ترشح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل وما خلفه من جدل لم يضف شيئا للمشهد المعقّد جدا في ليبيا غير تذكية الخشية من أن هذه الانتخابات لن تكون مخرجا من الأزمة المستفحلة في هذه البلاد بقدر ما ستكون على الأرجح فصلا جديدا من فصولها.
حين أطل جورج قرداحي لأول مرة بصفته وزير إعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة أمس الأول، لم تكن مواقفه السياسية الكثيرة التي لا تروق لكثيرين هي الحاضرة عندي قدر التركيز على أدائه وهو يقرأ باعتباره صحافيا ومذيعا سابقا في «راديو مونت كارلو» قبل أي شهرة تلفزيونية لاحقة.
ها هو الرئيس التونسي يمدّد، كما كان متوقعا «التدابير الاستثنائية» التي كان اتخذها في 25 يوليو/تموز الماضي وتتمثل في تعليق أعمال وصلاحيات مجلس نواب الشعب ورفع الحصانة البرلمانية عن كل أعضائه، وحل الحكومة وتجميع كل صلاحيات الدولة في يده..
ها أن بعض التململ بدأ يدب رويدا رويدا في تونس ليحلّ مكان الفرحة العارمة التي استقبلت بها قطاعات واسعة ما قام به يوم 25 من الشهر الماضي الرئيس قيس سعيد، أو محل الصدمة والتحفظ لدى قطاعات أخرى أبرزها القوى السياسية والاجتماعية التي دعت إلى الانتهاء سريعا من «التدابير الاستثنائية» المعلنة.
ما أقسى وأمرّ أن يموت أقرب الناس إليك وأنت وراء القضبان لا حول لك ولا قوة. تبكي بحرقة بل وقد تنتحب بلوعة المقهور إذا لم تتمكن حتى من تقبيل هذا العزيز الذي رحل..
لا شيء صدم الطبقة السياسية الفرنسية بعد الانتخابات المحلية والمناطقية التي جرت مؤخرا أكثر من النسبة العالية من مقاطعة دورتيها يومي 20 و27 حزيران/يونيو..
ما كانت إدارة بايدن تعتزم أصلا أن تحرك شيئا لولا غزة التي أجبرتها على أن تفعل شيئا ما وإن كان واضحا أنها إنما تفعله «دون نِفْس» ودون إرادة حقيقية على تحقيق إنجاز ذي قيمة يختلف عما دأبت عليه الإدارات السابقة على الدوام.
عام 1986 استقبل السيد أحمد المستيري زعيم المعارضة التونسية آنذاك ومدير جريدة «المستقبل» الأسبوعية الهيئة المديرة لجمعية الصحافيين التونسيين وقد كنت من بينها..
في لبنان ينتظرون منذ ستة أشهر وفي تونس منذ ثلاثة أشهر. الأوائل ينتظرون حكومة جديدة وفي تونس ينتظرون أن يتسلم 11 وزيرا جديدا مهامهم بعد أن وافق عليهم البرلمان..
«ملك على كومة من الأنقاض».. هكذا وصفت جريدة «لوموند» الفرنسية الرئيس السوري بشار الأسد بعد عشر سنوات من اندلاع الثورة ضد نظامه. وإذا ما بحثنا عن مثل شعبي عربي مرادف لهذا التشبيه فلن نجد أفضل من «خربها وقعد على تلتها».