سياسة عربية

بعد مسجد "الروضة".. هل تتعرض مساجد أخرى بمصر للهجوم؟

كانت مجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم الدولة نشرت العام الماضي تصريحا توعدت فيه الصوفيين- أ ف ب
كانت مجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم الدولة نشرت العام الماضي تصريحا توعدت فيه الصوفيين- أ ف ب

في ظل توجيه نظام الانقلاب المصري أصابع الاتهام لتنظيم الدولة في سيناء بالمسؤولية عن الهجوم على مسجد "الروضة" شمال سيناء الجمعة الماضية، تبرز العديد من التساؤلات إذا ما كان فعلا التنظيم وراء هذا الهجوم، ولعل أبرزها ما أسباب توجه الجماعات المسلحة لمهاجمة المساجد؟ وهل ستكون بداية لاستهداف مساجد أخرى في مصر؟


ورغم عدم وجود تبني رسمي للهجوم الذي أسفر عن مصرع 305 أشخاص وإصابة 128 آخرين، إلا أن الإعلام المصري المؤيد للانقلاب اتهم صراحة تنظيم الدولة "داعش" باستهداف المسجد.


وكانت مجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم الدولة نشرت العام الماضي تصريحا لأحد قياداته يقول فيه: "نقول لجميع الزوايا الصوفية وجميع شيوخها وأتباعها في مصر وخارجها إننا لن نسمح بوجود طرق صوفية في سيناء خاصة وفي مصر عامة".


 من المستفيد؟


وفي إطار عدم تبني أي جهة للعملية، تعددت التفسيرات حول دوافعها، حيث اتهم نشطاء ومعارضون النظام بالمسؤولية عن الهجوم بهدف إحداث حالة من الفزع بين سكان شمال سيناء، وتوفير الذريعة لإخلاء المنطقة من السكان بدعوى محاربة الإرهاب، تمهيدا لتنفيذ ما يعرف بصفقة القرن بين إسرائيل والدول العربية.


وفي هذا السياق، طالب النائب البرلماني عبد الحميد كمال، بضرورة "إخلاء سيناء حتى ولو لمدة شهر واحد، نجيب عاليها واطيها، للقضاء على الإرهابيين الخونة"، على حد قوله.


من جانبه، حمل الإعلامي عمرو أديب المقرب من النظام، "داعش" المسؤولية عن العملية، متوقعا عبر برنامجه على قناة "أون إي" مساء الأحد، أن يعيد التنظيم مهاجمة مساجد الصوفيين في سيناء، قائلا إن "التنظيم أعلن منذ عام تقريبا أن أهم معركة لهم في الفترة المقبلة هي مواجهة المتصوفين أهل الشرك والبدع".

 

اقرأ أيضا: كيف أظهر تفجير المسجد بسيناء هشاشة الجيش المصري؟


ونشر تنظيم الدولة في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 مقطع فيديو لعملية ذبح سليمان أبو حراز أحد أكبر شيوخ الصوفية في شمال سيناء والبالغ من العمر 100 عام على يد عناصر التنظيم بدعوى ارتكابه أعمال الكهانة والشرك بالله، كما خطف عددا من أتباع الطرق الصوفية جنوبي رفح والشيخ زويد، ثم أفرج عنهم لاحقا بعد استتابتهم وتعهدهم بإغلاق الزوايا ومنع حلقات الذكر الجماعية.


فيما رأى محللون أن استهداف مسجد الروضة له أسباب أخرى بعيدة عن الدوافع العقدية، مؤكدين أن "داعش" استهدف المسجد لكونه تابعا لقبيلة السواركة المتعاونة مع أجهزة الدولة لذلك أراد التنظيم الانتقام منها.


 مساجد أخرى مهددة


الباحث السياسي جمال مرعي قال إن "الجماعات المسلحة في شمال سيناء أعلنت مرارا أنها تنوي استهداف الصوفيين لأنهم يرون أنهم كفرة ومشعوذون"، مشيرا إلى أن تنظيم "داعش" نفذ تهديدا سابقا وذبح الشيخ سليمان أبو حراز أبرز زعماء الصوفيين في مدينة العريش العام الماضي.


 وأضاف مرعي في تصريحات لـ"عربي21" أن "العديد من أهالي القرية أكدوا أن الإرهابيين منعوا إقامة الحضرات الصوفية"، مؤكدا أن "العملية الأخيرة تعد نقلة نوعية في تفكير الجماعات الإرهابية".


وتوقع أن تكرر "الجماعات المسلحة في سيناء استهداف المساجد والحضرات التابعة للصوفيين"، محذرا من مهاجمتهم أيضا لمساجد في محافظات أخرى في محاولة لتكرار هذه العملية.


واستبعد مرعي أن يكون هناك تقصيرا أمنيا وراء حادث مسجد الروضة الأخير، مؤكدا أنه "ليس مطلوبا من قوات الأمن أن تؤمن المواطنين وهم يصلون في المساجد خاصة وأنه لم يحدث في تاريخ مصر أن تعرض أحد المساجد للاستهداف من قبل الجماعات الإرهابية بهذه البشاعة"، حسب تعبيره.


الورقة الأخيرة


من جانبه، حمل أستاذ العلوم السياسية محمود السعيد "داعش" مسؤولية الهجوم على مسجد "الروضة"، مشيرا إلى أن استهداف المدنيين بشكل عام والجماعات الصوفية بشكل خاص هي الورقة الأخيرة في يد التنيظم بعد أن فشل في تحقيق أي انتصار قوي أو مؤثر في معاركه المباشرة مع الجيش خلال العامين الأخيرين، حسب قوله.

 

 وأضاف السعيد في تصريحات لـ"عربي21"، أن الهجوم رغم بشاعته إلا أنه يؤكد أن قدرات الجماعات المسلحة في سيناء لم تعد كما كانت عليه من قبل، مشيرا إلى أن تلك الجماعات صارت تفضل الدخول في معارك مسلحة من طرف واحد، مثل قتل مواطنين عزل، حتى لا يواجهوا مقاومة أو يتم استنزاف قوتهم، مثلما كان يحدث في معاركهم السابقة مع قوات الجيش.


 وأكد أن تمويل الجماعات المسلحة في سيناء أصبح أقل كثيرا من ذي قبل ولم تعد تصلهم أموال من الخارج، لافتا إلى قيامهم الشهر الماضي بتنفيذ عملية سطو مسلح على أحد البنوك بمدينة العريش منذ شهرين تقريبا ما يدل على أنهم لم يعد لديهم أموال كافية لتغطية عملياتهم.


وأعرب محمود السعيد عن مخاوفه من أن تستمر الجماعات المسلحة في استهداف المدنيين في الفترة المقبلة، مشددا على أن هذه الأوضاع الكارثية تحتاج إلى تحرك سريع ومختلف من الجيش لحماية المدنيين في سيناء، حسب قوله.

التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 27-11-2017 11:05 م
نعم هناك مساجد اخري مهددة في شمال سيناء لأن السيسي سوف يسلم سيناء كلها في بداية الفترة الجديدة لذلك هو يقوم الأن بإرهاب كل سكان سيناء كما كانت عصابات الهجانه و الأرجون والأشتيرن والبلماخ الصهيونية التي كانت تعتمد علي العمليات الإرهابية للقيام بالمذابح و المجازر للإستيلاء علي اراضي و قري الفلسطنيين وهو بالضبط ما يقوم به اليهودي المقنع السيسي الذي قامت اسرائيل بزرعة في مصر و دفعة لكرسي السلطة و معه الكثير و الكثير من عملاءها من العسكر لكي يبيع مصر بالقطعة وهاهو قد بدأ في بيع جزيرتي تيران وصنافير وسوف يعقبها المدن الساحلية لشمال سيناء فهنيئا لشعب مصر .