سياسة دولية

هجوم أمريكي على عدوان "حفتر".. هل غيرت واشنطن موقفها؟

تكهنات حول إمكانية تغير الموقف الأمريكي من عملية "حفتر" بعد فشل الأخير في حسم الأمر
تكهنات حول إمكانية تغير الموقف الأمريكي من عملية "حفتر" بعد فشل الأخير في حسم الأمر
وصفت تصريحات منسوبة للقائم بأعمال السفير الأمريكي في ليبيا، ناتالي بيكر، الهجوم الذي يشنه اللواء الليبي خليفة حفتر على العاصمة "طرابلس" بأنه "لم يحقق أي نتائج، وأنه أثبت عدم جدواه، ما طرح تساؤلات وتكهنات حول إمكانية تغير الموقف الأمريكي من عملية "حفتر"، بعد فشل الأخير في حسم الأمر.

وقالت "بيكر"، خلال لقاء جمعها بوفد من المجلس الأعلى للدولة الليبي في تونس، إن "الهجوم على طرابلس أثبت عدم جدواه، مؤكدة أن "ما أثير عن زيارة محتملة لـ"حفتر" إلى واشنطن ولقاء الرئيس "ترامب" ما هي إلا مجرد إشاعة وبروباغاندا سياسية"، حسب وصفها.

وأكدت أن "حكومة الوفاق هي الطرف الرئيس في أي مفاوضات قادمة، وأنه يجب العودة إلى العملية السياسية"، حسبما نقل عنها عضو وفد مجلس الدولة، بلقاسم قزيط.

ماذا حدث؟

من جهته، كشف عضو الوفد وعضو مجلس الدولة الليبي، أبو القاسم قزيط، تفاصيل وكواليس اللقاء الذي جمعهم بالقائم بأعمال السفير الأمريكي في هذا التوقيت، وما صرحت به تحديدا.

وقال في تصريحات خاصة لـ"عربي21" من تونس، إن "بعض وسائل الإعلام قامت بالخلط بين رأيي الشخصي وتحليلي للموقف السياسي وبين الموقف الأمريكي وما صرحت به السفيرة، لذا وجب التنويه وذكر ما حدث بالتفصيل؛ كي تتضح الصورة".

وأضاف: "قام وفد من مجلس الدولة بلقاء مع السفيرة "نتالي بيكر"، وهي قائمة بأعمال السفير الأمريكي، في العاصمة التونسية، يوم الخميس، وتمحور النقاش كله حول موقف الولايات المتحدة من الهجوم الحالي على العاصمة، وأن السفيرة أكدت أن الهجوم أثبت عدم جدواه، ولم يحقق أي نتائج، ولا بد من العودة للعملية السياسية".

"سياسة ثابتة"

وأوضح "قزيط"، أن "بيكر أكدت للوفد أن سياسة الولايات المتحدة تجاه ليبيا سياسة ثابتة ولن تتغير، وهي دعم جهود السلام التي يقودها المبعوث الأممي، وأن أي مفاوضات قادمة يجب ألّا تكون ثنائية، بل تكون موسعة وممثلة لكل الفاعلين الحقيقيين"، حسب كلامه.

وتابع: "كما أكدت المسؤولة الأمريكية أن حكومة الوفاق هي شريك مثالي لواشنطن، وأنها قدمت نموذجا يُحتذى به في محاربة الإرهاب عبر قوات "البنيان المرصوص"، وأن الرهان الحقيقي سيكون على الحوار والسلم لا الحرب"، كما قال.

"حفتر حليف استراتيجي"

لكن الناشط السياسي المقرب من القيادة العامة (حفتر) في الشرق الليبي، فتح الله غيضان، رأى أن "السفيرة الأمريكية تتحدث بلغة دبلوماسية، وهذا أمر طبيعي، أما بخصوص المعركة على الأرض، فالجيش (قوات حفتر) سينتصر على "المليشيات" في طرابلس في يوم ولحظة بعد تدمير مستودعاتهم وطيرانهم الأجنبي".

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أنه" بعد مكالمة "ترامب" مع "المشير" حفتر تأكد حسم الإدارة  الأمريكية لموقفها، واعتبار "الجيش" والقيادة هم الحليف الاستراتيجي الوحيد في ليبيا الذي حارب "الإرهاب" وأمّن إمدادات النفط، وخلال الفترة القادمة ستتضح الصورة الكاملة"، حسب زعمه.

"تخبط ومواقف متذبذبة"

بدوره، قال الصحفي الليبي المقيم في "لندن"، مختار كعبار، إن "مواقف "واشنطن" في ليبيا متذبذبة بسبب تصرفات "ترامب" الرعناء، وهذا ليس في ليبيا وحدها، بل في كل المنطقة، حتى في السودان مؤخرا أيّدوا "العسكر" ثم الآن يدينونهم، مضيفا لـ"عربي21": "والسبب في ذلك أن مستشار الأمن القومي الأمريكي "جون بولتون" يدير سياسات "ترامب" بعيدا عن الخارجية الأمريكية ووزيرها"، حسب قوله.

وقال الناشط الليبي في المجتمع المدني، طاهر النغنوغي، إن "الإدارة الأمريكية الحالية لا تزال تتخبط في اتخاذ القرار تجاه ليبيا وفق المصالح بين الحزبين الحاكمين هناك، لكن "واشنطن" والقوى الكبرى الدولية يعرفون جيدا أن الحرب لن تُحسم لطرف بعينه في ليبيا، وهم يتصرفون طبقا لذلك".

وتابع لـ"عربي21": "أما ما ينشره إعلام القيادة العامة التابعة لحفتر، فهو مجرد فقاعات إعلامية لكسب الرأي العام المحلي وليس الخارجي"، حسب رأيه.
التعليقات (2)
إبتزاز العملاء
السبت، 15-06-2019 03:56 ص
الولايات المتحدة تلعب دورا سياسيا خبيثا فى ليبيا من أجل تحقيق مصالحها فى ذلك البلد ، و البلدان المتورطة فى دعم أطراف الصراع الدائر على السلطة هناك ! فقد أعطت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس (دونالد ترامب) الضوء الأخضر لعميلها (خليفة حفتر) ، و لحلفائه من عملائها فى مصر و دول الخليج من أجل مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق بالمنطقة الغربية ، و ذلك بحجة دعم جهود الحرب على (الإرهاب) ! ثم ما لبث أن هاجم أعضاء الكونجرس الأمريكى عدوان حفتر على المنطقة الغربية ، و حملوه المسؤولية عن (المعاناة الإنسانية) فى ليبيا ، فى تبادل سافر للأدوار ، و تلاعب واضح بطرفى الصراع ! ثم جاءت الموافقة الضمنية من جانب واشنطن على تصدير تركيا للمعدات العسكرية إلى حكومة الوفاق فى طرابلس رغم الحظر الأممى المفروض ضد تصدير السلاح إلى ليبيا منذ عام 2011 م ؛ بهدف تمديد أمد القتال الدائر بين قوات حفتر و حكومة الوفاق فى المنطقة الغربية ، و وضع مزيد من الضغوط الميدانية ضد عميلهم حفتر و داعميه من عملائهم فى مصر و دول الخليج ! و تهدف واشنطن من وراء تلك السياسات المتلونة فى ليبيا إلى ابتزاز عملائها من أجل تقديم مزيد من التنازلات فى عدة ملفات و على رأسها حصة الغرب من النفط الليبى ، و مستقبل العلاقات السياسية بين نظام حفتر و (إسرائيل) ، و انصياع دول الخليج للمطالب الأمريكية بزيادة إنتاجها النفطى للحد من ارتفاع أسعاره فى السوق العالمى ، و رضوخ نظام السيسى للمزيد من إملاءات صندوق النقد الدولى و تبعاتها الكارثية على استقرار المجتمع فى مصر .
ابوعمر
الجمعة، 14-06-2019 09:39 ص
الكلب حفتر لم ينجز مهمته التي رسمتها له امريكا ونسقت له العملية مع الكلب السيسي والكلب بن زايد والكلب بن سلمان..لكنه فشل..فتخلت عنه..وستستبلده لاحقا بكلب آخر..وما أكثر الكلاب العسكرية في البلاد العربية.....كل العساكر الاعراب كلاب...وكل الكلاب الاعراب عساكر...شيئ مقرف