سياسة عربية

بعد دعم "الملتقى".. هل حسم المجتمع الدولي موقفه في ليبيا؟

هل يحاول "غسان سلامة" إنقاذ "حفتر"؟ - (صفحة الملتقى على الفيسبوك)
هل يحاول "غسان سلامة" إنقاذ "حفتر"؟ - (صفحة الملتقى على الفيسبوك)
شدد مجلس الأمن الدولي على دعمه الملتقى الوطني الليبي المرتقب، واصفا إياه بفرصة حاسمة لحل الأزمة الليبية، مؤكدا دعمه الكامل للمبعوث الأممي إلى ليبيا وخطته وخطواته، وسط تساؤلات عن تأثير وتداعيات هذا الدعم على إنجاح الملتقى وردع أي طرف يسعى لإفشاله.

وأكد بيان لأعضاء مجلس الأمن، وصل "عربي21" نسخة منه، أن "الملتقى الوطني يوفر فرصة حاسمة لجميع الليبيين لتنحية خلافاتهم جانبا وممارسة ضبط النفس لصالح البلاد وتحقيق السلام والازدهار للشعب الليبي، داعيا المشاركين في الملتقى إلى الانخراط بحسن نية في هذه العملية الليبية، بقيادة ليبية".

ودعا المجلس "جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية إلى الوحدة في دعم الممثل الخاص للأمين العام خلال هذه المرحلة الحرجة والانتقالية في ليبيا، مشيرا إلى "‍‍‍‍‍‍التزامات القادة الليبيين التي تعهدوا بها في المؤتمرات الدولية التي عقدت في باريس وباليرمو، وأيضا بلقاء "السراج وحفتر" الأخير.

في سياق آخر، أشارت تصريحات منسوبة لدبلوماسي رفيع بالسفارة الليبية في روما إلى أن "خيارات اللواء، خليفة حفتر باتت ضيّقة، والمجتمع الدولي، وفي مقدمته أميركا، خيّرته بين التنحي أو القبول بمنصب القائد العام للجيش تحت إمرة رئاسة أركان حكومة الوفاق الليبية"، حسبما تداولته بعض الصحف.

وطرح دعم مجلس الأمن للملتقى والتضييق على بعض الأطراف الليبية ومنها "حفتر" تساؤلا: هل "حسم" المجتمع الدولي موقفه النهائي من الأزمة الليبية وحصرها في الانتخابات وفقط؟.

"فرصة أخيرة"

من جانبه، قال وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر إن "المبعوث الأممي "غسان سلامة" كان يعمل باستمرار على الحفاظ على وحدة مجلس الأمن وتماسكه تجاه القضية الليبية، لذا حرص على مشاركة أغلب الأطراف في الوصول إلى حل حتى التي كانت سببا في إفشال الاتفاق السياسي".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "منذ أشهر أعلن "سلامة" أنه تحدى المجتمع الدولي في أن الليبيين قادرون على التوافق وأنهم يستحقون فرصة أخيرة، لذا فإن المجتمع الدولي يبدو مصرا على تطبيق مخرجات المؤتمر الوطني الليبي والضغط على المعرقلين ليكونوا جزءا من الحل" وفق كلامه.

"إنقاذ حفتر"

لكن الأكاديمي الليبي، محمود منصور رأى أن "المجتمع الدولي لم ينفذ أي تهديدات أو عقوبات على المعرقلين للاتفاق السياسي سواء البرلمان أو "حفتر" رغم تأكيده على ردع هؤلاء من قبل، لذا يبدو أن المجتمع الدولي نفسه قد وقع في نفس الخلاف الذي وقع فيه الليبيون من الداخل".

وأضاف لـ"عربي21": "الملتقى الوطني لايزال غامضا ولا يعرف الكثير من صاحب القرار فيه وما هي محاور النقاش، لكن يبدو أن "غسان سلامة" يحاول إنقاذ "حفتر" من تبعات المشهد ولهذا تم تنسيق اجتماع "أبوظبي" لعله يخرجه في ثوب مدني ويعوضه ما يمكن خسارته على الأرض"، وفق تقديره.

"مرحلة حرجة"

ووصف الصحفي الليبي، محمد علي "ما تمر به البلاد حاليا بأنها مرحلة حرجة بالفعل، لذا إدماج "المشير حفتر" في السلطة شبه الانتقالية التي قد تنتج عبر الملتقى الوطني الجامع أصبح أمرا لا مفر منه أمام القوى الدولية من أجل تحقيق تسوية مؤقتة ينبثق عنها جسم موحد يتولى الترتيب لإجراء الانتخابات".

وتابع: "والملتقى الوطني هو الحل المتاح لتحقيق ما يطمح له أغلب الليبيين البسطاء من استقرار سياسي وأمني واقتصادي، على الرغم من قلة "متعصبة" تملك موقفا قطعيا ضد "حفتر" تحاول تأليب الرأي العام، ولكنها حتى اليوم لم تنجح في خلق صدام مسلح"، كما صرح لـ"عربي21".

ورأى الباحث السياسي المتابع للملف الليبي، عباس صالح أن "دعوة مجلس الأمن لدعم الملتقى والمبعوث الأممي أمر روتيني وسيبقى على الورق، لكن المجلس نفسه منقسم حسب مصالح دوله، وسياسات الأطراف الإقليمية المؤثرة في الأزمة الليبية".

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "دلالات الدعوة تكمن في توقيتها كون "سلامة" في سباق مع تيار "حفتر" سياسيا وعسكريا، لأنه يسعي لضمان نجاحه في استحقاقين سياسيين في ليبيا سيشكلان مستقبل البلاد، هما: الملتقى الوطني، وإجراء الانتخابات العامة"، حسب رأيه.

وتابع: "وبالنسبة لعجز مجلس الأمن في ليبيا سيظل المبعوثون الدوليون على الدوام أحد مظاهر تعقيدات الأزمة ما بعد القذافي، وهذا المجلس لو أراد مساعدة مبعوثه هناك لأدان تصرفات "حفتر" على الأقل"، كما قال.

مرحلة "الصخيرات"

وبدروه رأى الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أنه "من الصعب الجزم بأن المجتمع الدولي حسم موقفه من الأزمة الليبية في ظل الخلافات المستعرة بين أطرافه الرئيسية في ما يخص المخرج الأنسب للتسوية في البلاد، وبتصوري أن الملتقى شبيه بمرحلة "الصخيرات" وأنه سيكون إحدى المراحل الانتقالية".

واستدرك قائلا: "لكن الفرق بينه وبين اتفاق "الصخيرات" أن هذه المرحلة يتم التركيز على النافذين على الأرض أكثر من التركيز على الأجسام التي تدعي الشرعية مثل مجلسي النواب والدولة، أما نجاح الملتقى فيكمن في إرادة المجتمع الدولي لتحقيق حل سياسي حقيقي في ليبيا"، وفق قوله لـ"عربي21".
التعليقات (0)