صحافة إسرائيلية

تقدير : الإسرائيليون لن يوافقوا على دفع ثمن احتلال غزة

يتملك الحذر نتنياهو من أي عملية عسكرية ضد حماس بغزة- أ ف ب
يتملك الحذر نتنياهو من أي عملية عسكرية ضد حماس بغزة- أ ف ب

قال كاتب إسرائيلي إن "سياسة ضبط النفس التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في هذه المرحلة إزاء حركة حماس في قطاع غزة لا تساعد في فرض الأمن في الضفة الغربية، لأن إسرائيل منذ شهر مارس 2018 حين أطلقت حماس المسيرات الحدودية الأسبوعية تتبع سياسية غير واضحة تجاه القطاع، رغم ما تلقاه مستوطنو غلاف غزة من ضربات متلاحقة من الفصائل الفلسطينية".


وأضاف يائير شيلغ في مقاله بصحيفة مكور ريشون اليمينية الإسرائيلية، ترجمته "عربي21" أن الضربات الفلسطينية التي استهدفت مستوطني غلاف غزة تراوحت بين: إطلاق قذائف صاروخية، بالونات حارقة، طائرات ورقية مشتعلة، عمليات تسلل حدودية هنا وهناك، مما حول مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى أهداف للعمليات الفلسطينية".


وأوضح أنه "منذ عام ونصف، ورغم أن عدد الإصابات البشرية في صفوف الإسرائيليين ليست كبيرة، لكن مساحات واسعة من الأراضي الإسرائيلية اشتعلت فيها النيران، بجانب المصابين بالخوف والذعر، وكثير منهم سيبقون يعانون من هذه الأعراض النفسية طيلة العمر، هذا وضع لا يقبل به أي مجتمع بشري في العالم". 


وأشار إلى أن "هناك جملة تفسيرات لهذه السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، وجميعها غير مقبولة، لكن أهمها مسألة الحذر التي تتملك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجاه أي عملية عسكرية ضد حماس في قطاع غزة، سواء بسبب شخصيته الحذرة دائما، أو بسبب اعتبارات سياسية وحزبية في توقيت انتخابي حرج، رغم أن مرور 17 شهرا على هذه المعاناة تجاوزت كل الحدود".

 

اقرأ أيضا : خبراء إسرائيليون: فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة فاشلة


وأكد أن "هناك من الإسرائيليين من يقول أن سياسة ضبط النفس المتبعة إزاء حماس في غزة ليست هي ذاتها القائمة تجاه جبهات معادية أخرى، على اعتبار أن "غزة ليس لها حل عسكري"، خاصة في ضوء الثمن المتوقع الذي لا يستطيع المجتمع الإسرائيلي تحمله، لأن القناعة السائدة أن القيام بعملية عسكرية واسعة كمثيلاتها في سنوات سابقة سيحقق لنا هدوء أمنيا لبضع سنوات، ثم تعود المشكلة إلى سابق عهدها".


وأضاف أن "الحل العسكري المتمثل بإعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة سيكلفنا ثمنا بشريا باهظا جدا، لن يوافق الإسرائيليون على التسليم به، أو دفعه، ولكن بغض النظر عن حجم وعمق العملية العسكرية في غزة، لكن الوقائع على الأرض تقول أنه لابد منها". 


واستدرك بالقول أنه "لم يكتب علينا كإسرائيليين أن نعيش بين حين وآخر لنخوض عملية عسكرية متفاوتة كل عدة سنوات في غزة، ومع ذلك فقد يكون هذا السيناريو أفضل من الوضع القائم حاليا من الاستنزاف المتواصل والمستمر، لأنه على الأقل بين كل جولة عسكرية وأخرى يعيش مستوطنو الغلاف بهدوء نسبي لبعض الوقت". 


وختم بالقول إن "المواجهة العسكرية أمام المنظمات المسلحة في غزة لا تحصل وفق منطق "كبسة على الزر"، وانتهى الموضوع، لأنه طالما أن القابلية لديها للمس بإسرائيل، واستهدافها قائمة، فسوف يتم تحقيقها على أرض الواقع".

 

التعليقات (0)