صحافة إسرائيلية

خبراء إسرائيليون يرصدون تأثير العقوبات الأمريكية على إيران

دخلت الحزمة الثانية من العقوبات على إيران حيز التنفيذ في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر- جيتي
دخلت الحزمة الثانية من العقوبات على إيران حيز التنفيذ في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر- جيتي

توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن تأثير العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران، ودورها في السياسة الإقليمية لها في المنطقة.


وذكر الخبير العسكري في صحيفة إسرائيل اليوم، يوآف ليمور، أن "هدف هذه العقوبات هو حشر القيادة الإيرانية في الزاوية، لأن العقوبات الجديدة تختلف عن سابقاتها، ورغم أنها عقوبات أمريكية فقط، وليست دولية، لكن الإيرانيين سيجدون صعوبة في العثور على اختراقات لهذا الحصار".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الجهود الأوروبية في الالتفاف على العقوبات يتوقع لها أن تفشل، فمن الصعب أن تجد شركة غربية تفضل التجارة مع إيران على الولايات المتحدة، في حين أن روسيا تتوفر لديها فرص بنجاحها بهذا الالتفاف إن وافقت على تصدير النفط عبر إيران، ومع ذلك فإننا نبقى أمام أقراص الأكامول المسكنة لمرض عضال، فلن ينجح أحد بإنقاذ الاقتصاد الإيراني مما يواجهه من انكسارات قادمة".


وأوضح أنه "من ناحية إسرائيل، فنحن أمام أخبار سارة، فإن أرادت إيران طريق المواجهة للتصدي لهذه العقوبات، فإن فرص نجاحها ستكون سلبية، وإن فضلت الانسحاب أمام هذه الموجة الصعبة، فإن تهديد حليفاتها سيتراجع، لأن ذلك يعني تقديم قليل من الدعم المالي، وانخفاض كميات الأسلحة المهربة لتلك المنظمات، وعدم تكثيف التدريبات العسكرية، وكل ذلك من شأنه أن يعمل على تراجع الحماس باتجاه اندلاع مواجهات عسكرية مع إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: هكذا علق ظريف على بدء العقوبات الأمريكية بحق إيران 


وختم بالقول إن "إسرائيل تتأمل أن يكون تأثير العقوبات متجاوزا لمسألة الاتفاق النووي، بل أن يطال برامج التطوير الصاروخية طويلة المدى، وتورط إيران في العمليات المسلحة في الشرق الأوسط، وزعزعة الاستقرار في المنطقة".

 

من جهته، أجرى مراسل صحيفة إسرائيل اليوم، آساف غولان، سلسلة مقابلات مع خبراء إسرائيليين في الشأن الإيراني، ترجمتها "عربي21" حول هذه القضية المتصاعدة.

 

وقال البروفيسور إلداد باردو الباحث بمعهد ترومان في الجامعة العبرية وأحد الباحثين المتخصصين في شؤون إيران حول العالم، إن "العقوبات سوف تلقي بظلالها السلبية على النظام الإيراني، الذي سيتأثر كثيرا، كما أن الجمهور الإيراني سيفقد صبره تجاه الزعماء الإيرانيين، ولذلك فإن النظام يجد نفسه في مشكلة حقيقية رغم التهديدات الصادرة منه بين حين وآخر عن إغلاق مضيق هرمز، وإمكانية الدخول في حرب".


وأضاف أن "الإيرانيين يتحدثون طيلة الوقت مع الأوروبيين، ومن خلالهم مع الأمريكان، بكلمات أخرى فإن إيران معنية بالاتفاق مع الولايات المتحدة دون أن تعرض ذلك على أنه تراجع أو انتكاسة، بعد أن تعرضت كل سياساتها في هذا الملف للفشل، يتمنى الإيرانيون أن يختفي ترامب بأي طريقة، لكنهم يعلمون في الوقت ذاته أن الأرض تهتز من تحت أقدامهم، ويحاولون التعامل مع تبعات هذه العقوبات دون أن يفقدوا السلطة".

 

من جهتها قالت الباحثة في مركز الدراسات الإيرانية بجامعة تل أبيب، أليشباع ماخليس، إن "النظام الإيراني بات يستعد لمواجهة فترة طويلة من العقوبات الجديدة، وسوف يسعى لإيجاد حلول بديلة لآثارها، وهي في الوقت الحالي ليست مستعدة للاستجابة للضغوط الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: أمريكا تبدأ عقوبات على إيران بهذه القطاعات.. وروحاني يهدد

وأضافت أن "الدولة الإيرانية تعيش حالة من الإرباك الداخلي، هناك من يوجه الاتهامات للرئيس روحاني، رغم أنه ضعيف ومرتبط بخامنئي، وتهديدات على بعض الوزراء، والتوجهات السائدة أن يتم إنتاج البضائع والسلع داخليا للتحرر من الضغوط الخارجية بعيدا عن العقوبات".


وأوضحت أن "إيران تصرفت بهذه الطريقة حين اشتدت العقوبات زمن أحمدي نجاد، فهل ينجح النظام أم لا، من الصعب تقديم إجابة على ذلك، فالوضع في إيران خطير جدا جدا على المواطنين البسطاء، النظام يعلم ذلك، ويحاول التأقلم مع الوضع الجديد، دون التنازل مرحليا عن مخططاته ومشاريعه في المنطقة".

التعليقات (0)