طب وصحة

دراسة: المعرض للاكتئاب يصنع ذكريات سلبية تزيد من إصابته به

يعتقد العلماء أنهم يستطيعون استهداف وحدات الذاكرة هذه بحيث يكون تذكر الأمور السيئة أقل حدة، ما يخفف من أعراض الاكتئاب- جيتي
يعتقد العلماء أنهم يستطيعون استهداف وحدات الذاكرة هذه بحيث يكون تذكر الأمور السيئة أقل حدة، ما يخفف من أعراض الاكتئاب- جيتي

أشارت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص المعرضين للاكتئاب قد يصنعون ويخزنون بشكل طبيعي ذكريات سلبية أكثر من الآخرين، ما يجعلهم أكثر عرضه لصراع الاكتئاب.


ووجد باحثون من جامعة ماكجيل درسوا حالة الفئران التي كانت أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، أنها قامت بتخزين المزيد من الذكريات السيئة في أدمغتها، وكات أكثر عرضة لإعادة تنشيط هذه الذكريات، والبدء في التصرف لاحقا كما لو كانت مكتئبة.

 

وقالت صحيفة "ديلي ميل"، التي نشرت نتائج الدراسة، إنه قد لا يكون لدى الفئران عدد من التجارب السيئة التي يمكن أن توازي حياة البشر، إلا أن أدمغتهم مبنية على نحو مشابه تماما لأدمغتنا.

 

ويعتقد العلماء أنهم يستطيعون استهداف وحدات الذاكرة هذه، بحيث يكون تذكر الأمور السيئة أقل حدة، ما يخفف من أعراض الاكتئاب.

 

وقالت الصحيفة إن هناك أنواعا عديدة للذاكرة، وكل منها يتم ترميزه في العقل بعدة طرق، إحدى الطرق التي يتم بها تسجيل الذكريات في أدمغتنا على شكل مجموعات عصبية تدعى  engrams، تعيش هذه المجموعات من خلايا المخ في الحصين، وتعمل مثل وحدات الذاكرة الصغيرة.


وعندما نقوم بتجربة لأول مرة، فإنه يتم تشغيلها، ومن ثم يمكن إعادة تشغيلهم عندما يقوم شيء ما بتشغيل الذاكرة.

 

بالنسبة للذكريات السارة، فإن إعادة التنشيط هذه قد تجعلك تشعر بأنك مغمور بمشاعر إيجابية من جديد. أما في حالة الذكريات السلبية، فهذا يعني أنه يمكن أن يعيدك هذا التنشيط إلى الألم والحزن.
الحصين هو نقطة مهمة، ليس للذاكرة فقط، بل للاكتئاب أيضا.

 

وتظهر فحوصات الدماغ للمرضى المصابين بالاكتئاب أن هذه المنطقة من الدماغ تكون نشطة لديهم بشكل أكثر من الطبيعي، وبطريقة مستمرة.

 

وتبين فريق البحث في أنه إذا ما كان الحصين مضيئا فقد يعني ذلك أن الذكريات السلبية والسيئة نشطة، ما يتسبب في تخزين الذكريات الحزينة، وإعادة تذكرها بشكل مكثف .

 

وتميل الفئران المعرضة للاكتئاب إلى قضاء وقتها في الزوايا مقارنة بالفئران المرنة الأكثر نشاطا، وقال الدكتور تاك بان وونغ مؤلف الدراسة الرئيسي: "تماما مثل البشر، فإن الاكتئاب فردي للغاية، ليس كل من يستجيب للإجهاد يصاب بالاكتئاب".

 

وعندما نظر علماء ماجيل إلى أدمغة كل مجموعة من الفئران، وكانت الفئران متعرضة للإصابة بالاكتئاب، تمكن الباحثون من تحويل خلايا سرطان تحتوي على عدد أكبر من Engrams. وعندما أعيد تنشيط الذكريات السلبية تم تنشيط المزيد من الإنغرامات، وكتب العلماء في مجلة العلوم العصبية أن الاختلاف في الذاكرة السلبية بين الفئران الحساسة للاكتئاب والمرنة له آثار مهمة على الاكتئاب.


وقد يكون ما رأوه في أدمغة الفئران يفسر السبب فينا أيضا، حيث إننا لا نميل إلى تذكر المزيد من الذكريات السلبية بأسلوب أكثر قتامة عندما نشعر بالاكتئاب، بل أيضا يتم تصنيع الذكريات الجديدة التي نشكلها أثناء الاكتئاب بشكل سلبي.

 

يعتقد علماء ماكجيل أنه من الممكن عزل وحدات الذاكرة السلبية في الحصين عن المشغلات التي يمكن أن تعيد من تنشيطها، وهذا قد يساعد في علاج " الأعراض الإدراكية" للاكتئاب.

التعليقات (0)