يستبد النظام في مصر بالمناخ والبيئة كما يستبد بالإنسان والمواطن؛ إنه فقط لا يُحدث مجازر في البشر، ولكنه يحدث مجازر في الخضرة والشجر.. وفرّط في مياه ومقدرات مصر بما لا يخطر على قلب بشر..
العبارة التي وردت في بيان الصندوق ووصفناها بأخطر ما تضمنه البيان؛ تعبر بصورة مباشرة عن المدى الذي وصلت إليه مصر في ظل نظام الثالث من تموز/ يوليو وجعلها تحت الوصاية الإقليمية والدولية حتى يمرر القرض الأخير، والذي يمثل رهنا اقتصاديا لمصر سواء لمواردها أو أصولها الكبرى التي صارت محل مساومة وبيع رخيص
مقام التدليس والتلبيس في الاستبداد الفاجر إنما يعود إلى خطابه الذي يقلب، وينتقد البديهيات، ويفرض كلمات ومفردات لا تتعلق من قريب أو بعيد بالمعقولية أو المقبولية، وأفجر ما في هذا الاستبداد هو أن يسمي فساده إصلاحا، وفشله إنجازا، وسقوطه نجاحا، ويحاول من كل طريق أن ينكر مسؤوليته ويستنكر أي فعل من منتقديه
في إطار تأكيدنا على مفهوم الأمن الإنساني المناقض لمفهوم الأمن في رؤية السيسي المستبدة، نتأمل مشهد إعدام الكتاكيت في مصر نتيجة نقص الاعتمادات المالية لشراء الأعلاف التي تشكل غذاء أساسيا لها، ذلك المشهد المرعب الذي لا يمكن تفسيره أو تبريره إلا أنه يقع على عاتق السلطة الانقلابية
عبر بيان وزارة التربية والتعليم في مصر عن رؤية ذلك النظام من خلال الشروط التي وضعتها للتطوع في المدارس لسد العجز في المعلمين، وهو ما دفع المهتمين بالشأن العام إلى القول بأن هذه شروط للسخرة وليست للعمل التطوعي
التورط الفرنسي في هذه القضية ثابت وفقا لمئات من التقارير والوثائق التي كشف عنها موقع ديسكلوز الفرنسي، من أجهزة مكتب الرئاسة الفرنسية ووزارة الدفاع وأجهزة المخابرات العسكرية الفرنسية
لا يمكن أن نتوقع أن يتغير سلوك النظام الحالي الذي احترف الكذب والتزوير، وبات يدمن سياسة الشماعات والاشتغالات ويغلف كل فشل بأنه مؤامرة، وكل إهدار بأنه إنجاز يشير الى عبقرية المستبد "أبو العريف" الذي يمتلك من العلم والخبرة ما يجعله محط اهتمام الدول الأخرى
لعل من أبرز ما كتبه الكاهن الأصغر جاء في مقال له بتاريخ 14 آب/ أغسطس 2022 عن أسباب فشل ما أسماه "طبخة استقرار الأنظمة" والرجل خبير في ذلك لا شك، نظرا لطبيعة الأدوار التي يقوم بها من تلميع وتسطيع وتعتيم وتغطية..
عرفت البلاد مذابح أخرى لو رصدت لكانت مشابهة لما جرى في رابعة والنهضة، ومن ثم فإننا نرى أن القيام بعمليات التوثيق لمثل تلك المجازر عمل غاية في الأهمية، ضمن معركة الذاكرة التي تفضح هذا النظام وتفضح صحيفة سوابقه ومجازره
تبادل المواقع بين التفاوض والحرب، والتعامل مع المفاوضات بقوانين الحروب، مفهوم يؤكد عليه خبراء العلاقات الدولية بالاعتبار الذي يعظم الأوراق الضاغطة والحركة الفاعلة لكل خطوة بشكل محسوب، وباستخدام كافة الأوراق لحصار الخصم ووضعه في الزاوية
يبدو لنا ذلك جليا ضمن فهم المستبد الذي لا يتوقف عن ادعاء الديمقراطية سياسة، واحترام حقوق الإنسان بداهة، واعترافه بالشعب إرادة، وهو في حقيقة الأمر يزهق كل ذلك ضمن سلوكه اليومي، وسياساته المتبعة كطقس يمارس فيه انتهاك حقوق الإنسان بشكل متواتر فاضح