لو زرت غزة قبل هذه المعركة، ومشيت في شوارعها، والتقيت أهلها، ما كنت تظن أبدا -على كل حسن ظنك-، أن لديهم كل هذا السلوك الإيماني الذي رأيناه في الحرب، هذا التسليم بقضاء الله، الرضا بما قسم، اليقين بعدله عزَّ وجل.
نشأ بطل قصتنا في بيئة ريفيّة قلّ أن تجد فيها من يجيد القراءة، لكن والده كان حريصا على تعليمه وإخوته كلّ الحرص، فقد لاحظ تفوقه منذ صغره، فخصّه بالرعاية والاهتمام، وبفضله قرأ وهو في العاشرة من عمره لنجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم وطه حسين ويحيى حقّي وغيرهم، وبلغ من عشقه القراءة أنه كان..
الخسارة التي لا تُحتمل أن تفقد أخلاقك وقيمك، فتشمت في خصمك وقد أصيب بالداء، تسخر منه، تشهِّر به، وتعايره في المعركة التي ساوى فيها عدوكما بين الفقير والغني والحاكم والمحكوم..