مقابلات

فهمي: خطط استئصال الإخوان لم تفلح ومراجعاتنا مستمرة

فهمي قال إن تجربة تشكيل جبهات معارضة داخل مصر انتهت بالقمع قبل أن تبدأ- أرشيفية
فهمي قال إن تجربة تشكيل جبهات معارضة داخل مصر انتهت بالقمع قبل أن تبدأ- أرشيفية

- تجربة تشكيل جبهة رافضة للانقلاب من القوي السياسية انتهت بالقمع قبل أن تبدأ
- نحن على استعداد للتعاون مع أي تحرك لتغيير الواقع البائس الذي تسببت فيه سلطة الانقلاب
- محاولة شطب الإخوان من الساحة لتمكين العسكر "سفسطة" و" جعجعة " فارغة من أي مضمون
- المراجعات داخل الإخوان لم تتوقف يوما ومستمرون في تجديد خطط ورؤى الجماعة
- استطلاعات الرأي تظهر تأييد الشعب للإخوان بسبب الصمود الأسطوري في السجون وخارجها
- قوى إقليمية ودولية اتخذت من استئصال الإخوان هدفا وغاية لكنها لم ولن تفلح
- الجماعة متجذرة في عمق المجتمعات ولا يمكن اقتلاعها بعواصف الظلم والطغيان
- الميراث الفكري للإمام حسن البنا لايزال صالحا رغم مرور 90 عاما عليه
- مساعي تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية في أمريكا لا تثير القلق وقمنا بالرد عليها بكل الوسائل المشروعة
- قدمنا مشروعات للتغيير قبل وبعد ثورة يناير وتمسكنا بمسار التغيير الديمقراطي السلمي
- هناك فرق كبير بين المرونة في مراجعة المواقف والتماس الرخص والانهزام أمام الواقع



قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، طلعت فهمي، إن "تجربة تشكيل جبهات معارضة داخل مصر انتهت بالقمع قبل أن تبدأ، وقد تلاشت بعد أن اعتقل الانقلاب عددا من أعضائها خلال الفترة الأخيرة".
وأشار، في الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة مع "عربي21"، إلى أن "موضوع الجبهات سيظل في دائرة الأمنيات، ما لم تقم القوى الوطنية بواجبها وتترجم الكلام إلى فعل، والإخوان من جانبهم لا يمانعون في دعم أي جبهة تقوم أولا على إنهاء حالة الانقلاب القائمة في مصر، ثم بعد ذلك نتحدث في التفاصيل".


وشدّد "فهمي" على أن "المراجعات داخل الجماعة لم تتوقف يوما، وهي مستمرة في تجديد خططها ورؤاها، وتطوير كوادرها، ضمن الأطر التنظيمية ومن خلال اللوائح المعتبرة داخل الإخوان".


ولفت المتحدث الإعلامي باسم الإخوان إلى أن "هناك فرقا كبيرا بين المرونة في مراجعة ومواجهة الواقع، وبين التراجع والانزلاق الذي يؤدي إلى تجاوز الثوابت، وهناك فرق كبير بين الثبات على مبادئنا ومنهجنا وبين التماس الرخص والانهزام أمام الواقع".


وانتقد بشدة دعوات البعض لحل جماعة الإخوان، قائلا: "محاولة شطب الإخوان من الساحة لتمكين العسكر أو فرض مشروعات تغريبية لا تعبر عن هوية الأمة ولا تحقق غاياتها، لا تعدو أن تكون سفسطة وجعجعة فارغة من أي مضمون، وتعبر عن خواء وإفلاس من قبل من يطرحونها، وتسطيح للأمور لا يستقيم مع واقع الحال سواء في مصر أو خارجها. وهي رغبة في إقصاء الإخوان وإفراغ الساحة وهذا لن يكون بإذن الله".


وفيما يلي نص الحلقة الثانية من المقابلة:


منذ 5 أعوام وأنتم تدعون للاصطفاف بين مختلف القوى الوطنية وبذلت جهود خلال الـ 3 أعوام الماضية لكنها فشلت فشلا ذريعا حتى الآن، فهل وصلتم إلى قناعة بأنه لا جدوى من دعوات الاصطفاف في ظل تشبث كل طرف بمواقفه؟


العمل وسط جموع الصف الوطني الشريف هو من ثوابت الإخوان، مع الأخذ في الاعتبار أن الإخوان المسلمين- عبر تاريخهم وليس الآن فقط- لم يُرغَموا أحدا على التنازل عن ثوابته، كما لم يقبلوا بأي ضغوط للتنازل عن ثوابتهم، فعندما نتحدث عن ضرورة الاصطفاف بين قوى المعارضة المصرية، لا يعني ذلك بالضرورة أن نتفق على كل خطوات المسار الذي ينبغي أن نسير فيه، ولكن نريد أن نقول إنه لابد من الاتفاق أولا على ما هو مشترك، ويظل لكل فصيل رؤيته التي يرى فيها جزءا من الاختلاف او الاتفاق.
ونحن نؤمن بأهمية تكاتف الجهود، ولا نمانع أبدا في التواصل مع مختلف القوى طالما توافقنا على ضرورة كسر الانقلاب.


البعض قال إنه عقب الانتهاء من الانتخابات الرئاسية سيتم الإعلان عن جبهة معارضة واسعة تشمل الجميع في الداخل والخارج. هل هناك أمل في خروج هذه الجبهة المأمولة للنور؟ وهل هناك ثمة جهود تُبذل الآن في هذا الصدد؟


تجربة جبهات الداخل انتهت بالقمع قبل أن تبدأ، ففي كانون الأول/ ديسمبر 2017م، أعلن عدد من الشخصيات العامة والنشطاء السياسيين، والأحزاب، تشكيل جبهة معارضة تحت اسم "الحركة المدنية الديمقراطية"، بحسب ما نُشر في الإعلام.


تلك الجبهة تم تشكيلها من أحزاب وشخصيات معظمها شارك في انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013 م أو حرض عليه، وكانت هي نفسها من شكلت ما يسمى بـ "جبهة الإنقاذ" في أثناء حكم الرئيس محمد مرسي، وقد تلاشت وانتهى أمرها بعد أن قبض السيسي خلال الفترة الأخيرة على عدد من أعضائها، حلفاء الأمس.


وفي نهاية كانون الثاني/ يناير 2018 م دعا كل من د. عبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد أنور السادات، وعصام حجي، وهشام جنينة، ود. حازم حسني، في بيان وقعوه، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أواخر آذار/ مارس، و"تشكيل جبهة تدرس الخطوات والخيارات القادمة"، حسب ما نشر حينها، بينما لم يتحول هذا الكلام أيضا إلى واقع وظل مجرد أمنيات، بل قاد كلا من "أبو الفتوح" و"جنينة" للسجن.


هذا يترجم بوضوح أن موضوع الجبهات سيظل في دائرة الأمنيات، ما لم تقم القوى الوطنية بواجبها وتترجم الكلام إلى فعل، والإخوان من جانبهم لا يمانعون في دعم أي جبهة تقوم أولا على إنهاء حالة الانقلاب القائمة في مصر، ثم بعد ذلك نتحدث في التفاصيل.


مراجعات الإخوان

 
الميراث الفكري للإمام حسن البنا بعد مرور 90 عاما عليه.. هل لاتزال أفكاره صالحة أم بحاجة إلى تجديد وتطوير ومراجعة؟ وهل هو من ثوابت الجماعة أم لا؟


نعم لا تزال أفكاره صالحة، وعليها تقوم ثوابت الجماعة ومبادؤها، أما قضية المراجعة والتطوير فهي أمر حدث منذ وجود الإمام البنا نفسه ويحدث حتى الآن، خاصة فيما يتعلق بألوان المشاركات العامة، وآليات النشاط السياسي، وتطوير العمل داخل اللجان الفنية للجماعة.


هل أثر تنظيم الإخوان سلبا على فكر ودعوة الإخوان وأصبح عبئا على الفكرة؟ وهل شمولية الإسلام تعني بالضرورة شمولية التنظيم؟


التنظيم هو أساس التنفيذ في دعوة الإخوان المسلمين، وإلا أصبحت الفكرة مجرد نظرية لا مكان لها في الواقع، ولا مجال للربط هنا بين شمولية الإسلام وما تقوله أنت من شمولية التنظيم، فالإسلام تشريع سماوي مكتمل الأركان "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"، أما التنظيم فهو جهد بشري يخضع في حركته للصواب والخطأ، ونحن دائما نغلب جانب الصواب ونصحح الأخطاء أولا بأول.


ولم يقل الإخوان بأن شمولية الإسلام تعني شمولية التنظيم؛ فقد أسس الإخوان حزب الحرية والعدالة حزبا لكل المصريين، وأسس الإخوان مئات الجمعيات الخيرية والمدارس والمشاريع التنموية والاقتصادية.


لماذا لا يعتذر الإخوان للشعب عن أخطائهم التي يصفها البعض بالفادحة والكارثية؟


عن أي خطأ تتحدث؟ هل المشاركة السياسية بعد ثورة يناير 2011م وفق قواعد وآليات سليمة ديمقراطيا كان خطأ؟ هل المقاومة السلمية للانقلاب العسكري على رئيس شرعي انتخبه الشعب بالأغلبية كانت خطأ؟ أم إن الخطأ كان في التمسك بمبادئ ثورة يناير لتحرير الشعب من استعباد العسكر؟


البعض يرى القذى في عين الإخوان ولا يرى الجذع في عينه، ويحلو له أن يلوك مثل هذا الكلام بشكل تعميمي ليضع الإخوان في موضع الدفاع عن النفس والاعتراف بالخطأ.


إن كنا أخطأنا إجرائيا وتكتيكيا في بعض الأمور، فهي أخطاء كانت في مسارات ديمقراطية، وهي أخطاء لا تقاس بجريمة استدعاء العسكر وتحريضهم للانقلاب على السلطة الشرعية، والانقضاض على إرادة الشعب.


الجدل سيطول في هذه النقطة والكل ذوو خطأ، فليعتذر من سوغوا للعسكر جرائمهم وساندوهم، كما يطلبون الاعتذار منا. والأهم من ذلك هو أن يمتلكوا الشجاعة ويكونوا على استعداد لدفع ثمن إزاحة الانقلاب، كما ندفع نحن من رجالنا وأرواحنا وأموالنا.


هل هناك تجديد في فكر وقيادة جماعة الإخوان؟

 
المراجعات داخل الجماعة لم تتوقف يوما، وهي مستمرة بحول الله في تجديد خططها وتعديل رؤاها وتطوير كوادرها، ضمن الأطر التنظيمية ومن خلال اللوائح المعتبرة داخل الجماعة.


وجدير بنا أن نلفت الانتباه إلى أنه لابد أن يدرك الجميع أن هناك فرقا كبيرا بين المرونة في مراجعة ومواجهة الواقع، والتراجع والانزلاق الذي يؤدي إلى تجاوز الثوابت، هناك فرق كبير بين الثبات على مبادئنا ومنهجنا والتماس الرخص والانهزام أمام الواقع.


أما القيادة، فيتم انتخابها بشكل حر مباشر وفق قواعد مؤسسية لائحية تنظم هذا الانتخاب، وجموع الإخوان هم من ينتخبون قياداتهم على كل المستويات.


ويجب ألا يغيب عنا الواقع الذي يحياه الإخوان؛ فالجماعة ليست في سعة من أمرها وأحوال قياداتها وأفرادها في السجون والمعتقلات غير خافية على أحد، فضلا عن المطاردين والمهاجرين.


هل لديكم استطلاعات رأي أو دراسات تشير إلى مدى شعبية الإخوان حاليا، خاصة أن نائب المرشد العام للإخوان قال إن شعبيتنا بعد الانقلاب زادت إلى 70% وفقا لمراكز رصد "مستقلة"؟


استطلاعات الرأي التي تتم بين الحين والآخر تظهر تأييد الشعب للإخوان، وإن بدا غير ذلك إعلاميا، وذلك بسبب الصمود الأسطوري للإخوان في السجون وكذلك في الشوارع والميادين.


وقد كانت مقاطعة الانتخابات الرئاسية الأخيرة بمنزلة عصيان مدني نجح نجاحا ساحقا، وهو إجراء تبناه الشعب المصري من تلقاء نفسه ليعبر عن رفضه للسلطة وسياساتها، ويؤكد تلاشي شعبيتها.


إعلام النظام والثورة المضادة يقول إن الجماعة انتهت إلى الأبد حتى لو بقي التنظيم سواء بسبب الضربات الأمنية والخلافات الداخلية والتغيرات الفكرية، فهل يمكن أن يأتي يوما ما وتنتهي فيه جماعة الإخوان أو تختفي من المشهد؟


لو كان ما يرددونه صحيحا لما رأيت منهم هجوما متواصلا على الإخوان ليل نهار. الإخوان فكرة متجذرة وكيان قائم، والفكرة لا تموت، أما الكيان فقد تعتريه عوارض طارئة ما تلبث أن تزول بإذن الله تعالى، لكنه لا يموت أيضا.


يؤكد ذلك أن قوى إقليمية ودولية اتخذت من استئصال الإخوان هدفا وغاية، لكنها لم ولن تفلح بإذن الله، وقد حاول أعداء الدعوة في الداخل والخارج القضاء عليها منذ أعوامها الأولى، ولم ينجحوا في هذا المسعى. وحقائق التاريخ تؤكد ذلك.


لماذا فشلت جماعة الإخوان في طرح مشروع جديد للتغيير؟ وما هو الموقع المناسب لها في عملية التغيير المأمولة؟


الإخوان المسلمون قدموا مشروعات وأطروحات كثيرة قبل ثورة يناير وبعدها، وتمسكوا بمسار التغيير الديمقراطي السلمي المتعارف عليه دوليا، فلما انتخبهم الشعب تحرك من يتشدقون بالديمقراطية داخليا وخارجيا للانقلاب عليهم، ثم يقال بعد ذلك إن الجماعة فشلت في طرح مشروع جديد للتغيير.


أما إذا كنت تعني تغيير الواقع المر والحالة المزرية التي وصلت إليها مصر، فإننا معنيون بذلك بالدرجة الأولى وعندنا ما نقدمه، وننتظر من الآخرين أن يبادروا بأي فعل، ونحن سنضع أيدينا في أيديهم إذا ما ذهبنا جميعا إلى مشروع وطني جامع، لا مكان فيه للإقصاء والتخوين، فنحن على استعداد للتعاون مع أي تحرك من القوى السياسية لتغيير الواقع البائس الذي وضع الانقلاب البلاد فيه.


حل جماعة الإخوان

 
كيف ترون مطالبة البعض بضرورة حل جماعة الإخوان؟ وهل فكرة حل تنظيم الإخوان تعتبر مسألة مستحيلة؟


الإخوان المسلمون أصحاب مشروع حضاري إسلامي، وأصحاب فكر ورؤية لحل مشاكل الأمة، وما قامت دعوتهم إلا على أساس تخليص الأمة من أدران التبعية لكل ما هو أجنبي، وإعادة روح الإسلام لها من جديد، وإقامة نظام أو نظم حكم إسلامية تسوسها بالقسط والعدل، وإلى أن يتحقق ذلك سيظل تنظيم الإخوان حيا وقائما، فهو الرافعة التي تنهض بهذا المشروع.


أما الجدل السياسي القائم حاليا، ومحاولة البعض شطب الإخوان من الساحة لتمكين العسكر أو فرض مشروعات تغريبية، لا تعبر عن هوية الأمة ولا تحقق غاياتها في الحرية والعيش الكريم ونبذ التبعية، فلا يعدو أن يكون "سفسطة" وجعجعة فارغة من أي مضمون.


هل ترون أن دعوات حل الجماعة مجرد مطالب تخص أصحابها، أم إنها مدفوعة من قبل أطراف أو جهات بعينها، خاصة أنها كانت متزامنة وواضحة خلال الفترة الأخيرة؟


سواء كان هذا أو ذاك، فهي تعبر عن خواء وإفلاس من قبل من يطرحونها، وتسطيح للأمور لا يستقيم مع واقع الحال سواء في مصر أو خارجها. هي رغبة في إقصاء الإخوان وإفراغ الساحة منهم كما أشرنا، وهذا لن يكون بإذن الله.


مساعي التصنيف كمنظمة إرهابية بأمريكا

 
كيف ترون مساعي بعض الشخصيات والجهات لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية في أمريكا؟

 
هذا الإجراء لا يجب أن يثير قلق أحد لأسباب عدة متصلة به أو متصلة بالجماعة. كما أنه لا يعني أن هذا هو ما تعتمده السياسة الخارجية للدولة.


فمن جهة الجماعة؛ منهجها واضح، وثوابت دعوتها وفكرها جلية وبينة، وسياسة عملها مؤكدة، وليس فيها ما هو موضع اتهام أو مؤاخذة في أي نظام أو قوانين.


ومن جهة الكونجرس الأمريكي، هو إجراء عادي متعارف عليه في المجال البرلماني في الأنظمة الديموقراطية وغيرها، وعادة ما تستخدمه جماعات الضغط المعادية لجهة ما -وخاصة في الدول ذات التأثير-، التي لا تتغير سياساتها بمثل هذه الضغوط.


وعلى كل حال، لم تقف الجماعة مكتوفة الأيدي أمام هذه المحاولات، إذ قامت بالرد عليها بكل الوسائل القانونية المشروعة، وإرسال الوفود والمذكرات والمقابلات الشخصية، وإصدار المواقف والمذكرات الرسمية التي توضح مواقفها إزاء كل ما يثار حولها أو حول فكرها وثوابته وعملها، وكذلك ما قد يحاول البعض إلصاقه بها.


ماذا سيكون موقفكم لو تم تصنيف الإخوان منظمة إرهابية في أمريكا؟

 
سنواصل الدفاع عن الجماعة ومواقفها وفكرها وسياسات عملها، وبذل كل ما نستطيع أو نقدر في هذا الطريق.


برأيكم: ما هي تداعيات هذه الخطوة –لو حدثت-؟


بالطبع سيؤدي مثل هذا الإجراء إلى التضييق على رموز الجماعة داخل الولايات المتحدة، وربما خارجها في دول لم يكن لها من الإخوان مواقف مسبقة، لكنه لن يؤدي إلى تداعيات أكثر مما هو حاصل الآن، فالجماعة واجهت تحديات كبيرة وصنفت من قبل أنظمة عربية كجماعة إرهابية، لكنها - بفضل الله- ما زالت وستظل متماسكة عصية على الانكسار.


هل هذه الخطوة – حال اتخاذها- قد تؤثر سلبا على علاقات واشنطن مع عواصم أخرى كأنقرة أو الدوحة أو عمّان أو الرباط أو تونس؟


الدول تتعامل بمنطق المصالح، ولا ينبغي أن نعطي الموضوع أكبر من حجمه.


هل إدارة أوباما اعتبرت الإخوان حليفا محتملا لها في السابق (كما قال الكثيرون)؟ وكيف تقيمون موقف ونظرة إدارة ترامب لكم؟


هذا كلام يردده الإعلام، ولا أساس له في الواقع، فإدارة أوباما تعاملت مع ما حدث في مصر في كانون الثاني/ يناير 2011 وما بعده كأمر واقع، وهي نفسها من غضت الطرف عن الانقلاب.


أما ترامب فلأسباب انتخابية تتعلق بإرضاء اللوبي الصهيوني أعلن في أثناء حملته أنه سيسعى لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، ولكن القرار لا يملكه ترامب وحده ولا الإدارة، فهناك مؤسسات في الدولة أهمها الكونجرس، هي المنوط بها اتخاذ مثل هذه القرارات.


وفي النهاية نحن نؤمن بعدالة موقفنا وصحة اختياراتنا ولا نخشى هذا ولا ذاك، بل نعول بالكلية على رب العالمين، فهو الناصر والمعين.


هل الإخوان في مختلف الأقطار العربية والإسلامية لديهم الثوابت والتوجهات والأفكار والقناعات والسياسيات نفسها، أم إن هناك اختلافات كبيرة بينهم؟


حول المبادئ العامة للدعوة يجتمع الإخوان في شتى بقاع الأرض، أما السياسات ففيها اختلاف وتنوع بحسب ظروف كل قطر.


برأيك: ما هو مستقبل جماعة الإخوان في ظل الظروف التي تمر بها؟


إن شجرة الإخوان مورقة مثمرة، ثابتة الجذور، لا يمكن اقتلاعها بعواصف الظلم والطغيان، أو الضربات التي تأتيها من هنا أو هناك.


والمتابع للواقع الإعلامي اليوم يدرك أن الحديث المجرد عن جماعة الإخوان، يدل على أننا أمام تيار كبير ملك بحمد الله - ومازال- التأثير في الواقع والمستقبل، كما كان له هذا الدور في الماضي.
كما أن المتابع لتاريخ الإخوان، يتأكد أنه بعد 90 عاما على نشأتها وبعد كل التجارب التي مرت بها والخبرات التي اكتسبتها، يمكن القول إنها متجذرة في عمق المجتمعات ومنتشرة بين الناس بكل طبقاتهم ومستوياتهم، ولذا فهي غير قابلة للاجتثاث أو الاندثار بإذن الله.

التعليقات (3)
مصري جدا
الجمعة، 07-09-2018 12:34 م
الفاضل المحترم ،، منطقي ،،،، اشكرك على الفقرة الاخيرة من تعليقك ،، وهي عدم الوقوف عند عدم جاهزية القيادات الحالية وعدم مناسبتها لطبيعة المرحلة واننا في حاجة لمنصة قيادة جديدة ،،، والافضل ان استكمال الفكرة ،، وهي وماذا بعد ،، بمعنى ،،، كيف نوجد المنصة الجديدة ،، وما هو المطلوب منا ومن الشباب للوصول الى هذه المنصة ،،، وما هي وسائل واليات الدعم والمساندة ،، وغير ذلك من الاقوال والافعال والبرامج والخطط والممارسات الفاعلة والمؤثرة ايجابيا ،، اكرر شكر لكم
منطقي
الثلاثاء، 04-09-2018 07:43 م
قرأت إجابات د. فهمي وارى أنها في مجملها طيبة ومنطقية. فالإنسان المؤمن بمبادئه يجهر بها ويتمسك بها وحتى ولو كان ظاهريا ليس بيده أدوات القوة، لأنه في هذه الحالة سيعمل على تحقيقها على أرض الواقع باستكمال أسباب القوة. والمراقب للإخوان من خارجهم يشاهد فعلاً حدوث تطور تدريجي في مسيرتهم يناسب المرحلة المعنية من مراحل الواقع السياسي القائم. فتفاعل عمر التلمساني مع جميع شرائح المجتمع بعد إطلاق سراحهم عقب انتهاء حقبة عبد الناصر وانفتاحه على الجميع ومعه الإخوان كان تجديداً. ودخول الإخوان النقابات المهنية وتشكيل آلاف الجمعيات وبدء دخول البرلمان بموجات متزايدة كان تجديداً وإبداعاً. وتبوؤ مهدي عاكف دور المرشد العام وانتهاجه خطاً جريئاً في اقتحام الساحة السياسية كان تجديداً، ثم عدم قبوله تجديد ولايته كان تجديداً وإبداعاً. والتفاعل الداخلي الدائر الآن والذي سينتهي ببروز دور الشباب والتيارات الجديدة هو تجديد في مسيرة الإخوان. ليس من الأسهل على المرء أن يقول في كل تعليق إن الزمن قد عفا على القيادات الحالية - رغم صحته إلى حد كبير - وإن الأمر يتطلب قيادات جديدة - وهو حق أيضاً- وأنهي حديثي عند هذه النقطة فأتسبب من حيث لا أدري في انتشار مشاعر السلبية والقنوط وعدم الفعل. ولكن إذا حاولت رؤية الإيجابي وشجعته أكون أقد أسهمت في تحريك الأمور إلى الأمام بطريقة إيجابية. وفق الله تعالى الجميع
مصري جدا
الثلاثاء، 04-09-2018 10:59 ص
هل كان جمال سلطان مخقا حين علق على اللقاء الاول ل عربي 21 مع الدكتور طلعت فهي المتحدث الاعلامي لجماعة الاخوان ،، قائلا ،، الاخ طلعت بيتكلم كأنه في مكتبه بالاتحادية ،، ؟ احيانا اشعر بذلك ،،، ليس المتحدث الاعلامي فقط بل بقايا كبار قادة الجماعة