اقتصاد دولي

أوبك تتفق على زيادة إنتاج النفط.. ماذا عن إيران؟

إيران فشلت في مساعيها الرافضة لزيادة إنتاج النفط فيما نجحت السعودية وروسيا بفرض رغبتهما على "أوبك"- جيتي
إيران فشلت في مساعيها الرافضة لزيادة إنتاج النفط فيما نجحت السعودية وروسيا بفرض رغبتهما على "أوبك"- جيتي

اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الجمعة على زيادة متواضعة في إنتاج النفط اعتبارا من يوليو/ تموز المقبل.


وقالت رويترز إن السعودية (أكبر منتج في أوبك)، أقنعت منافستها إيران (ثالث أكبر منتج في أوبك)، بالتعاون وسط دعوات من مستهلكين كبار للمساعدة في خفض أسعار الخام وتجنب حدوث نقص في المعروض.


وأضافت الوكالة: "يبدو أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أقنع نظيره الإيراني بيجن زنغنه بدعم زيادة الإنتاج قبل ساعات فقط من اجتماع أوبك اليوم الجمعة".


وكانت إيران حتى صباح اليوم الجمعة تعترض على زيادة الإنتاج إلى مليون برميل يوميا، كونها لا ترغب في تراجع إيراداتها وحصتها في السوق في مواجهة منافستها الإقليمية السعودية، وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن وزير النفط الإيراني غادر الاجتماع التحضيري لوزراء نفط "أوبك" الذي عقد أمس الخميس احتجاجاً على زيادة إنتاج النفط بمعدل مليون برميل.

 

وتعليقا على قرار أوبك بزيادة الإنتاج في ظل الموقف الإيراني، قال الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، في تصريحات لـ "عربي21": "يبدو أن إيران فشلت في مساعيها الرافضة لزيادة الإنتاج".

 

وأشار إلى أن إيران كانت قد رفضت سابقا اتفاق تخفيض الإنتاج، علما أنها استفادت من موجة انتعاش الأسعار، مستطردا: "إيران ستظهر أمام العالم كالمعرقل، ومشكلتها الحالية هي أنها تخضع لعقوبات أمريكية جديدة".


وأوضح إسماعيل أن التوصل إلى اتفاق لزيادة إنتاج النفط سيستثني إيران وفنزويلا والمكسيك والدول التي ليس لها مقدرة أو سعة إضافية لزيادة الإنتاج.


وأشار إلى أنه لم يتم تخصيص حصص إنتاحية محددة، متوقعا أن تقوم دول أوبك الخليجية بزيادة إنتاجها بحيث لا يزيد السقف عن مليون برميل يوميا.


وأردف: "لكن بعض وزراء أوبك يعتقدون أن الكمية الحقيقية ستكون بحدود 600 إلى 700 ألف برميل يوميا، وهذا يطمئن السوق دون إغراقه".
 

اقرأ أيضا: النفط يصعد متجاهلا معارضة إيران لاتفاق جديد لـ"أوبك"

وقال مصدران في أوبك إن المنظمة اتفقت على ضرورة أن تزيد وحلفاؤها بقيادة روسيا الإنتاج نحو مليون برميل يوميا، بما يعادل واحدا بالمئة من الإمدادات العالمية.


وأوضحت مصادر في أوبك أن الزيادة الحقيقية ستكون أقل لأن عددا من الدول التي تراجع إنتاجها في الآونة الأخيرة ستجد صعوبة في تغطية حصصها الإنتاجية، بينما لن يُسمح للمنتجين الآخرين بسد الفجوة.


ودعت الولايات المتحدة والصين والهند أوبك إلى زيادة الإنتاج للحيلولة دون حدوث نقص يضر بالاقتصاد العالمي.


وعبرت السعودية وروسيا عن رضاهما بضخ المزيد من الخام، لكن إيران انتقدت الفكرة حيث تواجه عقوبات أمريكية.


وطلبت إيران، من المنظمة أن ترفض دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة إنتاج النفط قائلة إنه أسهم في الارتفاع الأخير في الأسعار بفرضه عقوبات على إيران وفنزويلا.


وفرض ترامب عقوبات جديدة على طهران في مايو/ أيار ويتوقع مراقبو السوق انخفاض إنتاج إيران بمقدار الثلث بنهاية 2018. يعني هذا أن أمام إيران القليل من المكاسب التي قد تحققها من اتفاق يرفع إنتاج أوبك، على عكس السعودية التي تتصدر قائمة مصدري الخام في العالم.

 

اقرأ أيضا: ما سر قلق ترامب من اجتماع "أوبك" غدا.. هل تنجح إيران؟

وتشارك أوبك وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يوميا. وساعد الإجراء على إعادة التوازن إلى السوق في الثمانية عشر شهرا الأخيرة وقاد سعر النفط إلى الارتفاع إلى نحو 75 دولارا يوميا من نحو 27 دولارا في 2016.


لكن تعطيلات إنتاج غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنجولا وصلت بخفض الإمدادات إلى 2.8 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة.


وارتفعت أسعار خام القياس العالمي برنت 1.9 بالمئة يوم الجمعة.


ويرتكز اتفاق أوبك بضخ مزيد من الإمدادات على فكرة العودة إلى مستوى التزام كامل بالاتفاق القائم حاليا والذي يشمل تخفيضات في الإنتاج. ويزيد مستوى الامتثال الحالي 40 إلى 50 بالمئة فوق المستهدف بسبب تعطل إنتاج في فنزويلا وليبيا وأنجولا.


وقال زنغنه إن أوبك إذا عادت إلى مستوى الامتثال الطبيعي، فستزيد الإنتاج بنحو 460 ألف برميل يوميا. ورفضت إيران أن تسد دول لديها طاقة إنتاجية إضافية مثل السعودية الفجوة في إمدادات فنزويلا.


وقال الفالح إن الزيادة الفعلية في الإنتاج ستكون أقل من الزيادة الاسمية البالغة مليون برميل يوميا.
وقالت مصادر في أوبك إن طهران طلبت ذكر العقوبات الأمريكية في بيان المنظمة.

التعليقات (0)