صحافة دولية

لواء سوري منشق بارز يتناول معركة عفرين ودور أمريكا بسوريا

امتدح اللواء الحملة العسكرية في عفرين السورية (أرشيفية)- جيتي
امتدح اللواء الحملة العسكرية في عفرين السورية (أرشيفية)- جيتي

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية حوارا مع اللواء المنشق، سليم إدريس، الذي انشق عن جيش النظام السوري سنة 2012، ومن ثم انضم لصفوف الجيش السوري الحر. وتطرق إدريس إلى مسائل عدة من بينها عملية عفرين العسكرية، والأوضاع الراهنة في سوريا.

وقال اللواء المنشق، في هذا الحوار الذي ترجمته "عربي21"، إن "عملية غصن الزيتون تشكل نقطة تحول في تاريخ الحروب، لأنها تعكس الحرص الشديد الذي أبداه الجيش التركي والجيش السوري الحر لعدم تعريض المدنيين للخطر.

 

وهذا يعد معاكسا تماما للسياسة التي يتوخاه النظام السوري وروسيا والولاية المتحدة في التعامل مع المدنيين في الرقة والغوطة الشرقية وحمص وحلب وحماة ودرعا والموصل".

وأشاد اللواء المنشق، سليم إدريس، بالخطة التي تقوم عليها العملية العسكرية التركية في عفرين؛ موضحا أنها نجحت من خلال التفاصيل الدقيقة التي احتوتها الخطة العسكرية، واللجوء للمناورات العسكرية، مع الحرص على عدم تعريض المدنيين للأذى بأي شكل من الأشكال.

وأفاد اللواء المنشق بأن حزب العمال الكردستاني وذراعه حزب الاتحاد الديمقراطي مجرد دمية تحركها الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا أن "الولايات المتحدة الأمريكية هي قوة الاحتلال الحقيقية في سوريا".

وبين اللواء سليم إدريس أن بطء تقدم العملية العسكرية التي تقودها تركيا يعود أساسا إلى خوف الجيش من المساس بحياة المدنيين.

 

وقال: "لولا ذلك لاستطاع، الجيش التركي دخول مركز عفرين في غضون 15 يوما، لكن القوات المسلحة التركية تتمتع بأخلاق قتالية عالية، وقد أثبتت ذلك من خلال عملياتها في جنديريس وبرصايا وغيرها من المناطق السورية".

وذكر اللواء أن الدعم الأكبر الذي يصل إلى عفرين هذه الأيام قادم من نظام الأسد، على الرغم من أنه إلى اليوم لم يمنح أكثر من 700 ألف مواطن سوري كردي الهوية السورية. ولكنه في الوقت ذاته يقدم الدعم لحزب العمال الكردستاني، حيث ساهم وجود تنظيم الدولة في تقوية شوكة الحزب.

 

وقال: "نظرا لأن النظام السوري وكل الداعمين له فقدوا شرعيتهم، اضطروا الآن إلى التعاون وعقد تحالفات مع منظمة إرهابية مثل منظمة حزب العمال الكردستاني".

وأوضح اللواء سليم إدريس، الذي خدم في الجيش السوري لمدة 30 عاما، أن الأسد وعساكره يكرهون الأكراد جدا، إلا أنه الآن يستغل حزب العمال الكردستاني بسبب عجزه وقلة حيلته. لكن ذلك لم يمنع تركيا من توجيه عملية عسكرية لتضع حدا لإرهاب المنظمة.

وأشار سليم إدريس إلى "القدرات التي تتحلى بها القوات المسلحة التركية، التي استطاعت القضاء على إرهاب تنظيم الدولة رغم الدعم المقدم لهم من نظام الأسد حينها".

 

وقال: "تسعى اليوم تركيا للقضاء على حزب العمال الكردستاني الذي يحصل على الدعم من النظام السوري أيضا، وستنجح القوات المسلحة التركية في القضاء على إرهابه حتما"، وفق تعبيره.

وقال اللواء سليم إدريس إن "الأسد سيترك دمشق وما حولها للإيرانيين، ويريد أن يضحي بشمال سوريا لحزب العمال الكردستاني. وكل ما يريده هو السيطرة على اللاذقية وطرطوس. ولتحقيق هذه الغاية، يقدم النظام السوري الدعم لحزب العمال الكردستاني في مواجهة تركيا التي تسعى إلى المحافظة على وحدة التراب السوري، من خلال عملية عسكرية مشروعة وفقا لكل القوانين الدولية".

وذكر إدريس أن 2014 كانت سنة حاسمة في تاريخ الأزمة السورية، حيث كان 80 في المئة من الشعب السوري يعارضون الأسد، و90 في المئة منهم يعتبرون تركيا دولة صديقة ومنقذة. ولو تدخلت تركيا في ذلك الوقت لتغير المشهد تماما ولكانت الأمور مختلفة عما هي عليه الآن.

ويعتقد إدريس أن "الولايات المتحدة الأمريكية كانت تنوي الانتقال إلى السعودية بعد انتهاء مهمتها في سوريا، من أجل تتبع الموارد الطاقية والسيطرة عليها".

 

وقال: "يبدو أن السعودية أصبحت رهينة الولايات المتحدة، بعدما سيطرت إيران على البحرين واليمن، وكانت تهدف أيضا إلى السيطرة على قطر وعمان والإمارات والكويت لنهب خيراتها".

وفي الختام، نوه اللواء المنشق سليم إدريس إلى أن "حزب العمال الكردستاني يهدف إلى نشر الفوضى في بعض المناطق التركية حتى تفقد تركيا استقلاليتها وتعود إلى سابق عهدها تابعة للقوى العظمى". 

التعليقات (1)
عارف صابر
الإثنين، 12-03-2018 05:57 م
لأول مرة أسمع من اللواء سليم إدريس المحترم هذا القول الشجاع الصحيح مائة بالمائة "الولايات المتحدة الأمريكية هي قوة الاحتلال الحقيقية في سوريا" الذي أحييه عليه . أن يعرف شعب سوريا هذا الأمر حق المعرفة و يتصرف على أساسه ، هذا يعني قطع ثلثي الطريق نحو النصر. يجب أن يعرف الشعب عدوه و إلا فإنه كمن يحارب طواحين الهواء . و حين يعرف عدوه ، فلن يسقط بيد عملاء هذا العدو حتى لو ضخوا ملايين الدولارات . قادة فصائل سذج وقعوا في الفخ ، منهم واحد في حوران ربطته الدولارات بمحمد دحلان المرتبط بمحمد بن زايد بينما بن زايد عبارة عن ذيل لأمريكا . ما هو الفرق بين هذا "القائد" و بين بشار ؟ الجواب : لا شيء . لا يريد رجل مخلص لثورة شعب سوريا العظيم أن تنقله من زيد الأمريكي إلى عبيد الأمريكي. من غباء صناع السياسة الأمريكية أنهم لم يستغلوا (جمال معروف) فيجعلوه رئيساً لسوريا . لو فعل الأمريكان ذلك لتحقق لهم النصر الكاسح على الثورة في وقت قصير ، لكن يبدو أن الله يريد خيراً بهذا الشعب الطيب البريء رغم كل شيء.