ملفات وتقارير

لماذا أثار برنامج "شيخ الحارة" ومقدمته بسمة وهبة جدلا كبيرا؟

دشن نشطاء هاشتاج #بسمة_وهبة تضمن هجوما حادا عليها وعلى برنامجها
دشن نشطاء هاشتاج #بسمة_وهبة تضمن هجوما حادا عليها وعلى برنامجها
قرر المجلس الأعلى للإعلام في مصر، الاثنين، منع بث برنامج "شيخ الحارة"، الذي تقدمه الإعلامية المثيرة للجدل بسمة وهبة، كما وجه إنذارا لقناة "القاهرة والناس" بوقف ترخيصها مؤقتا حال عدم التزامها بالقرار.

وقال المجلس في بيان له، إن البرنامج لن يبث على أي وسيلة إعلامية أو إلكترونية أو رقمية؛ لأنه خرج عن القيم والأخلاق، وتضمن الخوض في الأعراض، واستخدام ألفاظا وعبارات مسيئة تخالف ميثاق الشرف المهني والمعايير والأعراف.

"وقف فاستقالة"

وكانت نقابة الإعلاميين أصدرت، الأحد الماضي، قرارا آخر بوقف بسمة وهبة عن العمل؛ بسبب ما شهده برنامجها "شيخ الحارة"، الذي يعرض يوميا خلال شهر رمضان، من مخالفات وإساءات وتجاوزات مهنية وأخلاقية.

وأكد نقيب الإعلاميين، طارق سعدة، أن الحلقة التي استضافت فيها الفنان ماجد المصري شملت عبارات عنصرية وإساءة للأفارقة، مشيرا إلى أن بسمة وهبة غير مقيدة بجداول نقابة الإعلاميين، ولم تحصل على تصريح مزاولة النشاط الإعلامي، وهو ما يعد مخالفة للقانون.

وكانت بسمة وهبة تقدمت باستقالتها يوم الأحد الماضي من قناة "القاهرة والناس"، عقب الخلاف الذي نشب بينها وبين القناة؛ بسبب بث حلقة المذيعة ياسمين الخطيب، رغم رفض وهبة إذاعتها بسبب ذكر ياسمين الخطيب لأسماء العديد من الشخصيات العامة وتفاصيل أحداث وقعت بينهم".

وبعد إذاعة الحلقة، قرر المخرج خالد يوسف تحريك دعوى قضائية يختصم فيها القناة والبرنامج ومقدمته وضيفته، بتهمة الخوض في سيرته وعرضه، والتشهير المتعمد به، لتقوم القناة بحذف الحلقة من يوتيوب وفيسبوك.

في مرمى النيران

ومنذ انطلاقه، يثير برنامج "شيخ الحارة" جدلا كبيرا؛ بسبب ما يتضمنه من إفشاء للأسرار الخاصة، وخوض في الأعراض، وسباب متبادل بين الضيوف، حتى انتهى به الأمر إلى الإيقاف، ما وضعها في مرمى نيران النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

ودشن نشطاء هاشتاج #بسمة_وهبة، تضمن هجوما حادا عليها وعلى البرنامج، مؤكدين أنه قائم على النميمة، وإفشاء أسرار البيوت، والخوض في الأعراض، مشيدين بقرار إيقافه.

وأكد آخرون أن بسمة وهبة تستغل نفوذ زوجها البرلماني، علاء عابد، في الإضرار ببعض الضعفاء، أو الحصول على معلومات سرية تستخدمها في برنامجها المثير للجدل.

"زوجة رجل مهم"

تزوجت بسمة وهبة قبل أكثر من عشرين عاما تقريبا من رجل أعمال سعودي ولها منه ولد، وكان زوجها السعودي السبب في ثرائها، بحسب تصريحاتها الأحد الماضي لقناة العربية، كما كانت تقدم البرامج الدينية في قناة "اقرأ" السعودية.

بعد ذلك، تزوجت وهبة من اللواء علاء عابد، ضابط الشرطة السابق، الذي يتولى رئاسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، الأمر الذي جعلها من الإعلاميين المقربين من الأجهزة الأمنية، ومنحها المزيد من النفوذ، بحسب مراقبين.

وتدور حول علاء عابد العديد من الشبهات السياسية والأخلاقية، بحسب تقارير نشرتها صحف مصرية، حيث تعرض خلال فترة عمله بالشرطة للعديد من الجزاءات لمخالفاته المهنية والحقوقية، حتى تم إنهاء عمله في الشرطة عام 2009 بقرار من وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي؛ بسبب مخالفات جسيمة.

وبعد الإطاحة به من الشرطة بعام واحد فقط، ترشح علاء عابد لانتخابات مجلس الشعب، ونجح على قوائم الحزب الوطني المنحل في انتخابات 2010، التي شهدت تزويرا هائلا، وكانت أحد الأسباب القوية لقيام ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.

أصيبت وهبة بالسرطان عام 2013، وخضعت للعلاج في الولايات المتحدة، وقالت إنها شفيت من المرض بعد عملية جراحية.

برامج الفضائح

وتعليقا على هذا الموضوع، قال الخبير الإعلامي مجدي مكاوي إن برنامج "شيخ الحارة" ينتمي إلى برامج الفضائح، التي تعد قالبا من القوالب الصحفية والإعلامية الشهيرة، وهي قائمة على النميمة، وتتبع الأخبار الشخصية للمشاهير، مشيرا إلى أن هذا اللون له معجبون في كل مكان، ويشاهده الملايين حول العالم.

وأضاف مكاوي، في تصريحات لـ"عربي21"، أن البشر بطبيعتهم يريدون إشباع فضولهم، ومعرفة أخبار الشخصيات العامة من فنانين وسياسيين وغيرهم، والصحافة والإعلام تسعى لإشباع هذا الفضول، وفي الوقت ذاته يحقق مكاسب مادية؛ بسبب ارتفاع نسب المشاهدة، وما تجلبه معها من إعلانات تجارية.

وتابع: "يعتمد البرنامج على استضافة أحد المشاهير، ويفاجئه بأسئلة ومعلومات عنه لا يعرفها إلا قليل من الناس، كما يتعمد استضافة الشخصيات التي يوجد بينها وبين آخرين خلافات شخصية، ليتحدثوا عن الطرف الآخر، ويشوهوا صورته، مثل الفنان أحمد سعد وطليقته الفنانة سمية الخشاب، أو المذيعة ياسمين الخطيب طليقة المخرج خالد يوسف".

"إلهاء للشعب"

لكن الكاتب الصحفي أسامة النجار يرى البرامج التلفزيونية تعكس العلاقة بين السلطة والشعب، فقبل ثورة يناير ازدهرت البرامج الحوارية التي تناقش هموم ومشكلات الناس وتدافع عن حقوقهم، وكانت تتصدر نسب المشاهدة في كل القنوات، وينتظرها ملايين المصريين، حتى أن نظام مبارك كان يرى أنها تسبب المتاعب له، وتزيد من الاحتجاجات الشعبية وقتئذ، لكن هامش الحرية المتاح وقتها سمح باستمرار مثل تلك البرامج.

وأضاف النجار لـ"عربي21" أنه بعد ثورة يناير، تحول اهتمام البرامج التلفزيونية بالقضايا والملفات السياسية، حتى أن الفنانين ولاعبي الكرة كانوا يقدمون برامج سياسية في تلك الفترة، استغلالا لمناخ الحرية غير المسبوق الذي كانت تعيشه البلاد.

وتابع: "أما بعد 3 تموز/ يوليو، وتشديد القبضة الأمنية على البلاد، وفرض رقابة غير مسبوقة على كل وسائل الإعلام، اتجهت وسائل الإعلام إلى البرامج الخفيفة أو البرامج الفنية أو البرامج المعنية بأخبار المشاهير، ومن بينها برنامج شيخ الحارة، حيث أصبح هذا المجال هو المسموح به من جانب النظام".

وأشار إلى أن نظام عبد الفتاح السيسي، شأنه شأن كافة النظم الشمولية، يرحب بالبرامج التي تثير الجدل حول القضايا الهامشية أو فضائح المشاهير؛ لأن هذه النوعية تلهي الناس عن قضاياهم ومتاعبهم الحقيقية، وتشغلهم عن المطالبة بحقوقهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
0
التعليقات (0)