طب وصحة

التقدم العلمي يزيد فرص نجاة الأطفال الخدج

منذ تسعينيات القرن الماضي، طُوّرت ثلاث تقنيات بهدف إنقاذ الأطفال الخدج أو حديثي الولادة- أ ف ب
منذ تسعينيات القرن الماضي، طُوّرت ثلاث تقنيات بهدف إنقاذ الأطفال الخدج أو حديثي الولادة- أ ف ب

أكدت دراسات حديثة تناولت الولايات المتحدة والسويد بشكل خاص، أن الطب حقق خطوات كبيرة من أجل زيادة فرص الأطفال الخدج في البقاء.


ولفتت إلى أنه "حتى الثمانينيات كان الطب يؤكد ألا إمكانية لبقاء الأطفال الخدج –الطفل المولود قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل- على قيد الحياة، سوى للمولودين في الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل كحد أدنى، فيما الحمل الطبيعي يجب أن يمتد حتى 40 أسبوعا.


وفي الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، لا يتعدى وزن الجنين الكيلوغرام الواحد، غير أن هذا الحد لا يزال ينخفض بشكل مطرد منذ ذلك الحين، وتسجل حالات كثيرة لأطفال يبقون أحياء رغم أنهم ولدوا في الأسبوع 24 أو 23 أو 22 من الحمل، بأوزان تصل إلى نصف كيلوغرام أو أقل.


وفي شباط/ فبراير، تصدّر طفل ياباني عناوين الصحف، فقد بلغ وزنه 268 غراما عند الولادة في الأسبوع الرابع والعشرين للحمل، وخرج من المستشفى بصحة جيدة بعد خمسة أشهر من تلقيه العلاج، يقول إدوارد بيل طبيب حديثي الولادة والأستاذ في طب الأطفال في جامعة إيوا الأمريكية: "أزاول هذه المهنة منذ 40 عاما، وقد رأيت هذا الحد ينخفض أسبوعا خلال السنوات العشر التي عملت فيها في المستشفى".

 

اقرأ أيضا: تعرف على أبرز 20 إنجازا طبيا في 2017


وتحمل السويد بلا شك الرقم القياسي العالمي لنجاة الأطفال الخدج: فقد نجا 77 بالمئة من الأطفال المولودين في الأسابيع 22 إلى 26 من الحمل بين العامين 2014 و2016، وفق دراسة نشرتها الثلاثاء مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (جاما).


حتى إن البلاد شهدت تحسنا، فقد كانت تلك النسبة 70 بالمئة بين العامين 2004 و2007، وفي الوقت نفسه، وضعت السويد إجراءات موحدة ونظمت عملية إنعاش الأطفال الحديثي الولادة لتصبح منهجية، والآن 88 بالمئة من الولادات المبكرة تجرى في مستشفيات تتبع تلك التدابير.


ويقول الأستاذ في طب الأطفال والمشارك في هذه الدراسة مايكل نورمان لوكالة فرانس برس: "في السابق، عندما يكون الجنين في أسبوعه الـ22 أو الـ23، كان يمكن للطبيب القول إنه لا يستطيع القيام بأي شيء (لإنقاذه)".


الولايات المتحدة متأخرة


منذ تسعينيات القرن الماضي، طُوّرت ثلاث تقنيات بهدف إنقاذ الأطفال الخدج أو حديثي الولادة، الأولى هي ابتكار مادة اصطناعية تحل محل مادة لا ينتجها الأطفال الخدج في رئاتهم لمساعدتهم على التنفس، والثانية هي إعطاء الأم منشطات عن طريق الحقن قبل الولادة مباشرة لجعل رئة الطفل تنضج أسبوعا في يوم واحد، والثالثة هي التقدم المحرز في أجهزة التنفس.


وتتوافر هذه التقنيات على نطاق واسع في البلدان المتقدمة، لكن هذا لا يمنع وجود تباينات كبيرة من بلد إلى آخر، وحتى من مستشفى إلى آخر.


وأظهرت دراسات أجريت قبل سنوات قليلة في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، أن نصف المواليد الخدّج (أقل من 26 أو 27 أسبوعا) يبقون على قيد الحياة، لكن الولايات المتحدة ليست السويد، فالنظام الصحي غير متكافئ بين البلدين ما يغير طريقة رعاية الحوامل.

 

اقرأ أيضا: ابتكارات طبية متقدمة في معرض لندن.. تعرف عليها


وأظهرت دراسة نشرتها "جاما" تباينا بين السود والبيض على هذا الصعيد، إذ يولد الأطفال الخدج السود في مستشفيات أقل جودة، لكن نسبة البقاء على قيد الحياة ما زالت تتقدم حتى بالنسبة إلى الأطفال الذين تقل أوزانهم عن 400 غرام وهي حالات نادرة للغاية، لكنها كانت موضوع دراسة أخرى نشرت نتائجها "جاما" الاثنين.


فقد نجا 13 بالمئة من الأطفال الذين كانت أوزانهم أقل من 400 غرام، وولدوا بين الأسابيع الـ22 و26 من الحمل، في 21 مستشفى أمريكيا بين العامين 2008 و2016.


وقال بيل: "هذا يظهر أن البقاء على قيد الحياة أمر ممكن"، مضيفا أنه "لا يمكن القول إن هؤلاء الأطفال يجب أن ينعشوا دائما، لكن يجب على الوالدين معرفة هذه المعلومات، وأن يعطوا رأيهما في القرار المتعلق بالإنعاش".

التعليقات (0)