صحافة دولية

واشنطن بوست: أمريكا لم تعد بحاجة لمحمد بن سلمان

واشنطن بوست: الفشل في الحد من تهور ابن سلمان سيقود إلى زيادة تصرفاته المدمرة- جيتي
واشنطن بوست: الفشل في الحد من تهور ابن سلمان سيقود إلى زيادة تصرفاته المدمرة- جيتي

تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" في اقتتاحيتها إن كانت الإدارة الأمريكية بحاجة فعلا إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى استمرار الرئيس دونالد ترامب وكبار مساعديه الإصرار على أهمية الدفاع عن ولي العهد السعودية، وفي الوقت ذاته تأكيد أنهم يريدون تحقيق العدالة في قضية الصحافي جمال خاشقجي

 

وتلفت الصحيفة إلى أن تعهدات الإدارة مرتبطة "بالحفاظ على العلاقات الاستراتيجية المهمة بين الولايات المتحدة والسعودية" كما ورد في بيان الخارجية يوم السبت. 

 

وتجد الافتتاحية أن "كلام الإدارة ومراوغتها مرتبطان بفكرة أنها لن تتنازل عن علاقتها مع ولي العهد محمد بن سلمان، الرمز الأكثر قوة في المملكة، وهذا يفسر موقف ترامب من التقييم الأمني الذي قدمته المخابرات الأمريكية (سي آي إيه)، وقالت فيه إن ولي العهد هو من أمر بقتل الصحافي خاشقجي".

 

وتنوه الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية امتنعت من توضيح النتيجة التي توصلت إليها الولايات المتحدة في هذه القضية علنا، مع أن الرئيس تحدث، وبطريقة غامضة، عن تقرير هذا الأسبوع. 

 

ولا تعارض الافتتاحية أهمية العلاقة مع السعودية التي تعود إلى فترة حكم فرانكلين رزوفلت والحفاظ عليها مهم، إلا أنها تعارض المبالغة بأهمية المملكة، التي تأخذ من الولايات المتحدة أكثر مما تمنحها، مشيرة إلى أن "الإدارة تقوم بالخلط بين النظام السعودي وولي العهد البالغ من العمر 33 عاما، وهذا خلط غير صحيح، فهذا الرجل الذي ترك سجلا من السموم والتهور رغم فترة حكمه القصيرة".

 

وتقول الصحيفة إن "ترامب يبالغ في تقدير قيمة وأهمية السعودية، باعتبارها مشتريا للسلاح وأكبر من منتج للنفط، و(حليفا) ضد إيران، في الحقيقة فإن السعودية لم تقدم شيئا على أي من هذه الجبهات، فلم تشتر سوى نسبة قليلة من الصفقات التي وعدت بشرائها بقيمة 110 مليارات دولار على شكل سلاح وخبرات، إلا أن ترامب يواصل الحديث عن هذه الصفقات، ويقال إن المملكة تفكر في تخفيض إنتاج النفط رغم دعوات الرئيس لها لزيادة نسبة إنتاجها". 

 

وتبين الافتتاحية أن "السعودية كونها شريكا في مواجهة العدوان الإيراني، فإنها أثبتت أنها سيئة إن لم تكن عديمة الفائدة، فلا وجود عسكريا لها في سوريا، حيث تقوم إيران باستعراض قوتها العسكرية، بالإضافة إلى أن التدخل في اليمن، الذي قام به محمد بن سلمان، لم يؤد إلا إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، وعزز موقع إيران في البلد". 

 

وتقول الصحيفة إن "طهران ابتسمت عندما قام ابن سلمان وبطريقة متهورة بفرض الحصار على قطر، التي تستقبل أهم قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وصفقت عندما اختطف محمد بن سلمان رئيس الوزراء اللبناني وأجبره على الاستقالة". 

 

وتفيد الافتتاحية بأن "محمد بن سلمان كان جيدا في الحديث للغرب عن الإصلاح الديني والاقتصادي، إلا أنه ومن الناحية العملية أضر بالأمرين، فسجن عددا من الليبراليين السعوديين الذين دعموا الإصلاح، ودفعوا باتجاه السماح للمرأة بقيادة السيارة، وبمصادقته على قتل جمال خاشقجي فإنه قام بإسكات صحافي مؤثر كان يدعم أهدافه لكنه انتقد طرق، وتراجع عن عدد من الإصلاحات الاقتصادية المهمة".

 

وتعتقد الصحيفة أن "الولايات المتحدة لا يمكنها إجبار محمد بن سلمان على التنحي عن السلطة، وإمكانية بقائه في الحكم أمر آخر لترد الإدارة عليه، إلا أن هناك إمكانية لمعاقبة الزعيم السعودي والتخلي عنه في الوقت الذي تستمر فيه في التعامل مع نظامه". 

 

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "العائلة السعودية لا تستطيع، ولا يمكنها، أن تسمح بحدوث خرق في العلاقات مع الولايات المتحدة، وسيؤدي إضعاف ولي العهد إلى تحقيق الاستقرار في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، وبالمقارنة فإن الفشل في الحد من تهور ابن سلمان سيقود إلى زيادة تصرفاته المدمرة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)