سياسة عربية

قوى مدنية بلبنان تتحدى الأحزاب في الانتخابات

برزت في السنوات الثلاث الماضية تحركات في إطار حملات شعبية تدعو الى محاسبة الطبقة السياسية- أ ف ب
برزت في السنوات الثلاث الماضية تحركات في إطار حملات شعبية تدعو الى محاسبة الطبقة السياسية- أ ف ب

تسعى شخصيات وحراكات مدنية لبنانية أن تقتحم المشهد السياسي في المرحلة المقبلة من بوابة الانتخابات النيابية، أملا في إحداث تغيير تدريجي على المستوى السياسي والاقتصادي اللبناني بعد هيمنة طويلة بدأت منذ استقلال لبنان للأحزاب والبيوت السياسية التقليدية.

وبرزت في السنوات الثلاث الماضية تحركات في إطار حملات شعبية تدعو إلى محاسبة الطبقة السياسية وتتهم الأقطاب على اختلاف انتماءاتهم بمصادرة قرار الشعب اللبناني ونهب خيراته وإثارة الفتنة بين أبنائه لضمان مصالحهم الخاصة ومنافعهم المالية.

 

اقرأ أيضا: "حزب الله" و"أمل" يعلنان عن قوائمهما الانتخابية في لبنان

ومن أبرز الحراكات التي ولدت من أزمات بيئية واقتصادية: "حملة بدنا نحاسب- طلعت ريحتكم- كلن يعني كلن" وغيرها، فيما برز في الآونة الأخيرة حزب سبعة الذي يعرف نفسه بأنه حزب شعبي عصري وغير تقليدي يعكس رؤية المواطنين في التغيير وتحقيق مطالبهم الاجتماعية والسياسية والمعيشية في مواجهة طبقة سياسية يقول عنها إنها فاسدة.

وتكوّن الشهر الماضي تحالف ضم 11 مجموعة هي "طلعت ريحتكم"، "بعلبك مدينتي"، و"حزب سبعة"، و"لقاء الهوية والدستور"، و"حقي"، و"لقاء الدولة المدنية"، و"حراك المتن الأعلى"، و"المرصد الشعبي لمحاربة الفساد"، و"متحدون"، و"صح" ثم حركة "لبلدي". ووقعت المجموعات على بروتوكول الانضمام، باستثناء "بدنا نحاسب".

وتحدث الناشط في حملة "طلعت ريحتكم" وديع الأسمر عن الغاية من التحالف المدني، فقال: "نخوض الانتخابات ضمن تحالف مكوّن من أشخاص ومجموعات بهدف التغيير السياسي في لبنان"، لافتا في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن التكتل يعكس تحالفا موحدا بات ضروريا لمواجهة سلطة تتوحد فيما بينها لضمان الاستمرارية وليس من أجل لبنان.

وفيما يتعلق بالمتوقع في الانتخابات المقبلة بالنسبة لتحالفات المجموعات المدنية، أكد الأسمر أن "التعويل كبير على هذا التحالف في النجاح في المعركة الانتخابية، أما حجم الخرق فهو متوقف على قدرتنا في إقناع اللبنانيين بأن خياراتنا صائبة"، مشددا على "أن الجميع مطالب بالتعالي على المصالح الشخصية والذاتية".

وعن طبيعة البرنامج الانتخابي للتحالف المدني، قال الأسمر: "قدمنا رؤية سياسية متكاملة تلقاها كل طرف من منظاره الخاص"، موضحا: "البعض ينظر إلى تقديمنا السياسي بأنه سطحي أو غير مركز، ومنهم من رأى أنها تحمل نظرته وطموحاته فاقتنع بها".

وأشار الأسمر إلى أن الفريق الانتخابي للتحالف "يعمل على برنامج انتخابي وخطط مفصلة للعمل على تطبيقها في المرحلة المقبلة"، نافيا أن يكون الهدف من دخول الانتخابات لمواجهة السلطة أو الظهور بمظهر نقيض عنها، وقال: "لا نملك قدرة على إحداث تغيير كامل، لكننا قادرون على طرح العلاجات للخلل القائم في المجالات كافة، وسنقدم اقتراحات تقنية ومفصلة لمقاربة المسائل كافة"، مميزا بين هدفين يسعى إليهما التحالف "الأول الدخول إلى مجلس النيابي والثاني بناء خطط استراتيجية تتعلق بمستقبل لبنان".

وحول مدى جدية وواقعية تطبيق الشعارات المرفوعة في الحملات الانتخابية من قبل الحراكات المدنية، قال الأسمر: "أخذنا عهدا على أنفسنا للبنانيين بالعمل على تنفيذ ما تعهدنا به، ولن نتهرب من مسؤولياتنا في نهاية ولايتنا في حال عدم تنفيذ وعودنا، على الرغم من أن الطرف الآخر سيسعى إلى إعاقة مسيرتنا لإثبات عدم أهليتنا لدخول المعترك السياسي".

جدير بالذكر أن المجموعات المدنية تعرف عن نفسها على أنها مجموعات من الحراك المدني الذي بدأ من تظاهرات (إسقاط النظام الطائفي في العام 2011 إلى التصدّي لأزمة النفايات والفساد ومحاولات فرض الضرائب).

وتحدثت المرشحة للمجلس النيابي في بيروت حنان الشعار بأن "التغيير ينشده جميع اللبنانيون، ولذلك نخوض الانتخابات ضمن لائحة تحمل تسمية بيروت أولا ويرأسها البروفسير خالد حنقير رئيس أكاديمية في لندن ولها فرع في بيروت"، مضيفة في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "اللائحة تضم 11 عضوا من خلفيات علمية رفيعة المستوى وأغلبهم أساتذة جامعيون ومحامون في دلالة على سعينا لإحداث إصلاحات تربوية وتطوير المناهج وتحديثها وإلزام المدارس باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في التعليم".

 

اقرأ أيضا: الحريري يهاجم "كتبة التقارير" ومنسق "14 آذار" ينتقد خطابه

وأشارت الشعار إلى أهمية "الدخول إلى اللجان التربوية لمواجهة إيقاف المشاريع التربوية التي ظلت حبيسة أدراج المجلس النيابي"، آملة في "تحقيق تغييرات على المستوى المعيشي من خلال تحسين ظروف العمل وإيجاد فرص عمل جديدة والسعي إلى استحداث مساكن مسهلة للمواطنين من خلال أراضي وقفية وغيرها، كما نتطلع إلى الاهتمام بالحدائق العامة والمرافق الحيوية".

وعن الإضافة التي يسعون إليها على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، قالت الشعار: "نسعى إلى رفع التهميش عن بيروت، وإلى مقاربة الأوضاع السياسية من باب تحصين البلد واتخاذ قرارات سياسية قوية وصائبة"، مردفة: "النائب يعد ممثل الشعب وصوته وضميره، ولذلك عليه إيجاد الحلول المعيشية الجذرية بما يمكن لبنان اقتصاديا ويقيه مخاطر الركود وتداعياته الثقيلة التي دفعت بشبابنا إلى الهجرة".

التعليقات (0)