سياسة دولية

من "المخادع القذر" مستشار ترامب وصديقه المقرب؟ (بروفايل)

روجر ستون وصف نفسه بـ"المخادع القذر"- جيتي
روجر ستون وصف نفسه بـ"المخادع القذر"- جيتي

تجري محاكمة صديق مقرب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان مستشارا سابقا له، روجر ستون، بتهم تتعلق بتحقيق روبرت مولر بشأن الحملة الانتخابية لترامب وعلاقتها بروسيا في الانتخابات الأخيرة.

 

ويواجه روجر ستون، خبير السياسات الاستراتيجية سبع تهم من المحقق الخاص روبرت مولر، بشأن مزاعم وجود علاقة بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية.

وألقى عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على ستون البالغ من العمر 66 عاماً في الـ25 من يناير/كانون الثاني الجاري.

ومن بين التهم الموجهة له، إعاقة سير العدالة والإدلاء بتصريحات كاذبة تحت القسم ومحاولة التأثير على الشهود. فمن هو روجر ستون؟

وبحسب تقرير لهيئة "بي بي سي" البريطانية، فإن روجر ستون يعد واحدا من كبار الاستراتيجيين، ويعمل لصالح الحزب الجمهوري منذ سبعينيات القرن الماضي، ويحمل على ظهره وشماً للرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون.

 

"المخادع القذر"

ووصف ستون نفسه بـ"المخادع القذر"، وتخضع أنشطته منذ فترة طويلة للرقابة والمتابعة من مكتب التحقيقات الفيدرالي ومجلس الشيوخ الأمريكي.

والتهم الموجهة إليه لها علاقة بقرصنة روسيا رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بمسؤولي الحزب الديمقراطي خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

 

اقرأ أيضا: صديق مقرب لترامب بعد إطلاق سراحه يستعد للتعاون مع مولر


وبحسب المحققين، أقر ستون بأنه تواصل مع مؤسس ويكيليكس جوليان أسانغ، قبل نشر رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ووصف ستون الاتصال به بـ"القانوني تمامًا"، وأدلى بشهادته أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في أيلول/سبتمبر 2017 خلف أبواب مغلقة.

وطلب المحقق الخاص روبرت مولر نسخة من محضر جلسة المثول تلك في كانون الأول/ ديسمبر.

نبذة عنه

 

ولد ستون في ولاية كونيتكيت عام 1952، وبدأ نشاطه السياسي في الثامنة من عمره ضد المرشح الديمقراطي جون إف كينيدي.

وقال لصحيفة "واشنطن بوست" في مقابلة له عام 2007: "أتذكر أنني كنت أجوب المقاهي وأخبر كل طفل بأن المرشح ريتشارد نيكسون يؤيد دوام المدرسة أيام السبت". وأضاف: "كانت تلك بداية خدعي السياسية".

لكن ستون بدأ فعلياً مسيرته الاحترافية عندما ساعد حملة إعادة انتخاب ريتشارد نيكسون عام 1972.

وبحسب ما ورد، في جلسات الاستماع التي عُقدت في الكونغرس عام 1973 للتحقيق في فضيحة ووترغيت، فإنه كشف النقاب عن أن ستون استعان بأحد أعضاء الحزب الجمهوري للتسلل إلى الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي جورج ماكغفرن، كما أنه قام بتخريب حملة منافس جمهوري لنيكسون.

 

اقرأ أيضا: مقال في بوليتكو يتحدث عن ما وراء اعتقال حليف ترامب


كلفه الكشف عن ذلك الأمر، وظيفته لدى السيناتور بوب دول وقتها، لكن ستون يصر على أنه لم ينتهك أي قانون.

وقال ستون لصحيفة "نيويوركر" في مقابلة له بعد فترة وجيزة من وشم وجه الرئيس السابع والثلاثين على كتفه: "السبب الذي جعلني من مؤيدي نيكسون هو هيمنته وقدرته على التحمل" وأضاف: "النساء تحب ذلك".

واستمر ستون بالعمل على إدارة حملات انتخابات الرئاسة الناجحة لصالح رونالد ريغان بين عامي 1980 و1984، كما أنه ساهم بتقديم المساعدة في انتخاب جورج بوش الأب عام 1988.

وعمل ستون في تسعينيات القرن الماضي، للترويج والتسويق لكازينو كان يملكه ترامب، وساعده في حملته الفاشلة للوصول إلى البيت الأبيض عام 2000.

وأشارت تقارير إلى أن ستون شجع ترامب على الترشح للرئاسة بحسب ما جاء في الفيلم الوثائقي لشركة نتفلكس ( Get Me Roger Stone ).

وخلال عمله في حملة ترامب الانتخابية عام 2015 ، قيل إنهما اختلفا، وأعلن ستون أنه استقال، في حين كان ترامب يقول إنه طرده من العمل في الحملة.

ولكن بعد أيام، كتب ستون مقالا في مجلة "بيزنز إنسايدر" بعنوان "الرجل الذي استقال للتو من حملة دونالد ترامب يرى أن ترامب لا يزال يحظى بفرصة الفوز". وكان الهدف من مقاله هو دعم ترامب.

ومنذ انتخاب ترامب، نأى الرئيس بنفسه عن ستون. على الرغم من ظهور ستون المستمر على شاشة التلفزيون للدفاع عن رب عمله السابق.

وتم تعليق حسابه على "تويتر" مؤقتًا في عام 2017 بعد أن هاجم الصحفيين في الموقع، ولاستهدافه دون ليمون، وهو مقدم برنامج في محطة CNN .

وهدد ستون بمقاضاة "تويتر" قائلا إن "هناك سيلا من التهديدات بقتلي من قبل المدونين، لكن يبدو أن تويتر غير قلقة بشأن ذلك".

ويتميز ستون بطريقة خاصة في اختياره ملابسه، فهو لا يرتدي الجوارب ويفضل البدلات المفصلة له.

وقال لصحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2015: "إذا كانت الحياة هي خشبة مسرح، فيجب أن تكون مرتديا بدلة دائماً". وإن كنت تحاول أن تدلل على امتلاكك لسلطة ما في حياتك المهنية، فأعتقد أن ارتداء ملابس مناسبة جزء لا يتجزأ من ذلك".

التعليقات (1)
العربي اليقظان
الأربعاء، 30-01-2019 02:06 م
عندما وصف ستون نفسه بـ"المخادع القذر"، فهو لم يبالغ أو يتجاوز الحقيقة . هذا الوصف ينطبق على الغالبية الساحقة ممن يتعاطون بالشأن السياسي في أمريكا أي أن من يرتفع سياسياً هناك لا بدَ أن يكون نصَاباً محترفاً و إلا فلن يجد مكاناً في أروقة و دهاليز السياسة و يجري إبعاده بسرعة. أكثر من 98% من سكان أمريكا جاهلون بألاعيب السياسة التي يمارسها حكامهم عليهم و لا يعيرون اهتماماً إلا للدخل المالي و العيش الرغيد . ما دام ترامب يجلب لأمريكا فلوساً عن طريق الحلب لجيوب الأذناب و لمداخيل الدويلات الفاشلة ، فلسوف تبقى شعبيته مرتفعة و من الصعب الإطاحة به عن عرشه كما جرى مع ريتشارد نيكسون .