سياسة دولية

كيف تحاول "حمص" رمز ثورة سوريا استعادة نبضها من جديد؟

سكان حمص ما زالوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل ضمان البقاء على قيد الحياة- جيتي
سكان حمص ما زالوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل ضمان البقاء على قيد الحياة- جيتي

نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مدينة حمص، رمز الثورة ضد نظام الأسد، وذلك من خلال زيارة ميدانية إليها، ومعاينة الحركية التي تشهدها أحياؤها خلال هذه الفترة. وبشكل عام، دلت جميع المظاهر على تعطش المدينة وسكانها إلى استعادة الحياة والتعافي من أضرار الحرب.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سكان حمص ما زالوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل ضمان البقاء على قيد الحياة. وأمام مركز المصالحة الروسي في مدينة الرستن، يقف الجنود الروس ويصطف أمامهم صف طويل من المدنيين، الذين تلقوا أوامر "بمنح الأولوية للنساء والأطفال" في توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم الاستشارات الطبية.

وتحت خيمة صغيرة على الجسر الذي يربط المحافظتين السوريتين، حماة وحمص، يتواصل السوريون مع أحد الأطباء، ويستشيرونهم في بعض الجوانب لدقائق معدودة، ليفسحوا المجال لغيرهم من بين الذين ينتظرون في الخارج.

وأضافت الصحيفة أن سكان مدينة حمص يعتبرون أن هذه المنطقة تحتاج إلى المساعدة أكثر من أي مكان آخر، خاصة أنها آخر معاقل الجماعات المتطرفة، الذين غادروها قبل سنتين. وفي شأن ذي صلة، أكد محافظ حمص، طلال برازي، أن "الجماعات المتطرفة التي لم تسلم أسلحتها، انتقلت إلى إدلب". وفي الوقت الراهن، تتركز غالبية المعارك في هذه المدينة، كما يتمركز جزء كبير من القوات المقاتلة فيها: من بينها تنظيم الدولة، وجبهة النصرة، والمعارضة المسلحة، والجماعات الكردية، والجيش السوري.

ونقلت الصحيفة عن محافظ حمص أن "قذائف الجماعات الإرهابية ألحقت أضرارا بالجسر، وأيضا الطريق التي تربط حمص وحماة. وبمجرد مغادرتهم المنطقة، بدأت عملية إعادة التهيئة والبناء. وخلال ست سنوات من الحرب، اضطر الكثير من الأشخاص إلى استخدام طرق آمنة ومختلفة للتنقل بين المحافظتين؛ كما كان عليهم في بعض الأحيان أن يسلكوا ما يقارب 130 كيلومترا للتنقل من نقطة إلى أخرى".

وأوردت الصحيفة لرئيس الاتصالات الأرضية في حمص، محمود علي، وهو مهندس تم تدريبه في الثمانينيات في جامعة السيارات والطرق في موسكو، قوله إنه "بالإضافة إلى جسر الرستن، تم تعبيد حوالي 25 كيلومترا في اتجاه حمص، وإعادة تهيئة جسر آخر في مدينة تلبيسة".

وأوردت الصحيفة أنه انطلاقا من جسر الرستن يمكن مشاهدة منازل هذه المدينة المعلقة على الأنقاض. وقد تحطمت هذه المنازل تقريبا بالكامل؛ لأن مدينة الرستن كانت مركزا لعديد الصراعات.

 

وبشكل يومي، يقترب سكان هذه المنازل المتهاوية وسكان المناطق المجاورة من أجل الحصول على أكياس المساعدات الإنسانية التي يقدمها مركز المصالحة الروسي.

من جهته، أكد مدير المركز، رينات أخميتسين، أنه "يتم يوميا توزيع 650 كيسا من الطعام، التي تحتوي أساسا على الطحين، والأرز، واللحوم، والمواد الغذائية الأساسية". 

وبينت الصحيفة أن القصف توقف في عاصمة المحافظة، حمص، منذ سنة 2014. لكن، أصبح ثلث هذه المدينة في الوقت الراهن خرابا وأنقاضا متهاوية. أما الجزء المتبقي، فيوحي بأن الحرب لم تمر بتاتا عبر شوارعه، التي مازالت قائمة إلى حد الآن. وحول ساحة الساعة في حمص، توجد العديد من المتاجر والمطاعم وأكشاك الشاورما في كل ركن. 

وتتجول غالبية النساء في عاصمة المحافظة مغطيات رؤوسهن بوشاح رأس، بينما لا يتردد جزء منهن عن التجول دون تغطية الرأس. كما لا تخفي العديد من النساء مظاهر إيمانهن بالديانة المسيحية.

ونقلت الصحيفة قول إحدى البائعات في سوق المدينة القديمة، التي رددت أن "الحياة كانت رائعة في سوريا قبل الحرب. لكن في الوقت الحالي، أصبح غالبية الناس غير قادرين على شراء مستلزماتهم. وفي جميع الأحوال، علينا بداية الإنتاج ومواصلة بيع المنتجات".

وأوضحت الصحيفة أن عودة المدينة على ما كانت عليه قبل الحرب أمر صعب للغاية. في الوقت ذاته، ستكون تكلفة إعادة بناء المباني السكنية، والمستشفيات، وجميع المدارس والطرقات في حدود ملياري دولار، في هذه المحافظة فقط. ووفقا لتقدير البنك الدولي، تقدر التكلفة الجمليّة لإعادة بناء البلاد بأكملها بحوالي 20 مليار دولار.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن عملية عودة النازحين والمهاجرين إلى منازلهم ستكون بطيئة للغاية. وعلى سبيل المثال، عاد إلى حمص حوالي 22 ألف عائلة سورية خلال السنتين الماضيتين، أي ما يعادل ثلث سكان المدينة، وهي نسبة ضئيلة للغاية. وفي جميع الأحوال، ما زالت سوريا بحاجة إلى إعادة بناء العديد من "الجسور" للعودة إلى الحياة واستعادة نبضها.

التعليقات (2)
مصري
الجمعة، 24-08-2018 04:44 م
الجماعات الارهابية التي تتحدث عنها هذه الجريدة الارهابية لم تقتل مدنيا نصيريا واحدا والقرى النصيرية العلوية في جبال النصيريين لم يَصْب بيت فيها بأذى اما حمامة السلام او البطة الاسد كما يلقب فقد جعل حلب ودير الزُّور ودرعا وحمص وغيرها كثير مثل الرستن وتلبيسة وتدمر اثرا بعد عين 15 مليون مسلم سني مهجر 1 مليون مسلم سني مدني قتيل
Ahmet
الجمعة، 24-08-2018 09:54 ص
انا عشت في حمص كانت مدينه جميله ولكن النظام المجرم من جهه والعملاء من السعوديه والامارات من جهه اخرى هي من دمرت المدينه. وللعلم النظام دمر المناطق السنيه فيها بالقصف والصواريخ اما المناطق التي لم يطالها القصف فهي مناطق العلويين او حمص الجديده.الله عليك ياحمص العديه.

خبر عاجل