سياسة عربية

مؤتمر عربي يدعو إلى تشكيل "اتحاد الشعوب العربية الحرة"

قال منصف المرزوقي إن "النظام العربي القديم أفلس، ولا بد من العودة إلى مشروع الوحدة" - الأناضول
قال منصف المرزوقي إن "النظام العربي القديم أفلس، ولا بد من العودة إلى مشروع الوحدة" - الأناضول

دعا مؤتمر "عرب المستقبل"، في ختام أعماله بمدينة إسطنبول التركية، مساء الأحد، إلى الانتقال من "أمة الرعايا" إلى "أمة المواطنين"، وتشكيل "اتحاد للشعوب العربية الحرة".

ونظم المجلس العربي، برئاسة الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي (2011- 2014)، هذا المؤتمر، الذي بدأ السبت، تحت عنوان: "عرب المستقبل، من أمة رعايا إلى أمة مواطنين".

وأعلن المرزوقي، بمؤتمر صحفي، عن توقيع المجتمعين على بيان ختامي بعنوان "نداء إلى الأمة".

وأضاف: "أحيي الشعوب المنتفضة بالسودان والجزائر، وأنا على يقين بأن شعوب المنطقة ستنتفض طالما لم تتحقق أحلامهم".

وتابع: "نجتمع في هذه المرحلة التاريخية، بانكسار الموجة الأولى (احتجاجات الربيع العربي التي بدأت في 2011)، وبدء الموجة الثانية (احتجاجات الجزائر والسودان)، وترقب الموجات الثالثة والرابعة، التي لا مناص لها".

وأردف: "المؤتمر جمع نخبة من الفاعلين والناشطين والإعلاميين لبلورة أفكار.. كان علينا أن نجتمع لصياغة وعي أكبر؛ فهذا الشعب بحاجة إلى أن نعيد إليه جملة من الأفكار والأحلام التي تعتمر داخله، وبحاجة إلى إنضاج أكبر".

وشدد على أن "النظام العربي القديم أفلس، ولا بد من العودة إلى مشروع الوحدة، لكن على طريقة مختلفة، بإيجاد اتحاد للشعوب الحرة، كما حصل في أوروبا وإفريقيا، فيما القمم العربية هي مجرد تظاهرات شكلية".

وبشأن آليات التطبيق، قال إن "لدينا مشاريع منها تطبيق مخرجات المؤتمر، والتشبيك بين القوى، والتعاضد والتآزر، وحملة إعلامية لإبلاغ الشباب بالأفكار عن معنى الهوية والمواطنة، وبعدها سندعو إلى مؤتمر للشباب وللنساء وللإعلاميين؛ لتنخرط هذه الأفكار وتتسرب لتكون الفكر الطاغي لتوجيه المستقبل".

 

اقرأ أيضاديفيد هيرست: هل نشهد موجة جديدة من الربيع العربي؟

فيما قال رئيس حزب "غد الثورة" المصري، أيمن نور، إن "الربيع العربي لم ينته، والموجة الثانية تجديد للأولى.. ثورات كثيرة تعرضت لثورات مضادة، لكنها عادت وحققت أهدافها، وهذا المجلس هو ضمير الثورات والانتفاضات والهبات الشعبية".

ودعا البيان الختامي المواطنين العرب إلى التجمع حول مشروع مشترك، بما يكفل خروج الأمة من "الكابوس الراهن"، ويكفل حقّ الأجيال القادمة في "العيش الكريم والمكانة بين الأمم الصانعة للمستقبل".

وحدد "النداء"، وصل الأناضول نسخة منه، متطلبات منها: "تجنيد كل القوى السياسية والمجتمعية والفكرية لإنهاء -في أسرع وقت ممكن وبكل الطرق السلمية- النظام السياسي العربي الاستبدادي الفاسد الحالي، وبناء نظام سياسي يؤسس لدولة القانون والمؤسسات، السلطة عنده وظيفة مجتمعية، يمنحها ويمنعها شعب حرّ".

وشدد على ضرورة "اتخاذ المواطنية -بما هي الاحترام التام لكل حقوق المواطن وعلى رأسها الكرامة- القيمة الأولى في العلاقات الاجتماعية، والمقياس الأساسي لتقييم أي نظام أو مؤسسة أو شخص، واعتبار أي شكل من أشكال التعدي عليها من قبل النظام السياسي خيانة وطنية".

وحث على "اعتبار التعددية العرقية والدينية والفكرية والسياسية داخل شعوبنا وبينها ليست فقط حالة طبيعية لا مجال لإنكارها أو محاربتها، وإنما مصدر ثراء وقوة يجب الاعتراف بها وتثمينها في كل المجالات وعبر كل الوسائل".

واعتبر أن "تحقيق هذه الأهداف يعني نجاح انتقالنا على الأمد القريب من وضع شعوب الرعايا، التي تعيش في كنف النظام الاستبدادي الفاسد، إلى وضع شعوب المواطنين، وتعرّف بأنها شعوب مستقلة، سيدة ثرواتها وسيدة قرارها".

 

اقرأ أيضاواشنطن بوست: هل سيندلع ربيع عربي جديد؟

وتابع: "ومن ثم فإن الهدف الثاني لهبّة الأمة، هو بعث اتحاد الشعوب العربية الحرة، وهو وحده الكفيل بضمان الأمن القومي العربي، وفرض حقوق الشعب الفلسطيني".

وعن هذا الاتحاد، جاء في البيان: "تعرّف شعوب هذا الاتحاد بأنها الشعوب التي تتكلم اللغة العربية، والتي تشكل الثقافة العربية الإسلامية المكون الأساسي لشخصيتها، والتي تشترك في نفس المصير، والتي عاقت تقدمها حدود مصطنعة فرضت عليها بالقوة".

وأضاف: "الاتحاد المنشود على الأمد المتوسط هو جملة المؤسسات السياسية المشتركة التي تدير شؤون الفضاء المشترك لـ400 مليون عربي لهم فيه حق التنقل وحق العمل وحق الملكية وحق الإقامة وحق المشاركة في انتخابات المؤسسات العربية المشتركة وعلى رأسها برلمان عربي منتخب بصفة مباشرة من الشعوب".

وأوضح أنه "اتحاد تدخله تباعا الشعوب المتحررة من النظام الاستبدادي الفاسد، مع الحفاظ على استقلالها وهويتها الخصوصية".

وختم "نداء الأمة" بالقول: "نناشد مواطنينا ومواطناتنا، الانخراط في المشروع لشعب المواطنين واتحاد الشعوب العربية الحرة، عبر الانضمام إلى هذه الوثيقة، وإثرائها بالأفكار والمقترحات، ونشرها على أوسع نطاق، والعمل في كل مستوى على تفعيل أفكارها".

التعليقات (0)