هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
النواة الصلبة للمنظومة القديمة، جعلت اختلاف الفرقاء منها في الدرجة لا في النوع، ذلك أن مبدأ التطبيع مع المنظومة القديمة (خاصة في مستوى خزانها البشري) ليس محل نزاع، إلا في بعض التفاصيل التي لا تنقض المبدأ، ولكنها تحاول تكييفه لخدمة استراتيجيات حزبية ومصالح شخصية
احتدام النقاش حول انحراف الحزب عن خطه السياسي التقليدي قد يؤدي إلى انشقاقات، في ظل تحركات تهدف إلى إعادة حزب الشعب الجمهوري إلى هويته الأصلية أو تأسيس حزب جديد
لا يمكن أن تنتهي المعركة ضد الإرهاب إلى نتائج إيجابية؛ ما لم يصدق السياسيون والمثقفون في منطلقاتهم وأهدافهم، وما لم يتخيروا من الأساليب ما يجنب البلاد المكائد والتوترات
طرح موضوع الإرهاب خارج مقاربة إصلاحية شاملة لن يكون إلا مجهودا عبثيا، لا دور له إلا تغذية الصراعات السياسية وتأمين محاور انتخابية لا يتجاوز دورها ضمان موقعٍ ما في إدارة التخلف والتبعية وإعادة إنتاج شروطهما الفكرية والموضوعية
احترام المواطن صاحب السيادة، الذي يذهب متفائلا إلى صندوق الاقتراع فيفرز أدوات حكم لتحكم لا لتفشل. أول اللبنات هي احترام الصندوق ونتائجه، والعمل عليها كمؤسسة للديمقراطية لا كمسرحية من الخيال العلمي.
سواء أتحقق مطلب التيار الديمقراطي (تكوين حكومة بغير حركة النهضة) أم تحققت رغبة النهضة (تشكيل حكومة مع قلب تونس)، فإن المستفيد الأعظم سيكون "المنظومة القديمة" التي ستضمن تواصل هيمنتها على الحقل السياسي، مهما كان السيناريو الذي ستعرفه تونس في الأيام القادمة
عض الأحزاب المحسوبة على الثورة تساعد على ذلك، لمجرد الاختلاف الأيديولوجي مع الحزب الأكبر (حركة النهضة)، مثلما حدث في مصر تماماً؛ حيث أضاعت الثورة بدافع الحقد والكراهية للإخوان المسلمين الفائزين في جميع الاستحقاقات الإنتخابية! والخوف كل الخوف أن تضيع ثورة الياسمين كما ضاعت ثورة يناير
إذا لم يفصل السياسيون بين آليات إدارة الشأن الوطني وبين آليات الصراع الإقليمي؛ فإن بلادنا ستصبح (وقد بدأت) ساحة للصراعات الخارجية، وسينقسم التونسيون على أنفسهم بين المحاور؛ ينشغلون عن قضاياهم الحقيقية في التنمية والتشغيل..
لم تتحقق المصالحة الحقيقية التاريخية التي راهن عليها قادة حركة النهضة وانخرطت فيها جزئيا أطراف وطنية محلية وأجنبية
لعل من باب المفارقة أن يكون أكبر خطر على الديمقراطية في تونس هو "العائلة الديمقراطية" بالمعنى الموروث من العهد الاستبدادي. فأغلب تلك القوى تصوغ خطاباتها ومواقفها داخليا وخارجيا بمنطق التناقض الرئيسي مع الإسلاميين والتناقض الثانوي مع المنظومات الاستبدادية الحاكمة، مهما كانت الأسس المتهافتة لشرعيتها
التونسيون يخوضون بعضهم ضد بعض، حربا مدمرة للنسيج المجتمعي وللوشائج الأهلية وللسلم المدني، ولحظوظنا في مستقبل يستقر فيه أبناؤنا وبناتنا.
لقد اكتشفوا عجزهم عن توليف الشوارع على نفس القاعدة الفكرية الاستئصالية، فقد تحررت عقول كثيرة من تأثيرهم، وهم ينحسرون كريح فاسدة إلى زوايا ومواقع يحفظون بها قدراتهم على إنتاج الحنين الأليم إلى مجد لم يصنعوه وإنما غنموه من مغامرين بلا أخلاق
"حرب اللوائح" قد أكدت أن حركة النهضة ماضية في خيارها الاستراتيجي القاضي بالتطبيع مع المنظومة الحاكمة بشروط تلك المنظومة، أو في الحقيقة بشروط سادتها في فرنسا
التناقض الأكبر في الحالة التونسية هو أن أهم الفاعلين السياسيين الذين يُفترض بهم محاربة الفساد؛ قد أصبحوا هم أنفسهم (إلا نادرا) متهمين بالفساد أو على الأقل بالتواطؤ معه في الحد الأقصى، أو التغطية عليه والتساهل معه في الحد الأدنى
الذهاب إلى المعارك الحقيقية التي يحتاجها الشعب، والتي لا تجعل الغنوشي هدفا وإنما تجعله فاعلا ضمن فاعلين يشاركون في بناء وطن.. هنا يملك الغنوشي أوراقا كثيرة، أهمها حزب منظم ويتعلم السياسة بسرعة، فيما خصومه يتلاشون في الشوارع..
استحالة الانقلاب في السياق الحالي يجب أن لا تؤدّيَ إلى استهانة الطبقة السياسية أو الحكومة بالمطالب المشروعة للشعب، فهي مطالب ستزداد حدة وإلحاحا في الفترة المقبلة