ملفات وتقارير

ما دلالة قرب عودة السفارة الأمريكية إلى ليبيا؟

من أوليات عمل الإدارة الأمريكية عدم تكرار حادث الهجوم على قنصلية واشنطن ببنغازي، عام 2012- جيتي
من أوليات عمل الإدارة الأمريكية عدم تكرار حادث الهجوم على قنصلية واشنطن ببنغازي، عام 2012- جيتي

طرحت تصريحات مسؤول أمريكي حول عودة قريبة للبعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى ليبيا، تساؤلات عدة حول دلالة هذه الخطوة وتأثيرها على الملف الليبي أمنيا وسياسيا، وما إذا كانت الخطوة ستشجع دولا أخرى للعودة.

وأكد آدم شالكي، وهو قائد فرقة خاصة من قوات المارينز الأمريكية، أنه "من الممكن عودة البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى ليبيا قريبا على ضوء تحسن الأوضاع الأمنية، وأن الخارجية الأمريكية تعمل على تحقيق هذا لضمان مصالح الولايات المتحدة هناك".

تكرار اغتيال السفير


وأشار إلى أنه من أوليات عمل الإدارة الأمريكية عدم تكرار حادث الهجوم على قنصلية واشنطن ببنغازي، عام 2012، والذي أودى بحياة السفير الأمريكي وقتها، وفق تصريحات لموقع "ميليتيري" الأمريكي المختص في الشؤون الأمنية.

وأوضح أن فريقه العسكري سيسهل عمل أي بعثة وقادر على كشف التهديدات المحتملة والضغط على المنظمات التي تشكل خطراً والتعامل مع أي هجوم في المستقبل بحيث عدم تكرار ما حدث في شرق البلاد، كما قال.

 

اقرأ أيضا :  2018.. عام المؤتمرات والاشتباكات والانتخابات في ليبيا


وقُتل السفير الأمريكي لدى ليبيا، جي كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين في هجوم تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي في 12 أيلول/ سبتمبر 2012، نفذه مسلحون احتجاجا على فيلم أمريكي اعتبروه مسيئا للإسلام.

والسؤال: هل ستعود فعلا البعثة الدبلوماسية إلى ليبيا؟ وما تأثير ذلك على الملف الليبي سياسيا وأمنيا؟

"أمركا موجودة عسكريا"


من جهته، قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إن "أهم مصالح الإدارة الأمريكية في ليبيا هي الشراكة في إنتاج وبيع النفط، ولديها شركات عاملة في ليبيا تدير معظم الإنتاج، كما أن حادثة استهداف رتل تابع "لداعش" بالقرب من العوينات شرق البلاد لدليل على مراقبتها للساحة الليبية، أي أنها موجودة بالفعل".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "ليبيا لن تستطيع السيطرة واستتباب الأمن وخاصة ضد نشاطات "المتطرفين"، وكذلك ضمان تصدير النفط دون مساعدة "الأمريكان" الذين يستطيعون مراقبة ليبيا من خلال شواطئ البحر المتوسط الجنوبية"، حسب قوله.

حماية "المارينز"


وأكد عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، إبراهيم صهد أنه "من المعروف أن البعثات الدبلوماسية الأمريكية في العالم تتكفل بحمايتها مجموعات خاصة من مشاة البحرية (المارينز)، وأحسب أن السفارة الأمريكية حين عودتها للعمل في طرابلس فسيعهد أمر حمايتها إلى هذه المجموعات الخاصة، وهذا أمر عادي".


وأضاف لـ"عربي21": "وأتوقع أن تكون الحماية في ليبيا مضاعفة للأسباب التي ذكرها المسؤول الأمريكي وهو عنصر من "المارينز"، وأستغرب إدلاءه بهذا التصريح إلا إذا كان الجانب الأمريكي يرغب في التأكيد على الجانب الأمني"، حسب توقعاته.


إنجاز واستقرار "دستوري"


وأشار الصحفي والمحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف إلى أن "عودة كافة السفارات إلى طرابلس تمثل مرحلة متقدمة لنجاح العملية السياسية الانتقالية بمرجعية الاتفاق السياسي وصولا للمرحلة الدائمة بعد الاستفتاء على الدستور".

وحول تصريحات المسؤول الأمريكي قال: "تؤكد تزايد اهتمام "واشنطن" بالملف الليبي وضرورة الدفع بالوضع في ليبيا نحو الاستقرار "الدستوري" الدائم، خاصة أن غلق القنصلية الأمريكية في بنغازي حصل بسبب تغول تنظيمات إرهابية لم تعد قائمة اليوم"، حسب وصفه.

وتابع لـ"عربي21": "قد كان الدور الأمريكي واضحا للدفع باستقرار ليبيا بنظام مدني من خلال دعم حكومة الوفاق لمكافحة الإرهاب ومن خلال إصرار إدارة كل من أوباما وترامب على دعم الاتفاق السياسي كمرجعية وحيدة للمرحلة الانتقالية وكذلك دعمهما للاستفتاء على الدستور"، كما قال.

"النفط" هو الهدف


لكن الأكاديمي الليبي، مفتاح شتوان قال من جانبه؛ إنه "سبق وأن صرح مسؤولون أمريكان بشأن عودة السفارة إلى العمل داخل ليبيا، وهذه القرارات ليست جديدة، لكن في دول مثل أمريكا، ليس من اختصاص العسكريين إعلان أو نشر معلومات حول ما يخص السفارات والسياسة عموما".

وأكد أن "هذه التصريحات هي تكرار لكلام الإعلام الأمريكي وقد يكون بهدف تجاري يخص شركات النفط حتى لا يعملوا ضد الإدارة الأمريكية الحالية خاصة بعد أن فقد الجمهوريون الأغلبية في الكونجرس"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".

وقال المحلل السياسي الليبي، خالد الغول إن "عودة الأميركان إلى ليبيا أمر مهم جدا، كون الأمر يقع ضمن الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة الإفريقية، كما أن واشنطن في حاجة لموقع استراتيجي تعمل منه سفارتها وأجهزة مخابراتها في المنطقة ككل، مستبعدا أن يكون لهذه العودة أي تأثير على الملف الليبي"، كما قال.

التعليقات (0)