ملفات وتقارير

دائرة الرفض لسياسات أبوظبي تتسع باليمن

أطلق ناشطون يمنيون حملة على منصات التواصل الإجتماعي تطالب بإنهاء مشاركة الإمارات في التحالف- جيتي
أطلق ناشطون يمنيون حملة على منصات التواصل الإجتماعي تطالب بإنهاء مشاركة الإمارات في التحالف- جيتي

دخلت العلاقة بين اليمن ودولة الإمارات مرحلة جديدة من التعقيد والتصعيد، وسط اتساع دائرة الرفض بشكل أوسع من ذي قبل، وانضمام أصوات جديدة مناوئة لسياسات الأخيرة، التي تتعارض تماما مع مصالح اليمنيين، وتتجاوز أهداف التحالف العسكري بقيادة السعودية نحو تقسيم البلد خدمة لأجندتها.

وانضم مسؤولون يمنيون رفيعو المستوى إلى الحراك الرافض للدور الإماراتي في بلادهم، بعد تفجر الأوضاع عسكريا بين القوات الحكومية ومليشيات مدعومة من أبوظبي في محافظتي أرخبيل سقطرى وشبوة، جنوب وجنوب شرق البلاد.

"مربعات الصمت"

النائب البرلماني علي عشال التحق مؤخرا بمنتقدي الإمارات، ودعا إلى مغادرة مربعات الصمت حيال ما يجري في جنوب البلاد. وأكد أن "الوقت قد آن لأن يغادر القادة الرسميون والحزبيون وأعضاء مجلس النواب وأعضاء الحكومة مربعات الصمت".

وقال عشال في منشور عبر فيسبوك، مساء الخميس، "إن ما يجري اليوم حالة صمت عجيبة، وركون من كل طرف أن غيره معني بتصحيح الوضع المختل".

وأضاف أن "ما يجري يشبه الحالة التي عشناها قبل سقوط صنعاء (بيد الحوثيين 2014)"، في إشارة منه إلى حالة الصمت إزاء دعم الإماراتيين مليشيات مسلحة للانقلاب على الشرعية في محافظات جنوب البلاد.

وحسب النائب في البرلمان، فإنه "لن يرتدع أي عابث بأمن واستقرار اليمن ما لم يقف الجميع صفا واحدا ويقولوها بالفم الملآن: لن نسمح لطرف في تحالف دعم الشرعية أن ينحرف عن أهداف هذا التحالف". في إشارة منه إلى الإمارات.

ولم يكن عشال وحده الذي انضم إلى زخم الحراك السياسي والشعبي ضد أبوظبي، ففي الأيام القليلة الماضية، شن وزير في الحكومة المعترف بها هجوما شديدا على الدور الذي تمارسه الدولة الخليجية في بلاده.

"احتلال"

وقال عبد الغني جميل، وزير الدولة، إن الوجود الإماراتي في سقطرى "احتلال متكامل الأركان".

وجاء تصريح جميل بعد إحباط القوات الحكومية محاولة مليشيات انفصالية مدعومة إماراتيا تسمي نفسها "الحزام الأمني" السيطرة على ميناء حولاف في محافظة جزيرة سقطرى، قبالة سواحل دول القرن الأفريقي، قرب خليج عدن.

ودعا وزير الدولة اليمني الرئيس هادي إلى مكاشفة الشعب بشأن احتلال الجزر والموانئ.

كما تساءل قائلا: ماذا تريد دولة الإمارات؟

"خطيئة كبرى"

من جهته، عاد رئيس الحكومة اليمنية السابق، أحمد بن دغر، إلى واجهة المعارضة لسياسات أبوظبي، في وقت برز سابقا ندا أمام تحركاتها في أكثر من محافظة.

وقال بن دغر في مقال تداولته وسائل إعلام محلية الخميس: "هناك خطيئة كبرى تُصنع في اليمن، كل الذي جرى ويجري في صنعاء المستباحة (شمالا بيد الحوثيين) وعدن المكلومة (جنوبا تتحكم الإمارات وحلفاؤها بملفها الأمني) هدفه تمزيق البلاد".

وتابع رئيس وزراء اليمن السابق: "أهداف التحالف تغيرت في اليمن، والتقسيم سيطال من يسعون لإحياء التشطير".                                   

وأوضح: "يدعم هؤلاء مخطط التقسيم، دون تفكير أو اعتبار لمصالح ومشاعر الشعب اليمني وحقه في الحفاظ على وحدته وسيادته على أرضه، متجاهلين في الوقت ذاته مصالح الأمة وأمنها، مُعتبرا هذا سلوكا تدميريا لا يقبله غالبية اليمنيين، ولن يقبله جل العرب".

وحسب المسؤول اليمني، فإن "مخطط التقسيم لن يتوقف عند اليمن، فمثل هذا التفكير ينطوي على قدر كبير من السذاجة والتسطيح، وليست اليمن سوى العتبة الأولى في سلم المؤامرة في المنطقة".

وخاطب التحالف الذي تقوده الرياض: "أنتم خطوة لاحقة في مخطط التقسيم العام، وقضية الجنوب التي تستخدمونها حصان طروادة على عدالتها وحق أهلها في الإنصاف هي قضيتنا، وهي بدرجة  أولى شأن يمني".

وأشار إلى أنه "كان يعتقد أن دول التحالف يحملون هدفا واحدا في الانتصار للشرعية ولليمن، لذا رأى في تضحياتهم في عدن والمكلا وتهامة فعلا أخويا وعروبيا رفعه لدرجات عليا".

ودعا إلى مواجهة هذا المخطط بالقول: "ينبغي لهذا الشعب بكل مكوناته وأبنائه المخلصين عدم الصمت وترك الأمور للغير ليقرروا مصير البلاد ومصيرهم".


وتوجه مخاطبا قيادة التحالف: "اليوم، لم يعد الأمر خافيا على أحد أن أهدافكم في اليمن تغيرت وتبدلت، لم يعد الحوثيون في هذه المواجهة في اليمن سوى تكتيكا يتم به خلط الأوراق، وتمرير مشروع التقسيم، ولم تعد مواجهة مخططات إيران للسيطرة والهيمنة على المنطقة عبر السيطرة على أجزاء من اليمن أمرا يهمكم، رغم ارتباطها الوثيق بأمنكم وأمن المنطقة".

وأكد "وجود مؤامرة تعصف باليمن، وتمس بصورة وثيقة وحادة أمن الأمة، بدأها الحوثيون بجريمة لا تغتفر، ويكمل مخططها بعض منّا".

"مؤامرة" وفقا لبن دغر، أولى نتائجها "دولة إيرانية الولاء والنهج والهدف في شمال اليمن، ودولة أو دويلات هزيلة ضعيفة مسلوبة الإرادة والكرامة في جنوب اليمن، هذا ولا شيء غيره".

وشدد رئيس الحكومة السابق على أن "الغالبية الساحقة من أبناء اليمن يشعرون بغضب شديد إزاء سياسات التقسيم التي يُمارسها البعض، المصحوبة بعنف الأتباع".

 

اقرأ أيضا: "سقطرى" ترد على اقتحام قوات مدعومة إماراتيا للميناء اليمني

"تحالف جاء لمصالحه"

من جانبه، جدد نائب رئيس البرلمان اليمني، عبدالعزيز جباري، انتقاداته لأداء دول التحالف في بلاده.

وقال جباري إن التحالف بقيادة السعودية جاء لليمن من أجل "مصالحه"، وليس من أجل دعم الشرعية اليمنية.

ولفت جباري، المعروف بجرأته في انتقاد سياسات التحالف منذ وقت مبكر، في لقاء مع قناة "سهيل" اليمنية الثلاثاء، إلى أن التحالف "هو الذي يعيق عودة قيادات الشرعية إلى الداخل، وهو الذي أوقف المواجهات مع الحوثيين في أكثر من جبهة".

وزاد أن قرار مواجهة الحوثيين في كثير من الجبهات ليس قرار اليمنيين، متهما التحالف بـ"عرقلة تقدم الجيش اليمني والشرعية في مدينة نهم التابعة لمحافظة العاصمة صنعاء".

وشكك جباري، الذي استقال من منصبيه نائبا لرئيس الوزراء وزير الخدمة عام 2018، بما يقال عن سيطرة التحالف العربي على أجزاء واسعة من اليمن: "يقولون إنه تمت السيطرة على 80 بالمئة من اليمن، لكننا لا نستطيع العودة لديارنا، ولا حتى إقامة جلسة لمجلس النواب".

فيما أطلق ناشطون يمنيون حملة على منصات التواصل الاجتماعي، تطالب بإنهاء مشاركة الإمارات في التحالف، بعد دعمها العلني للانقلاب الذي قادته مليشيات انفصالية سلحتها ودربتها على السلطات الحكومية في سقطرى وشبوة.

وحملت الحملة وسما #طرد_الإمارات_مطلب_شعبي.

 

 اقرأ أيضا: مصدر يمني لـ"عربي21": أبوظبي تنشر دبابات على مداخل عدن

التعليقات (0)