حقوق وحريات

محققون دوليون متحمسون لتقديم مجرمي حرب سوريا للعدالة

اللجنة لديها طلبات من خمس دول وأدلة بحجم 4 تيرابايت- الأناضول
اللجنة لديها طلبات من خمس دول وأدلة بحجم 4 تيرابايت- الأناضول

 قالت رئيسة لجنة تابعة للأمم المتحدة تتولى التحقيق في جرائم الحرب، إن المحققين الدوليين يقتربون بدرجة أكبر من أي وقت مضى من تحقيق العدالة لضحايا أعمال وحشية في الحرب السورية الدائرة منذ ثمانية أعوام، التي أودت بحياة مئات الآلاف.


وقالت القاضية الفرنسية السابقة كاترين ماركي أويل رئيسة الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، إن مكتبها تلقى 15 طلبا من هيئات قضائية وطنية للتعاون في قضايا مرتبطة بسوريا في خمس بلدان، وجمعت مليون سجل في المجمل.


وتأسست الآلية في عام 2016 للتحقيق والمساعدة في محاكمة مرتكبي أخطر الجرائم في الحرب السورية.


وقالت ماركي أويل: "نحن نحقق تقدما، لا شك لدي في ذلك، نحن نمضي في الطريق الصحيح".


وخلال الحرب، قتل عدد كبير في غارات جوية وعمليات قصف على المدن. وقد وثقت الأمم المتحدة هجمات متكررة بأسلحة كيماوية على مدنيين، ووقع عدد كبير من جرائم التعذيب والإعدام دون محاكمة والاختفاء.


وأضافت ماركي أويل في مقابلة مع رويترز بمكتبها في جنيف: "نحن نسير بالفعل في اتجاه تحديد معظم الجرائم الخطيرة، وتحديد الجناة، ليس فقط من نفذوا، بل من دبروا وساعدوا وتغاضوا عن ارتكاب جرائم، هي في الواقع محل اختصاصنا".


وقالت: "هل هذا يعزز فرصة تحقيق العدالة؟ نعم".


وفي دفعة لجهود تحقيق العدالة، احتجزت الشرطة سوريين اثنين في ألمانيا وثالثا في فرنسا الشهر الماضي للاشتباه في ضلوعهم في تعذيب نشطاء بالمعارضة وجرائم أخرى ضد الإنسانية. والاعتقالات هي الأولى من نوعها في أوروبا بحق مشتبه بهم في جهاز الأمن المخيف.

قضايا في الأردن والسويد


أحجمت القاضية، التي عملت من قبل في المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، عن كشف أسماء الدول التي تتعاون معها، لكنها قالت إن فريقها المؤلف من 32 فردا جمع مليون وثيقة وتسجيل فيديو وأقوال شهود بحجم أربعة تيرابايت، يعكف محللون ومحامون وباحثون على تحليلها.


وتبني ماركي أويل على أدلة جمعتها لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، وهي هيئة منفصلة تضم خبراء مستقلين ويقودها البرازيلي باولو بينيرو منذ عام 2011.


وقالت: "التفويض الممنوح لي هو التحقيق في أخطر الجرائم من جانب كل الأطراف، والقيام بالعمل التحضيري كي يواجه معظم المسؤولين عن تلك الجرائم العدالة".


وأضافت: "لا أوقع على أي لائحة اتهام. مع الفريق نتوقف عندما نعتبر قضية ما جاهزة (للتقاضي)... هذه الأمور تستغرق وقتا طويلا. وهذه ليست علامة سيئة، وإنما تعني أن السلطات تعمل بجدية".


وفشلت مرارا جهود مقاضاة أعضاء بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة أن سوريا لم توقع على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وعرقلت روسيا والصين أيضا محاولات لمنح المحكمة الدولية تفويضا لإقامة محكمة خاصة بسوريا.


وقالت ماركي أويل: "السبيل المتاح في الوقت الراهن هو السلطات القضائية الوطنية".


لكن محامين يمثلون 28 لاجئا سوريا بالأردن طلبوا قبل أيام من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الشأن السوري، قائلين إن المحكمة لها ولاية قضائية؛ نظرا لأن الأردن قد وقع على نظام روما الأساسي.


كما رفع تسعة ناجين من التعذيب شكوى جنائية في السويد ضد مسؤولين سوريين يوم 19 شباط/فبراير، مستندين إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية.


اقرأ أيضا: أول شكوى ضد بشار الأسد أمام المحكمة الجنائية الدولية


التعليقات (0)