سياسة عربية

خبيران: مستقبل الخلاف المغربي السعودي متعلق برد الرياض

استقبال رسمي للملك سلمان من طرف الملك محمد السادس في زيارة رسمية سابقة ـ أرشيفية
استقبال رسمي للملك سلمان من طرف الملك محمد السادس في زيارة رسمية سابقة ـ أرشيفية

دخلت العلاقات المغربية السعودية مرحلة غير مسبوقة من التدهور، بعد قرار الرباط استدعاء سفيرها لدى الرياض، وتولي الإعلام الرسمي والمقرب من السلطة في الرباط الهجوم على السعودية، من خلال إعادة فتح ملف اغتيال "جمال خاشقجي".


الغضب المغربي من السعودية جاء بعد تقديم قناة "العربية" تقريرا عن الصحراء، أظهر خريطة المغرب مبتورة منها الأقاليم الجنوبية للمملكة، وكتب عليها "الصحراء الغربية".


واتفق كل من رئيس "المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني"، عبد الرحيم منار اسليمي، ورئيس "المعهد المغربي لتحليل السياسات"، محمد مصباح، على أن الحكام الجدد للسعودية هم سبب التوتر بين البلدين، كما ربطا بين تطور الخلاف بردة فعلهم تجاه المغرب.

أخطاء الحكام الجدد
اعتبر رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، أن "من الواضح أن الجيل الجديد الحاكم في السعودية لديه إصرار على الإساءة للمغرب، فمنذ أزيد من سنة يحاول هذا الجيل دفع المغرب إلى الاصطفاف وراء الأخطاء الجسيمة المرتكبة في اليمن والحصار ضد قطر".


وزاد اسليمي في تصريح لـ"عربي21": "يبدو أن هذا الجيل لا يفهم جيدا قوة الدولة/ الأمة في المغرب بكل دلالاتها التاريخية والحضارية".


وأضاف: "لقد قامت هذه الأطراف بهجوم طائش على السيادة المغربية عبر قناة (العربية)، ارتكبت فيه هذه القناة أخطاء قانونية ذلك أن القول بأن الأمم المتحدة تعترف بكيان البوليساريو معناه أن الأمم المتحدة تعترف بالحوثيين".


وزاد أن "الأطراف التي دفعت بقناة (العربية) إلى الدعاية للبوليساريو تصطف اليوم مع حزب الله الذي قدم المغرب منذ شهور حججا على دعم هذا الحزب لكيان البوليساريو".


وسجل: "بلغة الحسابات السياسية ستكون السعودية الخاسر الأكبر في هذه الأزمة لأنها ستزيدها عزلة داخل العالم العربي والإسلامي، فأخطاء الجيل الجديد الذي دفع العربية للهجوم على المغرب كثيرة".


وشدد: "توجد اليوم أمام المغرب فرصة مفتوحة لتقييم هذه العلاقات، فالمغرب قادر على تغيير التوازنات وأمامه إمكانية تغيير التحالفات وإنشاء أحلاف جديدة تضم قطر وتركيا".

 

اقرأ أيضا: المغرب يستدعي سفيره بالسعودية وينسحب من التحالف باليمن


سيناريوهات المستقبل

وكشف رئيس لمعهد المغربي لتحليل السياسات، محمد مصباح، أن "سيناريوهات مستقبل العلاقات السعودية المغربية مرتبطة بطبيعة الرد السعودي".


وتابع محمد مصباح في تصريح لـ"عربي21": "إذا اختارت السعودية التصعيد فإن العلاقات بينهما ستأخذ اتجاهات مختلفة، لكنها إن لملمت الموضوع فإن هذه الأزمة ستكون سحابة صيف بين البلدين".


ورجح مصباح أن تلجأ السعودية للتهدئة، لاعتبارات من بينها العلاقات التاريخية بين الملكيتين، وكذلك حاجتها لحلفاء حقيقيين، وأيضا حماية نفسها من الهجمات الكثيرة التي تتعرض لها في الفترة الأخيرة، بسبب ملفات كثيرة من بينها ملف خاشقجي".


وسجل أن "السعودية ليس في مصلحتها الذهاب بعيدا في الخلاف مع المغرب، وموقفها هو الحاسم في تغيير قواعد اللعب بين البلدين أو الحفاظ عليها".

 

اقرأ أيضا: بعد السعودية.. أنباء عن استدعاء المغرب سفيره بالإمارات

 
هزة عنيفة
وبخصوص طبيعة الخلاف، قال مصباح، إن "ما جرى يعد هزة عنيفة في العلاقة بين البلدين، فهذه أول مرة منذ 60 سنة من العلاقات الإيجابية بين البلدين يستعدي المغرب سفيره من السعودية".


وأوضح أن الأمر يعد سابقة تاريخية، حيث أنه من جهة لم يعلم بوجود خلافات كبيرة بين الدولتين في الماضي، والثانية أن هذا الخلاف تطور إلى استدعاء سفير، والثالثة هو التراشق الإعلامي، بعد دخول الإعلام الرسمي المغربي على خط التوتر والرد على السعودية من خلال فتح ملف خاشقجي للتداول الإعلامي".


وزاد أن "أسباب الخلاف بين البلدين تتجلى، في رفض الرباط الاستمرار في عاصفة الحزم، وأيضا اختيار المغرب الحياد في حصار قطر، وثالثا؛ رفض استقبال ولي العهد السعودي محمد بنسلمان في المغرب".


واعتبر أن الغضب المغربي على السعودية راجع للإساءة التي تتعرض لها السيادة في مسألة الصحراء التي يتعامل معها المغرب بحساسية شديدة مع الجميع، ويمكن العودة إلى تصعيد المغرب تجاه السويد، أو الاتحاد الأوروبي، وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية بسبب نفس القضية". 

 

ومنذ وصول محمد بنسلمان إلى ولاية العهد بالسعودية، وبسط نفوذه على كل مؤسسات الدولة، ظهرت على السطح سلسلة من "الأحداث" التي أساءت للعلاقات التاريخية مع المغرب، كانت الرباط تغض الطرف عنها، قبل أن تستدعي سفيرها بسبب بتر الصحراء عن المغرب.

 

التعليقات (0)