سياسة دولية

ما دلالة تصنيف طرابلس من أسوأ المدن للعيش؟ وما موقف حفتر؟

مراقب: هناك دعم غربي لحفتر للدخول إلى طرابلس في شهر أيلول/سبتمبر القادم - جيتي
مراقب: هناك دعم غربي لحفتر للدخول إلى طرابلس في شهر أيلول/سبتمبر القادم - جيتي

طرح تصنيف مجلة "إيكونوميست" البريطانية للعاصمة الليبية "طرابلس"، بأنها من أسوأ المدن ملاءمة للعيش بسبب الحروب، تساؤلات حول دلالة وتداعيات هذا التصنيف وإمكانية استغلاله من قبل اللواء الليبي خليفة حفتر، للهجوم على العاصمة بحجة تطهيرها من "المليشيات".

 

وصنف الاستطلاع السنوي، الذي تجريه وحدة المعلومات التابعة لمجلة "إيكونوميست"، مدينة طرابلس (غرب ليبيا) في المرتبة السابعة بين أسوأ 10 مدن ملائمة للعيش، بسبب ارتفاع معدلات الجريمة وعدم الاستقرار والإرهاب وبسبب المعارك المسلحة التي تندلع داخل المدينة، والصراعات القائمة دون حل"، حسب المجلة.

 

لماذا "طرابلس"؟

 

ويعتمد الاستطلاع السنوي للمجلة على تصنيف 140 مدينة حول العالم، وفق 30 عاملا متعلقا بالاستقرار السياسي والاجتماعي، ومعدلات الجريمة والتعليم والوصول إلى الرعاية الصحية، وغيرها من عوامل المعيشة»، الذي يتضمن أفضل وأسوأ الظروف الملائمة للمعيشة.

 

ورأى مراقبون للوضع بأن هذا التصنيف قد يجعل العاصمة الليبية في مواجهة فعلية مع قوات "حفتر"، التي تحاول اقتحام العاصمة منذ سنوات، لكن يقف الأمر عن موقف المجتمع الدولي من الأمر، لكن هذا التصنيف مؤكد سيؤثر على وضع "طرابلس" محليا ودوليا، وفق رأيهم.

 

هل سيستغل "حفتر" هذا الأمر؟


"تهويل ودخول مستحيل"


من جهته، وصف الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد محمد بادي "تصنيف المجلة البريطانية للعاصمة طرابلس بأن فيه الكثير من التهويل بوصفها من أسوأ المدن، مستبعدا دخول أي قوات عسكرية من الخارج إلى العاصمة".


وأكد في تصريحات لـ"عربي21"، أن "حفتر لن يحاول حتى الدخول إلى طرابلس بالقوة لأسباب عدة، منها: بعد المسافة بين مكان تمركز قواته وبين العاصمة، وأن كل القوى المتحالفة معه في الغرب الليبي هي مجرد "مليشيات" قبلية، تخدم نفسها فقط، وتستغل "حفتر" لا أكثر"، وفق تقديره.


وتابع: "ولا يمكن تغافل الموقف الدولي الداعم لحكومة الوفاق الليبية، حتى وإن لم تسطع هذه الحكومة التخلص من "المليشيات" المسلحة الخارج نطاقها، حتى الآن أو دعم بعضها أحيانا"، حسب قوله.


تهيئة للهجوم

 

ورأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى تويجر أن "تقرير الـ"إيكونوميست" يأتي في إطار الحملة الإعلامية الشرسة التي يشنها إعلام "العسكر"، تمهيدا لشن حرب فعلية للسيطرة على "طرابلس"، كون التقارير التي تصدر في الغرب تأتي انعكاسا لما يتردد في الإعلام المحلي وعلى ألسنة البعض".

 

وأشار إلى أنه "من ناحية أخرى تبقى حكومة الوفاق "مشلولة" تجاه إحراز أي تقدم في الملف الأمني، وهي متهمة من قبل البعض بأنها تفعل ذلك انتظارا لزحف الشرق الليبي وتسليم العاصمة له، ويبدو فعليا أن هناك تهيئة متعمدة للهجوم على طرابلس إن لم تسقط "استسلاما" دون مقاومة"، وفق تعبيره.

 

"مليشيات" حفتر

 

وأوضح تويجر في تصريحه لـ"عربي21"، أن "كثيرا من الناس يضيقون ذرعا بسيطرة المليشيات على مؤسات الدولة الحكومية مثل المصارف وغيرها، لكن في المقابل يرى الكثير منهم أيضا أن "جيش حفتر" ما هو إلا "مليشيات" بديلة، وستقوم هي الأخرى بالقمع والخطف مستدلين بالوضع في مدينة

بنغازي شرقا"، حسب رأيه.

 

لكن الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر أشار إلى أن "هناك دعما غربيا لحفتر للدخول إلى طرابلس في شهر أيلول/سبتمبر القادم، وأن الهجوم إعلاميا الآن على العاصمة ما هو إلا تهيئة لحفتر، مضيفا: "الدليل على ذلك ما تقوم به قوات "حفتر" من تجهيزات وتوجيه قوات إلى الهلال النفطي والجنوب، والعمل على مناطق في الغرب الليبي"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".

 

مزايدات ومبالغات

 

الباحث الليبي، علي أبو زيد أشار إلى أنه "لابد من معرفة المعلومات والمعايير التي بنى عليها هذا التصنيف نتيجته، وأعتقد أنّه تصنيف مبالغ فيه بشكل كبير، ربما سوء الأوضاع المعيشية بسبب تردي الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي وأزمة السيولة، أما إرجاع الأمر للمليشيات فهو مبالغة كبيرة".

 

وأوضح لـ"عربي21"، أن "التجاوزات من خطف وغيره تمثل حالات فردية وفي نطاق ضيق، وهي غير مقصورة على طرابلس، فبنغازي التي تسيطر عليها قوات "حفتر" تنتشر فيها حالات الخطف والتغييب القسري، وما حدث في البرلمان مؤخرا ليس ببعيد، فلا داعي للمزايدة على طرابلس"، وفق كلامه.


وقال الصحفي الليبي من بنغازي، عاطف الأطرش إن "هذا واقع يتعايش معه الليبيون في معظم أنحاء البلاد وليس فقط في طرابلس، لكن كالعادة سيتم استغلال هذا التصنيف في "الماكينة" الإعلامية التابعة لحفتر للتأجيج بين الليبيين، لكن لا أظن أنه سيؤدي لنتيجة لصالحه في ظل هذه الظروف"،

حسب رأيه.

التعليقات (0)