صحافة دولية

هكذا عارضت موسكو وأنقرة ودمشق مراقبة واشنطن للحدود السورية

انتقدت أنقرة خطة واشنطن التي تقضي بتشكيل قوات أمن موالية لها لمراقبة الحدود السورية- أ ف ب
انتقدت أنقرة خطة واشنطن التي تقضي بتشكيل قوات أمن موالية لها لمراقبة الحدود السورية- أ ف ب

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن رفض كل من موسكو، وأنقرة، ودمشق لمراقبة واشنطن للحدود السورية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن القيادة التركية انتقدت وبشدة خطة الولايات المتحدة التي تقضي بتشكيل قوات أمن موالية لها لمراقبة الحدود السورية.

وأضافت أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي تعتزم بلاده تنفيذ عمليات عسكرية في شمال سوريا، توعد بالتصدي لجميع المحاولات التي تبذلها واشنطن لتحقيق أهدافها المنشودة. من جهتها، تعتقد موسكو أن الخطة التي تتبعها واشنطن من شأنها أن تؤدي إلى تقسيم سوريا.

 

اقرأ أيضا: النظام يهاجم تشكيل واشنطن قوة للأكراد شمال سوريا

وأضافت الصحيفة أن المبادرة الأمريكية لإنشاء وحدات تتألف أساسا من العناصر التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل تحالفا متعدد الجنسيات يشمل الأكراد أيضا، تعد بمثابة تهديد لأمن سوريا كما من شأنها أن تحول دون الحفاظ على وحدة أراضيها، وذلك حسب ما صرح به وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن الخارجية الروسية، أنه "بشكل عام، تحيل هذه الخطوة إلى عزل منطقة شاسعة تمتد على طول الحدود التركية العراقية وشرق نهر الفرات، فيما ستعمل قوات سوريا الديمقراطية على مراقبة هذه الأراضي، علما أن العلاقات بين الأكراد والعرب في هذه المنطقة جد متوترة. في المقابل، يعد إعلان سيطرة الجماعات التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تتألف من 30 ألف مقاتل على هذه المنطقة، مسألة خطيرة جدا، في حين تثير العديد من المخاوف حول اتخاذ مسار فعلي لتقسيم سوريا".

من جهته، أعلن نائب رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الدفاع، يوري شفيتكين، أن القوة الحدودية التي تعتزم واشنطن تشكيلها في سوريا والتي تضم بشكل خاص مقاتلين أكراد، تتعارض مع التصور الروسي لسوريا ما بعد الحرب. وأضاف شفيتكين، أن "خطة الولايات المتحدة تتعارض مع مصالح روسيا، وجميع الدول التي ترغب في التوصل إلى تسوية سياسية في البلاد".

وأردف شفيتكين أن "روسيا كانت سباقة إلى اقتراح فكرة مؤتمر شعب سوريا، الذي سيعقد في سوتشي. وذلك ما يدل على رغبتها في إيجاد حل سلمي للمعضلة السورية". وخلال الحوار الذي أجراه مع الصحيفة، لم يستبعد شفيتكين أن القوة التي تريد واشنطن تشكيلها ونشرها على الحدود السورية ستعمل على حماية وخدمة المصالح الأمريكية.

 

اقرأ أيضا: تعرف على خريطة انتشار قوة أمنية كردية أنشأتها أمريكا بسوريا

وأوردت الصحيفة أن الخطة المعلنة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أثارت بالفعل غضب أنقرة ودمشق. من جانبه، قال الرئيس التركي، إن "القوات التي تعتزم واشنطن تشكيلها والتي تضم 30 ألف جندي يجب أن تسمى "بجيش الخونة". وما من شك أنها وفي نهاية المطاف ستنقلب ضد واشنطن وتوجه أسلحتها إلى صدور الجنود الأمريكيين".

وأضاف أردوغان أن أنقرة تحاول التصدي لمثل هذه المحاولات منذ بدايتها، وفي حين تصمم الولايات المتحدة على تنفيذ خطتها، تزداد تركيا إصرارا على تنفيذ بعض العمليات في جزء من الأراضي الشمالية السورية. وقد حذر الرئيس التركي خلال الأسبوع الماضي من مغبة هذا الأمر واستعداد أنقرة للقيام بجملة من الهجمات.

وذكرت الصحيفة، وفقا لمصدر دبلوماسي في دمشق، أن النظام السوري دين الخطة الأمريكية، حيث يعتبر ذلك بمثابة محاولة لتقسيم البلاد. في هذا الإطار، يرى مراقبون أن المساعي الأمريكية ليست سوى تجسيد لتطور الوضع في الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

وأفادت الصحيفة أن مدير مركز الدراسات الإسلامية في معهد التنمية الابتكارية، كيريل سيمينوف يرى أنه يمكن إجراء بعض التعديلات فيما يتعلق بخطة مراقبة قوات سوريا الديمقراطية للحدود السورية، إلا أن ذلك لن يساهم في تغيير الوضع، بأي شكل من الأشكال. وأبرز سيمينوف أن "هذا الأمر يعزى إلى أن منطقة الإدارة الذاتية في شمال سوريا تعد بمثابة مشروع قائم بذاته، ناهيك عن أن الولايات المتحدة لا تعتزم مغادرة البلاد، حيث تصر على دعم مشروع قوات سوريا الديمقراطية".

 

اقرأ أيضا: تركيا عن نية واشنطن تشكيل قوة على حدود سوريا: لعب بالنار

وأردف سيمينوف أن "القوة الأمنية الحدودية الجديدة في شمال سوريا، لن تتألف فقط من المقاتلين الأكراد، بل ستشمل جماعات مختلفة. ففي الواقع، تحاول الولايات المتحدة ضم العديد من الجنسيات إلى هذه القوة، سعيا منها لتحقيق التوازن بين الوحدات العربية والتركمانية والآشورية وغيرها. وبطبيعة الحال، ستأخذ الولايات المتحدة بعين الاعتبار أهمية وجود العرب ضمن هذه القوات".

وأشارت الصحيفة إلى أن القوى الخارجية تتعمد إشعال فتيل النزاعات في سوريا بهدف تعزيز مصالحها في هذا البلد، وذلك حسب ما أكده المحاضر في قسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، ليونيد إيسايف. وأوضح إيسايف، أنه "في حال تناولنا هذا الأمر من وجهة نظر الأكراد، فلا يعد ذلك عاملا معززا للتوتر، بل من عوامل الاستقرار، حيث سيضمن لهم المزيد من الأمن".

وأشارت الصحيفة، وفقا لوجهة نظر ليونيد إيسايف، إلى أن خطة الولايات المتحدة بشأن تشكيل قوة حدودية لن تتسبب، في نهاية المطاف، في وضع حد لعلاقة تركيا بحلف شمال الأطلسي.

التعليقات (0)