سياسة عربية

رئيس الموساد السابق: ضم الضفة يحقق الكابوس الذي تخشاه إسرائيل

باردو: أي قرار بضم الضفة الغربية سيشكل لأجهزة الأمن الإسرائيلية كابوسا تخشى أن يتحقق- جيتي
باردو: أي قرار بضم الضفة الغربية سيشكل لأجهزة الأمن الإسرائيلية كابوسا تخشى أن يتحقق- جيتي

قال تامير باردو، رئيس جهاز الموساد السابق، إن "التوجه الإسرائيلي القاضي بضم الضفة الغربية سيكون الكابوس الأمني لإسرائيل، لأن الوعود الانتخابية لمعسكر اليمين ستشكل مخاطر جمة على الأمن الإسرائيلي والمشروع الصهيوني، وهذا الضم في نهاية الأمر سيأخذ الدولة نحو تحركات تدميرية غير مسبوقة".


وأضاف باردو في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمتها "عربي21"، أن "مناحيم بيغن رئيس الحكومة الراحل وقع على اتفاق السلام مع مصر في كامب ديفيد رغم كثرة الذين حذروه بأنه يحصل على ورقة فارغة تفقد إسرائيل عمقا استراتيجيا، لكنه اعتقد أن إخراج مصر من دائرة الحرب ضد إسرائيل جدير بإحداث تغير في المنطقة يكافئ المخاطر التي قد تقوم بها الدولة، هذا نموذج فقط نفتقده اليوم في إسرائيل لأخذ المشروع الصهيوني إلى بر الأمان".


وأشار إلى أن "الحدود الشرقية لإسرائيل اليوم، طالما أنها مؤمنة ومحافظ عليها، فلا معنى لأي مطلب أو توجه بمد سيطرتها على المناطق السكنية الفلسطينية بحجة الحفاظ على أمن الدولة من المخاطر الماثلة، لا سيما إن كان الضم سيتم دون اتفاق سياسي مع الفلسطينيين".

 

وأوضح أن "غالبية الجمهور الإسرائيلي يعتقد جازما أن الواقع السياسي القائم يأخذنا إلى تدهور أمني يهدد الغالبية اليهودية في الدولة الواحدة والوحيدة لليهود في العالم، لكن زعماء الدولة وقادتها يهربون من هذا الاستحقاق والحسم".

 

وحذر أن "الكل يعرف المعطيات السائدة التي تفيد بأنه بين الأردن والبحر المتوسط يعيش 15 مليون نسمة، نصفهم ليسوا يهودا، وهذا الواقع قابل للتغير في حال قررت إسرائيل الاستجابة لمطالب حزبية أو وعود انتخابية بأن تعلن عن ضم الضفة الغربية إليها".

 

وأكد أن "الأخطر من ذلك أن إسرائيل تشهد حالة من الإجماع بأن التجمعات الاستيطانية والأحياء اليهودية بشرقي القدس ستبقى بحوزتنا، في حين أن الفلسطينيين والمجتمع الدولي يعتقدون أنه في إطار اتفاق سلام شامل سيتم ضمها إلى إسرائيل، ما يطرح سؤالا حول الداعي للقيام بخطوة تبدو مغامرة بموجبها يتم تنفيذ قرار أحادي بضم الضفة الغربية".

 

وأشار إلى أن "ضم الضفة الغربية سيسفر بالضرورة عن إشعال المناطق الفلسطينية، وتعريض حياة الإسرائيليين للخطر، ويبعد أي أمكانية لتحقيق تسوية مستقبلية يبدو أنها تبتعد اليوم أكثر من أي وقت مضى".

 

وختم بالقول إن "أي قرار بضم الضفة الغربية سيشكل لأجهزة الأمن الإسرائيلية كابوسا تخشى أن يتحقق؛ لأنه يعني القيام برعاية شؤون 2.6 مليون فلسطيني، والمغامرة بمستقبل الدولة اليهودية، وتحويلها مع مرور الوقت إلى دولة واحدة بأقلية يهودية، ما يعني القضاء على المشروع الصهيوني الذي نجح قبل 71 عاما بإقامة دولة إسرائيل".

التعليقات (0)