اقتصاد عربي

ابن زايد يزور سيؤول ويوقع اتفاقات ضخمة تجاوزت مليار دولار

ابن زايد زار سيؤول وتباحث في تطوير العلاقات والاوضاع في المنطقة- وام
ابن زايد زار سيؤول وتباحث في تطوير العلاقات والاوضاع في المنطقة- وام

عقدت الإمارات وكوريا الجنوبية، الأربعاء، مجموعة اتفاقات لمشاريع عملاقة، في زيارة يجريها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على رأس وفد حكومي إلى سيؤول.


وبحسب وكالة أنباء الإمارات، فإن الجانبين عقدا جلسة المحادثات الرسمية في المكتب الرئاسي "البيت الأزرق" في سيؤول بحضور وفدي البلدين.


واستعرضا خلال الجلسة مسارات وأوجه التعاون الاستثماري والاقتصادي والتجاري بين البلدين، إضافة إلى المجالات التعليمية والثقافية والتكنولوجيا والعلوم بجانب الطاقة المتجددة والبنية التحتية والفرص المستقبلية الواعدة لتطوير التعاون بما يحقق مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين.


كما تناولت محادثات الجانبين تعاونهما المشترك في تنفيذ المشروع النووي السلمي الإماراتي لإنتاج الطاقة وضمان أمنها واستدامتها في المستقبل ودور الشركات الكورية في تنفيذ مثل هذه المشاريع التنموية الحيوية في الدولة التي تلبي متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية.

 

اقرأ أيضا: لماذا شهدت قمة "شرم الشيخ" حضورا هزيلا؟.. محللون يجيبون

وقالت الوكالة إن ابن زايد عبَّر عن سعادته بزيارة جمهورية كوريا الصديقة، ولقائه برئيسها، وارتياحه التطور النوعي في مسار العلاقات الإماراتية - الكورية، متطلعا إلى المزيد من الازدهار والتطور لهذه العلاقات خلال الفترة المقبلة.


وأثنى ولي عهد أبو ظبي على الدور الذي قامت، وتقوم به، الشركات الكورية العاملة بدولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة التنمية الوطنية، ورفد العلاقات الإماراتية - الكورية بالمزيد من أسباب التقدم والازدهار.


وقال ابن زايد إن "دولة الإمارات حريصة على تهيئة كل الظروف المشجِّعة والداعمة للاستثمارات الأجنبية فيها، وفي مقدمتها الاستثمارات الكورية التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية".


وأضاف أن الإمارات تعطي التكنولوجيا الحديثة والابتكار والتعليم أهمية خاصة في علاقاتها مع كوريا، وهناك تعاون بنَّاء بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والطاقة وغيرها.

 

وعبَّر عن ثقته بأن هذا التعاون سيعود بالخير على البلدين، وسيشهد مزيدا من التطور خلال الفترة المقبلة.


ونقلت الوكالة الإماراتية عن الرئيس الكوري، اهتمام بلاده بتوسيع وتنويع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات في المجالات المختلفة خاصة التكنولوجيا والعلوم والتعليم والرعاية الصحية والزراعة والاستثمارات الاقتصادية وغيرها من الجوانب في ظل ما تشهده هذه العلاقات من تطور يؤسس إلى مزيد من التعاون في المستقبل.


وأعرب عن ثقته في أن علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين ستواصل نموها وتقدمها بقوة خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا أن زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى كوريا تعطي دفعا قويا لهذه العلاقات على المستويات كافة.


وقال الرئيس الكوري إن "دولة الإمارات أكبر شريك لنا في منطقة الشرق الأوسط من ناحية التصدير والتبادل التجاري وهي الدولة الوحيدة التي نقيم معها علاقات إستراتيجية خاصة"، متمنيا "تعزيز التعاون بين البلدين في الصناعات المتقدمة والجيل الخامس والذكاء الاصطناعي".


من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة له إن "التعاون النووي الإماراتي الكوري والمتمثل في محطة براكة للطاقة النووية كان المنصة الإستراتيجية في تعميق علاقتنا مع كوريا، وزيارة الشيخ محمد بن زايد، اليوم، تسعى إلى رفدها علميا وتقنيا إلى آفاق أعلى".


توقيع اتفاقيات ضخمة


وقالت وكالة أنباء الإمارات، إن محمد بن زايد والرئيس الكوري الجنوبي شهدا مراسم توقيع اتفاقية ترسية عقد تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد بين شركة بترول أبو ظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن" الكورية الجنوبية"، وذلك لبناء أكبر مشروع منفرد في العالم تتم ترسيته لتخزين النفط بسعة تبلغ 42 مليون برميل من النفط الخام في إمارة الفجيرة- على الساحل الشرقي للدولة- بقيمة 4.4 مليار درهم تقريبا (مليار و200 مليون دولار).


وذكرت أن شركة " إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن " الكورية الجنوبية، ستتولى تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد لبناء ثلاثة مستودعات تخزين تحت الأرض تبلغ السعة التخزينية لكل منها 14 مليون برميل، ويعد عقد الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد الأكبر قيمة على مستوى العالم لمشروع منفرد لتخزين النفط الخام تحت الأرض حيث تبلغ قيمته 4.4 مليار درهم ستصب نسبة تزيد على 50 بالمئة منها تقريبا في الاقتصاد المحلي من خلال برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.


وأوضحت الوكالة أن "منشأة الفجيرة تعزز لتخزين النفط تحت الأرض مكانة دولة الإمارات موردا موثوقا للنفط الخام وستوفر لأدنوك مرونة أكثر تمكنها من إدارة وتحسين الجدول الزمني لتسليم الشحنات وتدعم حضورها ومساهمتها الفاعلة في مجال التجارة والتداول. كما أنها ترسخ دور أدنوك ضمن أهم الشركاء بمجال التجارة والتوريد المساهمين في جهود التنمية والتطوير الهادفة إلى تعزيز مكانة إمارة الفجيرة مركزا عالميا لتخزين وتجارة النفط ومنتجاته".


ونقلت "وام" عن وزير الدولة الإماراتي ورئيس شركة "أدنوك" سلطان بن أحمد الجابر، قوله: "يسرنا توقيع هذه الاتفاقية لبناء أكبر مشروع منفرد على مستوى العالم يتم ترسيته لتخزين النفط تحت الأرض في إمارة الفجيرة، ويتيح المشروع العملاق لأدنوك مواصلة تنفيذ التزاماتها تجاه عملائها، وترسيخ مكانتها مزودا موثوقا للنفط، كما أنه يدعم طموحاتنا التجارية من خلال تعزيز قدرتنا على الاستجابة بشكل فاعل وتنافسي لمختلف سيناريوهات أسوق الطاقة".

 

اقرأ أيضا: شمخاني: موقف الإمارات يختلف عن السعودية.. وهذه الأدلة

وأضاف الجابر: "أدنوك تمتلك سجلا حافلا بالنجاحات التي تحققت من خلال التعاون مع الشركات الكورية كشركاء في مناطق امتياز استكشاف وتطوير وإنتاج النفط، ومقاولين يعملون على تنفيذ مشاريع كبيرة في مختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، وزبائن للنفط الخام والمشتقات المكررة، ويجسد هذا المشروع الشراكة الإستراتيجية القوية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية ويؤكد أهمية القدرات والإمكانيات التي تمتلكها شركة (إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن) نسبة لحجم وتعقيد وقيمة هذه المنشأة".


وبدأ العمل في منشأة الفجيرة لتخزين النفط تحت الأرض خلال عام 2018 وانتهى العمل من المرحلة الأولى من المشروع والتي شملت تشييد نفق دخول، وعند اكتمال المشروع خلال عام 2022 ستكون المنشأة واحدة من أكبر المنشآت من نوعها في العالم وقادرة على تخزين ثلاثة أنواع مختلفة من النفط الخام، بما يتيح لأدنوك مزيدا من المرونة لتصدير الخام عبر محطة نفط الفجيرة التي تتمتع بموقع استراتيجي على بحر العرب، وفقا للوكالة.


من جانبه، قال "جي هيون آهن" إن "العمل يسير بصورة جيدة في مشروعنا مع أدنوك لبناء أكبر منشأة لتخزين النفط في الصخور الصلبة على مستوى العالم بالفجيرة، وتلتزم شركتنا بتوفير خدمات عالية الجودة للمشروع، بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي لدولة الإمارات، فيما نمضي قدماً في تنمية خبراتنا في مجال تخزين الطاقة".


وتمت ترسية عقد تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد بعد مناقصة شهدت تنافسا قويا تضمنت تقييما دقيقا لمقدار مساهمة قيمة العقد في دعم نمو وتنويع الاقتصاد المحلي لدولة الإمارات من خلال برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.


وخلال شهر مارس عام 2018، أرست "أدنوك" عقدين على شركة "سامسونج الهندسية المحدودة"، حيث يهدف العقد الأول إلى تطوير مرونة تكرير مختلف أنواع النفط الخام، فيما كان العقد الثاني بخصوص مشروع استرجاع الطاقة والمياه في مصفاة الرويس المملوكة لأدنوك.

 

 

 

pic.twitter.com/u5E0VS3Yk1

 

 

 

 

 

 

 

 pic.twitter.com/C6eX8LUVT9

 

 

 

pic.twitter.com/vGkIsjFnE1

 

 

التعليقات (0)