لن يشتركوا في مغامرات عسكرية أو سياسية دون معرفة ما هي استراتيجية أمريكا" تجاه إيران. 

وينقل الموقع عن ماغسمين، قولها إن تخويف إدارة ترامب الحلفاء التقليديين، مثل ألمانيا وفرنسا، لم يترك للإدارة سوى عدد من البطاقات القليلة لتلعبها عند هذه النقطة.

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن تعود الإدارة الإعلان عن السياسات المهمة عبر "تويتر" أو من خلال إجراءات عاجلة أدى إلى تردد الحلفاء للعمل معها في قضايا مهمة، مثل المشاركة بعمل عسكري.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)