حول العالم

أبحاث جديدة تكشف: ثمار النباتات تتحدث إلى الحيوانات لأكلها

يأكل الحيوان الثمار ليتغذى، ثم يبصق بذورها لتنمو إثر ذلك وتتحول إلى نبتة أخرى
يأكل الحيوان الثمار ليتغذى، ثم يبصق بذورها لتنمو إثر ذلك وتتحول إلى نبتة أخرى
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن عدم قدرة النباتات على التكلم، لكن ثمارها قادرة على ذلك. في الواقع، يبدو أن النباتات قد طورت على مر ملايين السنين، طريقة للتواصل مع الحيوانات لتحثها على اختيارها وأكلها، حتى تستمر في النمو والانتشار.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عددا من الباحثين والعلماء في كل من أوغندا ومدغشقر قد قاموا بإجراء تجربة طبيعية لفهم كيفية استقطاب وجذب عدد كبير من أنواع النباتات للحيوانات، وذلك بغية نشر بذورها لتتكاثر في أماكن أخرى.

ونقلت الصحيفة وجهة نظر كيم فالينتا، وهي عالمة في البيئة التطورية في جامعة ديوك، ومؤلفة مشاركة في دراسة تحت عنوان "العلاقة بين لون الفاكهة ورؤية الحيوانات"، التي قالت: "لقد ذهلت حقا عندما علمت لأول مرة أن النباتات، كانت تقوم بطريقة ما بإيصال المعلومات إلى الحيوانات". وتجدر الإشارة إلى أنه منذ قرون عديدة، تساءل علماء الأحياء عن سبب وجود اختلاف كبير في شكل ولون الثمار وكيف تختار الحيوانات الفاكهة التي تأكلها.

وأوردت الصحيفة أن الفرضية السائدة تقول إن شكل وحجم ولون وحتى رائحة الفاكهة يمكن أن تكون من بين العوامل التي تجذب الحيوانات. وكلما كان من السهل على الحيوانات تناول الثمار الناضجة، كلما زادت فرص بقاء هذه الحيوانات والنباتات على قيد الحياة. ففي الواقع، يأكل الحيوان الثمار ليتغذى، ثم يبصق بذورها لتنمو إثر ذلك وتتحول إلى نبتة أخرى. على نحو مماثل، تقوم العديد من الأزهار بتحديد شكلها ولونها ونسيجها، بالإضافة إلى رائحة أو نكهة رحيقها لجذب الملقحات. ويرى العلماء أن الصفات العامة للنباتات الزهرية قد طورت علاقةنفعية مع هذه الملقحات الحشرية.

وأفادت الصحيفة أن العلماء كانت لديهم أسئلة عديدة فيما يتعلق بالنباتات التي تتكاثر من خلال نثر البذور، حيث كانوا يرغبون في فهم كيفية تحديد سمات الفاكهةالتي تجذب حيوان ما دون آخر. وعلى الرغم من سهولة دراسة السمات مثل الشكل واللون والرائحة، إلا أن الكثير من الأبحاث اعتمدت على بعض المفاهيم البشرية، وربما أغفلت طريقة اكتشاف الحيوانات للعالم من حولها. على سبيل المثال، قدمت المتنزهات في أوغندا ومدغشقر تجربة طبيعية مثالية للباحثين، فمع المناظر الطبيعية وتعدد النباتات التي تحمل ثمارا مختلفة الشكل تغذي الحيوانات بقدرات حسية مختلفة جدا، تمكن الباحثون من اكتشاف تأثير الألوان المتناقضة للفاكهة الناضجة على حواس الحيوانات.

وبينت الصحيفة أن القردة في أوغندا تملك رؤية ثلاثية الألوان مثل البشر، لذلك فهي تتمتع برؤية أفضل. لكن حيوانات الليمور في مدغشقر، على سبيل المثال، لا تستطيع سوى رؤية طيف اللونين الأزرق والأصفر، مما يعني أنها لا تستطيع رؤية اللونين الأحمر والأخضر، وبالتالي، تعتمد دائما على حاسة شمها القوية. كما وجد الباحثون الذين قاموا بجمع الثمار الناضجة وغير الناضجة بالإضافة إلى أوراق الشجر لتحليل ألوانها باستخدام مطياف، أن ألوان جميع الثمار قد تم تحسينها على حساب الخلفية الطبيعية وذلك لتلبية متطلبات الأنظمة البصرية للحيوانات.

وأشارت الصحيفة إلى الدراسة التي قام بها الدكتور عمر نيفو حول تأثير رائحة الثمار على الحيوانات، حيث قام فريقه بجمع عدد كبير من الثمار الناضجة وغير الناضجة التي سبق ونثرت حيوانات الليمور بذورها لتنمو من جديد. وقد تبين أن هذه الثمار أنتجت المزيد من المواد الكيميائية عند نضوجها، وهذا يثبت أن رائحتها هي التي تجذب حيوانات الليمور التي تعاني من مشكلة عمى الألوان.

وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن هذه العلاقة بين النباتات والحيوانات دليل على وجود نظام بيئي معقد وهش. وبناء على ذلك، في حال حدث أمر ما يضربحيوانات الليمور، ستنقرض دون شك بعض الأشجار الموجودة في البرية.

للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط هنا
0
التعليقات (0)
صالح
السبت، 13-10-2018 02:07 م
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى

خبر عاجل