سياسة عربية

كيف سيكون شكل معارك شرق الفرات وهل يشارك الجيش الحر؟

قال النظام السوري إنه سيتوجه أيضا إلى شرق الفرات - جيتي
قال النظام السوري إنه سيتوجه أيضا إلى شرق الفرات - جيتي

تستعد تركيا لإطلاق عملية عسكرية واسعة في مناطق شرق الفرات بسوريا، بعد أقل من عام على انطلاق عملية غصن الزيتون في مناطق غرب الفرات.


وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إن تركيا أكملت خططها واستعداداتها لبدء عملية عسكرية في شرق نهر الفرات بسوريا.


وجاءت تصريحات أردوغان بعد أيام على ضربات تركية للقوات الكردية شرق الفرات، متهما البعض بمحاولة إغراق المنطقة في الدماء.


عسكريا، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار إن مواقع "الإرهابيين"، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد، ستكون ميدان عمل الجيش التركي، مؤكدا أن بلاده لن تقف مكتوفه الأيدي بشأن التوترات القريبة من الحدود التركية.


ويتوقع مراقبون أن تشارك تشكيلات الجيش السوري الحر في المعارك، على غرار المشاركة في عملية غصن الزيتون.


وإلى جانب التصريحات التركية، قال وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، إن النظام ذاهب إلى شرق الفرات، بعد الانتهاء من إدلب، على حد تعبيره.


الخبير السعكري، اللواء المتقاعد فايز الدويري قال لـ"عربي21" إن النظام السوري يريد منذ زمن طويل السيطرة على بادية الجزيرة التي تتواجد فيها القوات الكردية بمظلة أمريكية، إلا أنه لا يستطيع ذلك.


وذكر الدويري بالحادثة التي وقعت قبل أشهر عندما حاولت قوات تابعة للنظام وحلفائه بالاحتكاك مع القوات الكردية شرق الفرات وقصفتها القوات الأمريكية مسقطة مئات القتلى، قالت روسيا لاحقا إنهم مقاتلون من شركات خاصة وليسوا عناصر في القوات الروسية.


وأشار إلى أن أي عمليات عسكرية تركية شرق الفرات، ستكون بقبول أمريكي ضمني، مشيرا إلى التقارب التركي الأمريكي بعد إطلاق القس الأمريكي الذي كان محتجزا في تركيا.


وكان القضاء التركي أطلق سراح القس الأمريكي المتهم بتهم متعلقة بالإرهاب، وسمح له بمغادرة البلاد، لينهي بذلك شيئا من الأزمة الدبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.


وتابع اللواء المتقاعد بأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد خسارة الأتراك لصالح الروس، وتريد شراكة طويلة الأمد مع تركيا، وعلاقة مرحلية تركية روسية.


كما أشار إلى أن أي تحرك تركي شرق الفرات سيكون في إطار اتفاقية أضنة، التي أعطت تركيا الحق في الدخول إلى الأراضي السورية لحماية مصالحها وأمنها القومي، وغالب الاتفاقية سرية.


نائب رئيس المكتب السياسي للواء السلام، هشام سكيف، قال لـ"عربي21" إنه لا معلومات أكيده حتى اللحظة عن شكل المعركة الدقيق، إلا أنه أشار إلى أن تشكيلات من الجيش السوري الحر ستشارك فيها على الأغلب.


وأشار إلى أن هنالك دوافع دولية ومفاوضات شاقة في منبج، التي أعلنت تركيا أنها ستسير فيها دوريات مشتركة مع الولايات المتحدة قريبا، تؤشر إلى عملية قريبة شرق الفرات.


وتابع بأن الروس لن يعارضوا العملية في شرق الفرات من باب إزعاج الأمريكيين المتواجدين هناك إلى جانب القوات الكردية المدعومة من القوات الأمريكية.


وعن تصريحات وزير خارجية النظام، وليد المعلم، حول توجه النظام بعد إدلب إلى شرق الفرات، قال سكيف إن تصريحات النظام لا وزن لها، لكنها ربما تأتي في سياق الرغبة الإيرانية في التواجد شرق الفرات واقتناص بعض المواقع، مستفيدة من الفوضى هناك، إلا أنها لم تخطو أي خطوة بهذا الاتجاه بعد.


ونبه إلى أن المعلم وضع شرطا مستحيلا قبل الذهاب إلى شرق الفرات، وهو الانتهاء من إدلب، بحسب تعبيره.

التعليقات (0)